تعتزم ألمانيا تقديم المزيد من التسهيلات للراغبين في العمل بهذا البلد، حيث تخطط الحكومة تقديم نسخة “البطاقة الخضراء” بهدف جلب اليد العاملة من خارج البلاد.
“البطاقة الخضراء” لجلب اليد العاملة
يبحث الكثير من الجزائريين ومختلف الجاليات الأخرى على فرص للعمل بالاتحاد الأوروبي بالنظر للمحفزات التي تقدمها هذه البلدان، حيث يتم التخطيط بألمانيا لسد النقص الحاد في اليد العاملة الماهرة من خلال الاستعانة بنسخة خاصة بها من “البطاقة الخضراء”.
ويفترض أن تسهل هذه الخطوة الجديدة، عثور عمال من خارج الاتحاد الأوروبي على فرصة عمل في ألمانيا.
وحسب تقرير للموقع الألماني “DW” فإن الحكومة الألمانية تعتزم تقديم نسختها الخاصة من “البطاقة الخضراء”، أو “بطاقة الفرص” كما أسمتها حرفياً، في محاولة منها لسد النقص المهول في اليد العاملة المتخصصة، يحدث هذا في خضم ارتفاع أصوات منددة بالأوضاع داخل المؤسسات الصناعية، ولهذا تسعى الحكومة إلى تقديم مشروع قانون يتم من خلاله استقدام اليد العاملة، وسيتم التصويت عليه في الأشهر المقبلة.
هذه شروط عمل الأجانب بألمانيا
أكدت وزارة العمل الألمانية إلى أن النقص في اليد العاملة في سوق العمل، يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصاد الألماني، “بطاقة الفرص” الجديدة، التي قدمها وزير العمل هوبرتوس هيل في وسائل الإعلام الألمانية هذا الأسبوع، ستتيح للأجانب فرصة القدوم إلى ألمانيا للبحث عن عمل حتى بدون عرض عمل، طالما أنهم يستوفون ثلاثة من المعايير الأربعة المشروطة للحصول على البطاقة.
1- شهادة جامعية أو مؤهل مهني
2- خبرة مهنية لا تقل عن ثلاث سنوات
3- مهارة اللغة أو الإقامة السابقة في ألمانيا
4- أن يكون عمر الشخص أقل من 35 سنة
وأكد وزير العمل المنتمي لحزب الديمقراطيين الاشتراكيين، في مقابلات إعلامية هذا الأسبوع، أنه ستكون هناك حدود وشروط للحصول على البطاقة، مؤكدا أن الحكومة الألمانية ستحدد عدد البطاقات على أساس سنوي، وفقًا لحجم الطلب في سوق العمل، بحيث لا تختلف المعايير عن تلك المعتمدة في نظام النقاط الكندي.
وأضاف هيل في تصريح لمحطة إذاعة WDR الألمانية : “يتعلق الأمر بالهجرة المؤهلة، وهي عملية غير بيروقراطية، لهذا السبب يمكن أن نقول إن من سيحصلون على بطاقة الفرص، يمكنهم العمل وكسب مستقبلهم أثناء وجودهم هنا”.
تسهيلات لاستقطاب اليد العاملة من الخارج
تقول سوميا ثياغاراجان وهي مهاجرة هندية وصلت إلى هامبورغ سنة 2016 لاستكمال دراستها في مستوى الدكتورة، “هناك بالتأكيد بعض التحسينات”، سوميا تدرس تخصص هندسة الطيران، تشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لشركتها الخاصة، Foviatech، التي ابتكرت برنامجًا خاصاً لتبسيط خدمات النقل والرعاية الصحية.
وأضافت سوميا في تصريح لـ “DW ” أعتقد أن نظام النقاط هذا يمكن أن يكون فرصة جيدة جدًا للأشخاص القادمين من الخارج للعمل في ألمانيا، خاصة بسبب تراجع عدد الشباب في البلد”.
طالع أيضا نقص مهول لليد العاملة بألمانيا
وأضافت المهاجرة الهندية، إن شركتها في الوقت الحالي تعطي الأفضلية للألمان ومواطني الاتحاد الأوروبي عند حاجتها للعمال، وذلك ببساطة بسبب العقبات البيروقراطية التي تواجه غيرهم من الأجانب.
نظام يعتمد على التنقيط
واعتبر الكثير من الألمان أن “هذه البطاقة ستخلق معاملات بيروقراطية أكثر”، حيث قال هولجر بونين، مدير الأبحاث في معهد IZA في مدينة بون “إنها تضع حواجز كبيرة لا داعي لها، وتجعل النظام أكثر تعقيدًا”.
وتساءل بونين “لماذا لا يجعلون الأمر أكثر بساطة؟ عبر منح الأشخاص المهتمين تأشيرة للبحث عن عمل، وإذا لم يجدوا أي فرصة خلال فترة زمنية معينة، فعليهم المغادرة؟” .
وأضاف مدير الأبحاث في معهد IZA “لقد جعلوا الأمر أكثر تعقيدًا، إذا كانت هذه المعايير مهمة لأصحاب العمل، فيمكنهم تحديد ذلك أثناء التوظيف، لن يحتاجوا إلى البطاقة مسبقاً”.
وبحسب رؤية بونين أن بعض المعايير المعتمدة للحصول على البطاقة، قد لا تكون في الواقع ذات أهمية بالنسبة لأصحاب الشركات في ألمانيا: على سبيل المثال، إذا كانت شركة دولية تتواصل في الغالب باللغة الإنجليزية، فلن يهتموا بمدى إتقان اللغة الألمانية في سيرة المتقدمين المرشحين لنيل الوظيفة، ولا بكونهم سبق لهم أن عاشوا في ألمانيا فترة معينة.
نقص كبير في اليد العاملة
أصبح نقص العمالة الماهرة في ألمانيا مشكلا واضحا في السنوات الأخيرة، حسب اتحاد جمعيات أرباب العمل الألمان في مجال الصناعات الهندسية المعدنية والكهربائية، فإن شركتين من كل خمس شركات في القطاع تعانيان نقصاً في الإنتاج بسبب نقص الموظفين.
وتقول الجمعية المركزية للحرف اليدوية في ألمانيا (ZDH)، أن البلاد تفتقد حوالي 250 ألف حرفي متخصص، صحيح أن عدد العمال المهرة الذين يهاجرون إلى ألمانيا من دول خارج الاتحاد الأوروبي للعمل قد ارتفع خلال السنوات القليلة الماضية، لكنه لا يزال منخفضًا نسبيًا.
60 ألف عامل مؤهل قدم إلى ألمانيا في 2019
وحسب موقع Mediendienst Integration، فإن عدد العمال المؤهلين الذين قدموا إلى ألمانيا أكثر من 60 ألفًا في عام 2019، أي 12٪ فقط من إجمالي المهاجرين من دول خارج الاتحاد الأوروبي.
وتعاني ألمانيا بعض العيوب الثقافية مقارنة بالدول الغربية الأخرى التي تحاول جذب العمال المهرة، فاللغة الألمانية أقل تحدثًا عالميًا من الإنجليزية، تقول سوميا “يحاول العمال المهرة دائمًا للوصول إلى البلدان التي تتحدث الإنجليزية، لكن بالنسبة للمشغل في ألمانيا، فمن الضروري أن يتحدث العامل في شركته اللغة الألمانية، فنحن في ألمانيا، وعليه على الأقل إتقان اللغة المرتبطة بمجال عمله”.