يبدو أن تجارة الكابة 2024 قد عادت بقوة هذه الأيام، فرغم سلسلة التعليمات التي أصدرتها الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، والتي قّللت من نشاط البزناسة، إلا أن هؤلاء عادوا للنشاط مجددا بعد هدوء الأوضاع وفرضوا منطقهم عبر بواخر الشركة الوطنية.
تجارة الكابة 2024 : تعليمة حجز الأمتعة ومنع المركبات النفعية
باشرت مصالح الجمارك في تطبيق تعليمة حجز الأمتعة ومنع المركبات النفعية في الرحلات البحرية، بتاريخ 30 جانفي 2023، حيث تفاجأ مسافرون كانوا على متن رحلة مرسيليا الجزائر مع الشركة الفرنسية للنقل البحري كورسيكا لينيا، بمنع مرور مركباتهم النفعية.
وقامت آنذاك مصالح ميناء الجزائر بحجز كل الأمتعة والسلع التي كانت على متن مركبات نفعية.
وقالت الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، في بيان سابق لها صدر بتاريخ 28 جانفي 2023، أن قرار حظر صعود بعض المركبات النفعية على متن سفنها يخص السيارات النفعية من نوع fourgons، j5، partner..
وجاء هذا الإجراء من أجل الحد من حالة الازدحام وعرقلة السير الحسن لعميلة التسجيل والتفتيش التي تتسبب فيها هذه المركبات عند تسجيل ركوب المسافرين.
ورغم تسجيل حالات لم يتم فيها حجز الأمتعة والمركبات النفعية على مستوى مختلف موانئ الجزائر، إلا أن المسافرين وتحديدا تجار الكابة ممن يمتهنون تجارة نقل السلع والبضائع من الخارج على متن بواخر النقل البحري، بقوا متخوفين من التعليمة وبدوا حذرين أكثر.
منع استيراد السلع المنتجة محليا نشّط تجارة الكابة 2024
وإذا عدنا إلى ازدهار نشاط تجارة الكابة في بلادنا، فإنه في السنوات الأخيرة سجل البزناسة نشاطا كبيرا لتجارتهم غير الشرعية، مستغلين تعليمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بتقليص فاتورة الاستيراد.
وتقوم هذه التعليمة على منع استيراد كل السلع التي تنتج محليا، فبقدر ما شجعت هذه القرارات على مدى نحو ثلاث سنوات من تطبيقها الإنتاج المحلي، بقدر ما فتحت المجال رحبا أمام تجارة الكابة، التي نمت بشكل كبير وبات البزناسة يفرضون منطقهم.
وأكد الرئيس عبد المجيد تبون، في تصريحات سابقة أنّ القرارات التي اتخذتها الحكومة خلال السنوات الثلاث الماضية، والمتعلقة بحماية الإنتاج الوطني ومنع استيراد السلع المنتجة محلياً “سمحت بتقليص فاتورة الاستيراد من 63 مليار دولار إلى 38 مليار دولار، دون حرمان المواطن من أي شيء”.
تجارة الكابة 2024: تجار يحتكرون بواخر النقل البحري
حيث استغل البزناسة قرارات منع الاستيراد ليفرضون منطقهم، وبات سعيد الحظ من يحصل على مقعد للتنقل في باخرة الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين.
ويقابله نشاط مكثف لتجارة الكابة، إن من البزناسة، أو من ممتهني نقل السلع والأمتعة الخاصة بأبناء الجالية الجزائرية بالخارج، الذين يرسلون أغراض وسلع لعائلاتهم في البلاد، ما شكل فوضى كبيرة على مستوى موانئنا تجعل المسافر يقضي ساعات طوال جراء عمليات التفتيش التي تقوم بها مصالح الجمارك.
وبالنظر لكونها تجارة غير مرخصة فيتبع هؤلاء البزناسة طرقا ملتوية للحصول على تذاكرهم، ولمنع تفتيش سلعهم في الميناء، المهم في القضية هو حرمان مئات المغتربين من حقهم في استعمال النقل البحري للمسافرين وتحوله إلى نقل للسلع والبضائع، حسب تعليقات بعض المسافرين.
تجارة الكابة 2024: هذا ما حدث برحلة مرسيليا وهران
وأمام تشديد الخناق على تجارة الكابة وتوالي فرض التعليمات من منع صعود المركبات النفعية على متن بواخر الشركة الوطنية للنقل البحري، إلى منع حمل الأمتعة على أسطح المركبات، ورغم تحايل بعض البزناسة من خلال ابتكار طرق جديدة لنقل بضاعتهم، إلا أن هذه التجارة قد تقلّصت قليلا لكن يبدو أنها عادت وبقوة.
حيث سجلت رحلة مرسيليا وهران بتاريخ 21 أكتوبر 2023، عودة نشاط البزناسة الذين عادة ما يسببون فوضى كبيرة وتذمر لباقي المسافرين.
تابع أيضا لهذا السبب ستتوقف تجارة الكابة من فرنسا
ونشرت إحدى المسافرات شهادة عبر مجموعة خاصة بمستعملي بواخر الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين وكرسيكا لينيا، تعبر فيها عن تذمرها من عودة نشاط هؤلاء البزناسة.
وعرضت المسافرة على متن باخرة الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، صورا للفوضى الكبيرة التي سببها ممتهني تجارة الكابة، وأرفقتها بتعليق “بدون تعليق … الصور تتحدث عن نفسها”.
وأضافت “لا نعرف ما إذا كنا على متن باخرة لنقل الأشخاص أم البضائع؟ في الوقت الذي لا تزال مئات العائلات عالقة في ميناء مرسيليا للعودة إلى الجزائر”.
وعلقت قائلة “يبدو أننا نحن نفضل إعطاء الأولوية للبزناسة على العائلات إنه أمر مخزي حقًا”.
تجارة الكابة 2024: فوضى كبيرة لبضاعة البزناسة تغزو ممرات الباخرة
وأرفقت صاحبة المنشور شهادتها بفيديوهات لصور حقائب وأكياس كبيرة الحجم للتجار تغزو أروقة السفينة، والتي سببت تذمر كبير لباقي المسافرين الذين بالكاد يتمكننون من التنقل بسببها، وعلقت قائلة “يجب على الركاب إنشاء طريق للمرور بين الأمتعة المترامية هنا وهناك”.
وأضافت “لا أستطيع حتى أن أتخيل أن حريقًا سيندلع على متن السفينة غدًا ماذا سيحدث ساعتها؟”.
ووجهت صاحبة المنشور رسالة إلى المسؤولين بضرورة وضع حد لنشاط هؤلاء التجار الذين باتوا يشكلون مصدر قلق وإزعاج لباقي المسافرين، بل ويحرمون مئات العائلات من حقهم في التنقل عبر بواخر الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين بتصرفاتهم تلك.