نسيم محمدي الباحث المتحصل على الدكتوراه من جامعة الأغواط تخصص فيزياء كهروضوئية physique photovoltaïque ،أراد أن يوظف ما اكتسبه من معلومات و خبرة من أجل خدمة أبناء منطقته، فرغم تحصله على وظيفة كباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه postdoctoral researcher في جامعة ستوكهولم بالسويد، إلا أنه لم يدر ظهره لبلده.
في حديثه لجريدة “الجالية الجزائرية” كشف عن العوائق التي واجهته ، وكيف اشتغل حتى أصبح باحث ودكتور في جامعة ستوكهولم رفقة مجموعة من الباحثين من كل انحاء العالم، وكيف يسعى لمساعدة بلده في مواجهة فيروس الكورونا.
يسعى لتصغير الجهاز الخاص بالتعقيم لمجابهة كورونا
يقول نسيم أنه يعمل حاليا بالتعاون مع أخيه عادل، على تسويق جهاز تعقيم بالطاقة الشمسية الذي من شأنه أن يساعد على مكافحة فيروس كورونا.
الجميل في الأمر ان هذا الجهاز الذي اخترعه وقد تحصل على موافقة و قبول إيداع طلب تسجيل براءة الإختراع ، يحاول صنع نسخة جديدة مصغرة يمكن لأي منا أن يحملها في حقيبته أو في سيارته وحتى في بيته، بعد أن تمكنا سابقا من انجاز هذا الجهاز ولكن بحجم كبير ، مخصص للشركات و المستشفيات و الاماكن العمومية ويعقم أجسام كبيرة باستعمال الطاقة الشمسية.
فبعد نجاح هذا الجهاز قرررفقة أخيه أن يصنعا جهازا آخر مصغرا عن سابقه، من شأنه أن يعقم أشياء وأغراض صغيرة ذات الاستعمال اليومي، كالهواتف والكمامات والمفاتيح وغيرها.
كيف جاءتك فكرة إنجاز هذا الجهاز؟
يقول نسيم “إن فكرة صنع جهاز تعقيم يعمل بالطاقة الشمسية،انبثقت من المقومات الطبيعية التي تكتسبها منطقة الأغواط في توفر أشعة الشمس طيلة النهار، مما يساعده على شحن الجهاز، فقرر إستغلال ذلك في عملية الشحن المعتمدة على الطبيعية وبهذا لا يحتاج الجهاز الى طاقة أخرى ما عدا الطاقة الشمسية”.
مما يتكون الجهاز؟
“بدأت رفقة أخي عادل المختص في تركيب الألواح الشمسية في الأغواط، في صنع هذا الجهاز الذي يمكن تشغيله لمدة 15 ساعة متواصلة ولا يستهلك من البطارية سوى نصفها، كما يتطلب إعادة شحن البطارية 8 ساعات”.
وأضاف “يتكون الجهاز من غرفة تعقيم تعمل بالأشعة الفوق بنفسجية التعقيمية (ultraviolet germicidal irradiation UVGI)،الغرفة متوسطة الحجم تشبه الثلاجة، مرفقة بباب من الأمام وتحمل من الجهة الخلفية لوحة شمسية، من شأنها ان تزود الجهاز بالطاقة”.
وتابع نسيم “الجهاز يمكن استعماله في حالة إنقطاع الكهرباء، أو في المؤسسات التي تقع في مناطق التي لا تحوي على شبكات كهربائية، لتعقيم كل الأجهزة مهما كان حجمها، خاصة الألبسة والكمامات والاحذية وحتى الأجهزة الصغيرة، وهذا ما تحتاجه المؤسسات الإستشفائية في الجزائر في ظل انتشار وباء كورونا.
أنشأ شركة لتوليد الطاقة ووظف أبناء المنطقة
نسيم ساعد أخاه على فتح مؤسسة لتوليد الطاقة الشمسية بمدينة الأغواط ، وظف فيها بعض الشباب الطموح .
ولازال يعمل رفقة أخيه على تطوير هذه الشركة، من خلال توظيف أبحاثه من جهة وخبرة أخيه في تركيب الألواح الشمسية من جهة أخرى، قصد توسيع عمل المؤسسة وتوظيف أكبر عدد من أبناء منطقته.
ما هي العوائق التي صادفتك خلال انجاز المشروع؟
“فكرة الجهاز سهلة وبسيطة، إلا ان تحقيقها، وإنجازه على أرض الواقع كان صعبا جدا، إن فكرة دمج تقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية بتقنية التعقيم الضوئي غير الكيميائي، باستعمال الأشعة الفوق البنفسجية كانت المرحلة الأكثر صعوبة.” ويضيف نسيم : “فسعر مشع أشعة فوق بنفسجية ذو نوع خاص وجودة عالية غالي جدا، وهو ليس متوفر بوفرة في الأسواق ، بل قطعنا مسافات واتصالات حتى استطعنا الحصول عليه”.
وتابع نسيم قائلا “لم نجد من يمولنا ماديا، لان تكلفة صنع الجهاز كانت غالية كثيرا، إلأ أن أخي لم يتخلى عني وحاول أن يوفر كل الإمكانات المادية والبشرية.”
ماذا تتنظر من الحكومة الجزائرية؟
لقد قمنا بدفع ملف من أجل الحصول على الملكية الفكرية، للاختراع وقد تم قبول الملف لاستفائه الشروط الكاملة.
أتمنى أن تساعدنا السلطات في توفير المادة الأولية والتمويل المالي من أجل انجاز أكبر عدد من هذا الجهاز، حتى يمكن أن تستفيد منه جل المؤسسات الوطنية وخاصة المستشفيات في هذه الظروف التي تمر بها البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا.
ما هي النصائح التي توجهها للشباب الجزائري؟
قال نسيم أنه يُحضر ملفه الخاص بتصنيفه كباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه، لدى السفارة الجزائرية بستوكهولم، مقدما نصائح للشباب الجزائري مفادها تعلم اللغة الانجليزية التي تعتبر مفتاح ولوج الجامعات الأجنبية والاستفادة من البحث العلمي.
كما أنصح أيضا الطلاب بالتشبث بالعلم والتحصيل العلمي دون ملل، وعدم الاستسلام لليأس وأنصحهم أيضا بالسعي في تذليل الصعوبات التي تواجههم في الجامعات الجزائرية، بل أدعوهم إلى مواصلة كل مراحل التعليم وصولا إلى الدكتوراه مهما كانت الظروف.
حاورته ليليا كحلوش