تجري جريدة الجالية الجزائرية لقاءات مع عدد من الكفاءات الجزائرية في الخارج، وهذا من أجل تسليط الضوء عليهم وعلى أعمالهم وانجازاتهم المشهود لها (عالميا أو في بلدان إقامتهم) في مجالات اختصاصاتهم المختلفة.
في عدد اليوم، تعرض الجالية الجزائرية نبدة عن مسيرة عبد القادر نصر الدين بلقاسم، شاب جزائري لا يتعدى ال35 سنة، استاذ جامعي وباحث مبتكر بالمهجر، قدم اختراعا في مجال الذكاء الاصطناعي يتيح التحكم في الروبوت والآلة عن طريق استعمال إشارات الدماغ وحركة العينين، لينال جائزة مرموقة عالمية، جائزة “إم أي تي” تكنولوجي ريفيو للمبتكرين دون سن الـ 35 في سنة 2018.
أستاذ وباحث بمشاريع تكنولوجية طموحة
له حاليا مهام ومشاريع متعددة في عدد من البلدان، ومنها مثلا أنه أستاذ مساعد بكلية تقنية المعلومات بجامعة الإمارات العربية المتحدة، وأيضا باحث زائر بكلية الطب بجامعة أوساكا باليابان. يعمل على عدّة مشاريع في مجال واجهة الدماغ الحاسوبية، وكذا مشاريع علمية وتكنولوجية أخرى مع كل من جامعة أوساكا ومعهد طوكيو للتكنولوجيا باليابان ومعهد تيانجين للتكنولوجيا بالصين. أسس مؤخرا مختبره الخاص لتطوير واجهات الدماغ الحاسوبية، والذي يعتبر الأول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. يعمل على مشاريع متنوّعة طموحة، منها التحكّم في سرب من الروبوتات والطائرات بدون طيار باستعمال إشارات الدماغ، والتحكّم في الكرسي الكهربائي والأجهزة المنزلية بالدماغ.
اختراع التحكم في الروبوت بإشارات الدماغ
لما كان عمره 31 سنة، صنع لنفسه مكانة بين شخصيات عالمية من فئة العلماء والباحثين والمبتكرين. في سنة 2016، ولما كان أستاذا باحث بجامعة أوساكا باليابان، عمل على مشروع التحكم في يدي الروبوت الآلي الشبيه بالإنسان باستعمال إشارات الدماغ. من خلال تقنية جديدة توصل إليها، نجح في اختراع التحكم في الروبوت بإشارات الدماغ. كما نجح وهو طالب دكتوراه في التحكم في لعبة فيديو بواسطة حركات الأعين الملتقطة من إشارات الدماغ، والتي تعتمد على خورزمية جديدة تقوم بتصنيف حركات العين الملتقطة من التخطيط الكهربائي للنشاط الدماغي. وتعتبر هذه التقنية المبتكرة ملائمة لتطبيقات الحياة اليومية، ومنها أنها تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على قضاء بعض حوائجهم بأنفسهم، من خلال إرسال رسائل باستعمال حركات العين الملتقطة من إشارات أدمغتهم، حيث يمكنهم التحكم في الروبوت والكرسي الكهربائي المتحرك والإنارة والأجهزة المنزلية، وممارسة بعض ألعاب الفيديو.
جائزة عالمية مرموقة للمخترعين دون سن الـ 35
على اثرها، وفي سنة 2018، حصل عبد القادر نصر الدين بلقاسم على جائزة “إم أي تي” تكنولوجي ريفيو للمبتكرين دون سن الـ35، الجائزة التي تمنح حصريا لـ”ماركات” عالمية في مجال الابتكار التكنولوجي من فئة المخترعين الشباب من أمثال لاري بيج وسرجي برين، مخترعي مؤسسة غوغل، ومارك زوكربيرج، مؤسس فايسبوك. وفاز عدة مرات مع طلبته بالمرتبة الأولى في الهاكثون العالمي لتصميم واجهات الدماغ الحاسوبية. وهذا العام هو من بين أعضاء لجنة التحكيم العالمية للهكاثون، حيت يعمل على استضافته ولأول مرة بالمنطقة العربية، بخاصية العمل عن بعد رغم جائحة كورونا. وقد نشر الباحث الجزائري عدة بحوث في مجلات عالمية مرموقة في مجال التكنولوجيات الناشئة.
دكتوراه من معهد طوكيو للتكنولوجيا
في سنة 2015، حصل عبد القادر نصر الدين بلقاسم على دكتوراه من معهد طوكيو للتكنولوجيا. قبل أن ينتقل إلى اليابان سنة 2011 لمتابعة دراسته وتحقيق طموحاته، كان عبد القادر نصر الدين بلقاسم في الجزائر، حيث حصل على الماجستير في الذكاء الاصطناعي، سنة 2010، بجامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا، ومهندس دولة في هندسة الإلكترونيات، عام 2006، بجامعة مستغانم.
أعد البورتريه: عبد العالي خدروش
