الجالية تحاور “آسيا بلحاج” أول جزائرية محجبة تشارك في إنتخابات إيطاليا، آسيا حاربت وعانت الكثير بسبب حجابها في المهجر، إلا أنها لم تستسلم ولم تتراجع من أجل الغاء الأفكار الخاطئة التي كونت حول المسلمين والمسلمات.
جريدة “الجالية الجزائرية” ستكشف لكم في هذا الحوار شخصية آسيا بلحاج القوية، وما قدمته في إيطاليا من إنجازات.
حاورتها ل.ك
بعد دخولك للمعترك الانتخابي، تناولت العديد من الوسائل الإعلامية الأجنبية، خبر دخول أول امراة جزائرية محجبة هذا المعترك، إرتأينا كوسيلة محلية أن نوصل نجاحاتك للجزائريين، فمن هي آسيا بلحاج؟
آسيا بلحاج جزائرية الأصل تنحدر من مدينة بجاية ببلدية صدوق، مقيمة بإيطاليا منذ 14 سنة ، درست في الجزائر الى غاية السنة الثالثة، شعبة علوم إنسانية وفلسفة عربية، تحصلت على شهادة تقني في الاعلام الآلي في الجزائر.
تزوجت في بجاية ثم التحقت بي زوجي الى إيطاليا، تحصلت على ديبلوم وسيط ثقافي، والان أنا مسؤولة عن مشروع “عائشة” في منطقتي “بلونو” في ايطاليا، لمحاربة العنف و الاضطهاد ضد المرأة المسلمة والمرأة المهاجرة.
تحصلت على ديبلوم متطوعة بالصليب الأحمر، بعد سنة كاملة دراسة نظري وتطبيق في إيطاليا.
وألفت أول كتاب بعنوان “ما وراء الحجاب، إمرأة من أجنبية إلى مواطنة”، أروي فيه قصتي مع الاندماج كامرأة مسلمة مغتربة في مجتمع جديد ومختلف.
كيف هي علاقتك مع الجالية الجزائرية في إيطاليا؟
الجالية الجزائرية في إيطاليا ليست موحدة، ربما لغياب جمعيات جزائرية نشطة، تنظم نشاطات من شأنها أن تجمع وتوحد الجالية الجزائرية، بينما نجد جمعيات مغربية ومصرية بكثرة هنا في إيطاليا، بحكم أن جالية هذه البلدان متواجدة بقوة هنا.
أتمنى أن نتوحد ونتعاون ندعم بعضنا البعض ونشجع على التعايش في هذه الغربة.
الجمعية التي أنتمي إليها ليست جزائرية، بل هي جمعية تضم العديد من الجاليات المسلمة فئة نساء، وأنا مسؤولة فرع بها.
ماذا قدمت آسيا بلحاج للمرأة المحجبة في المهجر؟
لا أحب الحديث عن نفسي كثيرا، ولكن بتواضع عملت بجد حتى أغير الأفكار الخاطئة عن المرأة المسلمة وخاصة المحجبة.
سعدت كل امرأة مسلمة على رفع صوتها وتحقيق ذاتها في المجتمع، رغم ان المرأة المسلمة وخاصة المحجبة ، لازالت تعاني التهميش في ايطاليا.
المرأة المحجبة في منطقتي لم تحاول أن تغير من الافكار الخاطئة، المكونة ضدها وأظن أن التغيير يكون بالعمل في المجتمع وليس بالعزلة.
وأضيف أن جل الافكار الخاطئة التي كونت حول المرأة المحجبة، سببها الرئيسي هي المرأة المحجبة نفسها، لأنها لم تلعب حقيقة الدور الكامل والحقيقي للتغيير.
فكل شخص مؤمن بقضيته يجب أن يحارب من أجلها.
حدثينا عن برنامجك الذي إقتحمت به المعترك الانتخابي؟
برنامجي شارك في تكوينه وبنائه أشخاص يملكون الخبرة في الميدان السياسي، واستدعينا نحن كأعضاء لتقديم هذا البرنامج.
اطلعت على هذا البرنامج قبل نسخه ووافقت على كل حرف فيه، لأنه يخدم الصالح العام فيما كل المجالات، كتحين المستوى الصحي والتعليمي و خاصة قضايا المهاجرين و غيرها.
البرنامج الخاص بنا أعطى نظرة جديدة لكيفية التعامل مع العديد من المواضيع والقطاعات.
هل كنت تتعرضين لمضايقات والتهديدات قبل دخولك السباق الانتخابي؟
نعم أكيد، اي امرأة محجبة في ايطاليا تعاني من الاضطهادات، كما انها لازالت تعاني في كل المجتمعات حتى المجتمع المسلم ايضا.
بسبب تكوين أفكار خاطئة عن المرأة المحجبة، ولازلت اتعرض لها لكن ما دمت مؤمنة بحجابي وبفكرتي، لن أتراجع وسأتحدى كل الصعوبات واتخطاها.
المضايقات التي أعيشها كل يوم لن ولم تؤثر عليا، ففي بعض الاحيان اتعرض لمضايقات بنظرة العين، حيث الاحظ البعض من الايطاليين ينظرون إليا بنظرة عنصرية كره واحتقار، وهي اصعب من الكلمات لان هذه الاخيرة بإمكانك ان ترد عليها.
لكن كل هذا أنا أعيشه وأتقبله بإيجابية، وتزيد من ثقتي بأن الهوية الجزائرية هي رسالة يجب ان تصل لكل افراد المجتمع الايطالي.
باعتبارك جزائرية تعيش في المهجر،هل تروجين للهوية الجزائرية بايطاليا؟
في إيطاليا نعاني كثيرا من نقص نشاطات تعرف بالجزائر، من الناحية السياحية ، الإقتصادية وغيرها، ولقد حاولت في الأعوام الأخيرة التعريف بالجزائر خاصة الجانب الثقافي، لأنها مسؤولية نحو ثقافتي وهويتي، نتمنى أن تتوفر عندي الإمكانيات المادية والمعنوية حتى أعرف بالجزائر في هذا البلد.
تعيشين في إيطاليا منذ 14 سنة، كيف هي علاقتك بالإيطاليين؟
في البداية لم تكن بالأمر السهل أن يتقبلوني بينهم، لكن خلقت طريق كون الثقة بينهم بعد نضال 14 سنة، وصلت لمستوى جيد حيث كونت علاقات قوية وطيدة مع الإيطاليين في جمع الطبقات.
انشط في صفحتي الرسمية على الفيسبوك، زدت من نشاطاتي وعلاقاتي خاصة مع الإيطاليين عبر شفافية الأفكار وشرح الطريقة التي أعمل بها، وكسبت العديد من الأصدقاء الإيطاليين.
وهذه العلاقات الجيدة فتحت لي فرصا جيدة، كالدخول للمدارس كمتطوعة للتعريف الإسلام ، كما عملت كثيرا للاهتمام بالحوار الديني الاسلامي المسيحي في ايطاليا.
في رأيك كيف يمكن للكفاءات الجزائرية المتواجدة بالمهجر ، المساهمة في التنمية الوطنية في الداخل؟
سأتحدث عن نفسي كمثال بسيط، اتمنى أن تتيح لي الفرصة حتى اتواجد في الجزائر لنقل كل الخبرات والمهارات التي تعلمتها هنا، هذا سيساهم في التنمية خاصة وان اوروبا متطورين في شتى المجالات.
ويجب على المسؤولين بالجزائر أن يقدم دعم لهذه الكفاءات، وتحفيزات تشجعهم على الدخول للجزائر وتطبيق كل المهارات والخبرات التي اكتسبوها في أوروبا.