يبدو أن الحكومة تنوي فعلا وضع حدّ لـ تجارة الكابة، التي باتت تهدد الاقتصاد الوطني، حيث توالت التعليمات فيما يخصّ نشاط غير مرخص من طرف تجار يمتهنون نقل سلعهم عبر النقل البحري دون حسيب ولا رقيب، لكن هذه المرة نشاطهم بات مهدّد بالزوال فعلا.
منع استيراد السلع المنتجة محليا نشّط تجارة الكابة
وبالعودة إلى ازدهار نشاط تجارة الكابة في بلادنا، فإنه في السنوات الأخيرة سجل البزناسة نشاطا كبيرا لتجارتهم غير الشرعية، مستغلين تعليمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بتقليص فاتورة الاستيراد.
وتقوم هذه التعليمة على منع استيراد كل السلع التي تنتج محليا، فبقدر ما شجعت هذه القرارات على مدى نحو ثلاث سنوات من تطبيقها الإنتاج المحلي، بقدر ما فتحت المجال رحبا أمام تجارة الكابة، التي نمت بشكل كبير وبات البزناسة يفرضون منطقهم.
وأكد الرئيس عبد المجيد تبون، في تصريحات سابقة أنّ القرارات التي اتخذتها الحكومة خلال السنوات الثلاث الماضية، والمتعلقة بحماية الإنتاج الوطني ومنع استيراد السلع المنتجة محلياً “سمحت بتقليص فاتورة الاستيراد من 63 مليار دولار إلى 38 مليار دولار، دون حرمان المواطن من أي شيء”.
وزارة التجارة تعلن الحرب على تجارة الكابة
وبالنظر لتنامي نشاط تجارة الكابة ببلادنا، جراء منع استيراد الكثير من المنتجات، كان لزاما على الحكومة قطع شرايين هذه التجارة غير الشرعية.
وحسب بعض المتتبعين فإن الشرارة الأولى التي جعلت وزارة التجارة تشرع فعليا في إطلاق قرارات منع هذه التجارة، اندلعت بعد شكوى إحدى صاحبات ماركة محلية لصناعة مواد التجميل من منافسة تجار الكابة لنشاطهم.
وتوعد آنذاك وزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق بالضرب بيد من حديد هذا النوع من التجارة غير القانونية، وقال أن دائرته الوزارية ستقف بالمرصاد ضد هذا النوع من التجارة، الذي يؤثر على تنمية الإنتاج الوطني.
تابع أيضا هكذا تورط جمركي مع تجار الكابة
وجاءت تصريحات كمال رزيق، لدى إشرافه على افتتاح الأبواب الوطنية حول إنتاج وتصدير المنتجات الكهرومنزلية والمعدات الإلكترونية، نهاية شهر جانفي الماضي، بمقر الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، بساحة الشهداء.
كما أكد أن قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في وقف الاستيراد كان صائبا، حتى نرى مثل هذه الطاقات الشبابية في تنمية الاقتصاد الوطني.
صاحبة مؤسسة ناشئة تشتكي من تجارة الكابة في مواد التجميل
وأضاف وزير التجارة لدى استماعه لانشغالات صاحبة مؤسسة ناشئة مختصة في صناعة مواد التجميل، أن وقف الاستيراد في مجال مواد التجميل أتى بثماره حتى نرى مثل هذه المنتجات المحلية بهذه الجودة.
فيما اشتكت صاحبة المؤسسة الناشئة في صناعة مواد التجميل، من المنافسة التي يلقونها من طرف تجارة مواد التجميل كابة، الذين يغرقون السوق حسبها بمواد مهربة من الخارج، تعرقل نشاطهم وتطوير منتجهم.
وأكد الوزير آنذاك، أن الأمر لن يشكل مشكلا من الآن فصاعدا لأي منتج محلي، بالنظر لخطط الوزارة لمحاربة مثل هذا النوع من التجارة غير الشرعية.
تجارة الكابة: تجار يحتكرون بواخر النقل البحري
واستغل البزناسة قرارات منع الاستيراد ليفرضون منطقهم، وبات سعيد الحظ من يحصل على مقعد للتنقل في باخرة الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، خاصة ما تعلق بموسم الاصطياف، أين يرتفع الطلب.
