تواصل أسعار النفط في الانخفاض بعد أن تراجعت أسعار أمس إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر، فهل سيجنّب ذلك دولا أوروبية على غرار ألمانيا أزمة ارتفاع الأسعار التي ستبلغ شهر أكتوبر ثلاثة أضعاف.
وانخفضت أسعار النفط عقب ظهور بيانات مخزونات النفط الأمريكية، في جميع أنحاء أوروبا، وبحلول الساعة 07:20 بتوقيت غرينتش، أمس الخميس تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.30 بالمائة إلى 90.39 دولار للبرميل.
فيما انخفضت العقود الآجلة لخام “برنت” بنسبة 0.41 بالمائة إلى 96.38 دولار للبرميل.
وانخفضت أمس أسعار النفط بنحو 4 بالمائة بعد ارتفاع مفاجئ لمخزونات الخام في الولايات المتحدة، إذ أظهرت البيانات ارتفاع مخزونات الخام هناك بمقدار 4.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الـ 29 من جويلية الماضي، خلافا للتوقعات.
أسعار الطاقة بأوروبا تواصل الارتفاع
انخفاض أسعار النفط قد يكون بصيص الأمل للدول المتضررة من ارتفاع أسعار الطاقة، حيث كان الارتفاع الأول في عام 2021 حيث بدأ الاقتصاد العالمي في التعافي من وباء كورونا، ارتفعت أسعار الطاقة من جديد بعد العملية العسكرية في أوكرانيا، مما يعكس مخاوف من تجفيف إمدادات النفط والغاز من أحد أكبر المصدرين في العالم، بسبب نشاط عسكري أو عقوبات غربية أو انتقام من موسكو.
ويعتقد الاقتصاديون الآن أن أسعار الطاقة قد لا تتراجع بشكل كبير هذا العام وقد ترتفع أكثر، حتى في غياب عقوبات جديدة حيث يتجنب الغرب النفط والغاز الروسيين، مما يؤدي إلى تقليص الإمدادات العالمية من الهيدروكربونات.
معدّلات التضخم في منحى تصاعدي
وأشار الخبراء إلى أن الاستمرار في ارتفاع أسعار الطاقة، يعني أن معدلات التضخم من المرجح أن تظل مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعا عند بدأ العملية العسكرية، مما يؤثر على القدرة الشرائية للأسر ويحافظ على ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة شل النفطية البريطانية، بن فان بيردن، الأسبوع الماضي: “نحن ندرك تماما كل الصعوبات التي تجلبها أسعار الطاقة المرتفعة”، مضيفا أنها “زيادة كبيرة جدا في تكلفة المعيشة، إنه أمر مؤلم للغاية لكثير من الناس”.
ونظرا لصعوبة تقليل العديد من الأشخاص استهلاكهم للطاقة، يتوقع الاقتصاديون ارتفاع أسعار الكهرباء ووقود التدفئة والبنزين، ومن المرجح أن يؤثر ذلك على النمو في جميع الدول باستثناء أكبر الدول المصدرة للطاقة.
ارتفاع أسعار الطاقة المنزلية بنسة 40 بالمائة بأوروبا
وارتفعت أسعار الطاقة المنزلية في الاتحاد الأوروبي بنسبة 40 بالمائة تقريبا في أفريل الماضي مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وهي زيادة أكبر من أي زيادة في عام واحد منذ السبعينات.
وأعلنت بريطانيا عن الارتفاع الرابع على التوالي في سعر الفائدة الرئيسي، وسط توقعات بتعرّض الاقتصاد البريطاني للركود خلال العام المقبل.
وترجع تلك التوقعات إلى أسعار الطاقة التي ارتفعت بنسبة 54 بالمائة في أفريل.
تابع أيضا أسعار الغاز
ألمانيا أكبر قوة اقتصادية في أوروبا مهددة بالانكماش
تقول تقارير إعلامية أن هناك احتمال بأن تصبح ألمانيا “رجل أوروبا المريض” في ظل تعثر السياسات التي كانت وراء قوة عمل المصانع الألمانية.
فبعد سنوات من زيادة الصادرات إلى الصين وإقامة روابط تتعلق بالطاقة مع روسيا، يواجه أكبر اقتصاد في أوروبا مجموعة كارثية من المخاطر.
ويقول خبراء أن اعتماد ألمانيا الكثيف على التصنيع يجعلها أكثر عرضة من نظرائها الأوروبيين، للتأثر بالاضطرابات المتعلقة بالحرب في إمدادات الطاقة الروسية والاختناقات في قطاع التجارة.
ويضيف الخبراء، أن اعتماد ألمانيا على التصنيع يعرّضها بشكل مباشر إلى خطر التعرض للانكماش وربما ارتفاع الأسعار مما يزيد من الضغط على المستهلكين الذين يعانون بالفعل.
ألمانيا مطالبة بخفض ربع عمليات التوفير في استهلاك الطاقةبأوروبا
ونظرا لارتفاع مستوى استهلاكها للغاز فإن ألمانيا، مطالبة بتحقيق عمليات توفير أكبر من أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي، مما يجعلها مسؤولة عما يقرب من ربع عمليات التوفير في الغاز في جميع أنحاء التكتل.
وأشار وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إلى أن ألمانيا تسير بالفعل على الطريق الصحيح لتحقيق خفض بنسبة تتراوح بين 14 إلى 15 بالمائة في الاستهلاك مقارنة بالعام الماضي، ومع ذلك أكد هابيك الأسبوع الماضي أيضا أن ألمانيا ستحاول خفض استهلاكها بأكثر من الحد الأدنى المتفق عليه البالغ 15 بالمائة.