ويقابله نشاط مكثف لتجارة الكابة، إن من البزناسة، أو من ممتهني نقل السلع والأمتعة الخاصة بأبناء الجالية الجزائرية بالخارج، الذين يرسلون أغراض وسلع لعائلاتهم في البلاد، ما شكل فوضى كبيرة على مستوى موانئنا تجعل المسافر يقضي ساعات طوال جراء عمليات التفتيش التي تقوم بها مصالح الجمارك.
تابع أيضا منع المركبات النفعية في الرحلات البحرية…هذه آخر التطورات
وبالنظر لكونها تجارة غير مرخصة فيتبع هؤلاء البزناسة الذين يمتهنون تجارة الكابة طرقا ملتوية للحصول على تذاكرهم، ولمنع تفتيش سلعهم في الميناء، المهم في القضية هو حرمان مئات المغتربين من حقهم في استعمال النقل البحري للمسافرين وتحوله إلى نقل للسلع والبضائع، حسب تعليقات بعض المسافرين.
منع المركبات النفعية في الرحلات البحرية
وباشرت الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، منذ 28 ديسمبر الماضي تطبيق قرار حظر صعود بعض المركبات النفعية على متن سفنها.
وأوضحت الشركة، في بيان سابق لها صدر بتاريخ 28 جانفي 2023، أن القرار يخص السيارات النفعية من نوع fourgons، j5، partner.
منع المركبات النفعية في الرحلات البحرية
وجاء هذا الإجراء من أجل الحد من حالة الازدحام وعرقلة السير الحسن لعميلة التسجيل والتفتيش التي تتسبب فيها هذه المركبات عند تسجيل ركوب المسافرين.
حجز الأمتعة والمركبات بميناء الجزائر
وكانت مصالح الجمارك قد باشرت بالفعل تطبيق تعليمة منع المركبات النفعية في الرحلات البحرية، منذ 30 جانفي 2023، حيث تفاجأ مسافرون كانوا على متن رحلة مرسيليا الجزائر مع الشركة الفرنسية للنقل البحري كورسيكا لينيا، بمنع مرور مركباتهم النفعية وحجز الأمتعة بميناء الجزائر.
حيث قامت مصالح ميناء الجزائر بحجز كل الأمتعة والسلع التي كانت على متن مركبات نفعية، كما تم حجز المركبات كذلك.
وحسب شهادات مسافرين فإن عملية الحجز، لم تقتصر على الأمتعة فقط، بل حتى المركبات، حيث منعت مصالح الجمارك خروج المركبات النفعية من الميناء، تنفيذا لقرار منعا من السفر في الرحلات البحرية.
ونزل خبر منع المركبات النفعية في الرحلات البحرية، كالصاعقة على أصحاب تجارة الكابة، الذين أحسوا فعلا بخطر انتهاء تجارتهم غير الشرعية بالنظر للشروع فعلا في عملية حجز السلع والمركبات.
ضربة أخرى موجعة لأصحاب تجارة الكابة
وقعت الجزائر أمس الأحد اتفاقية مع واحدة من أكبر شركات إنتاج الألبسة عالميا، ويتعلق الأمر بشركة ديكاتلون للألبسة الرياضية، من أجل الشروع في تصميم وإنتاج منتجات DECATHLON محليا في الجزائر تحت وسم “MADE IN BLADI BY DECATHLON & TAYAL”.
وجاء التوقيع على الاتفاقية في إطار تشجيع الإنتاج المحلي، وخفض فاتورة الاستيراد، وهو ما سيفتح المجال رحبا للصناعة المحلية من خلال فتح فروع لماركات عالمية في الجزائر.
ZARA و Okaïdi قريبا في الجزائر
ومن المنتظر حسب تقارير إعلامية أن يتم التوقيع في الأسابيع المقبلة على اتفاقيات مع عديد الماركات العالمية التي لها مكانتها الصناعية والتجارية على المستوى العالمي والقاري، على غرار امبراطورية الألبسة “زارا – ZARA” و العلامة الشهيرة لملابس الأطفال “أوكايدي – Okaïdi”.
وبالتوقيع على اتفاقيات مع ماركات عالمية للملابس للشروع في الإنتاج ببلادنا، من شأنه أن يضع حدا لـ تجارة الكابة التي وعلى الرغم من القرارات والتعليمات لمنعها إلا أنها لا تزال تقاوم، فهل ستكون هذه نهايتها؟