في ظرف 24 ساعة قررت السلطات الفرنسية طرد وتوقيف الإقامة في فرنسا للإمام جزائري محمد تاتيات بعد مواجهته بتهم ثقيلة تتعلق بالتحريض على الكراهية.
هذا ما قاله دارمانين
أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، عن طرد الإمام الجزائري محمد تاتيات.
وكان المعني يشغل منصب إمام في جامع بتولوز.
وتم اعتقال الأخير يوم أمس الجمعة في منزله بتفويض من القاضي وتم ترحيله على الفور.
وقال دارمانين في بيانه : “مرة أخرى، قانون الهجرة الذي أتاح طرد إمام من تولوز، وهو داعية للكراهية ومدان من قبل المحاكم، إلى بلده الأصلي في أقل من 24 ساعة”.
ويرى وزير الداخلية بعد هذا القرار أن “حماية الفرنسيين هي الأولوية”.
هذه التهم التي واجهها الإمام الجزائري
وقد تم ترحيل محمد تاتيات الذي وصل إلى فرنسا في عام 1985، يوم الجمعة الماضي إلى الجزائر وحرمانه من الإقامة في فرنسا.
وتمت إدانته النهائية حسب وسائل إعلام فرنسية، بتهمة إثارة العنف والكراهية.
إلا أن القرار لم يمر مرور الكرام، حيث قوبل بالكثير من الاعتراض.
واهتزت مدينة تولوز بسبب طرد الإمام، الذي خدم داخل المجتمع لسنوات.
وحكم على الإمام في عام 2022 بسبب تعليقات اعتبرت تحرض على الكراهية خلال خطبة في عام 2018.
وأدت إدانة الجزائري في نهاية المطاف إلى طرده من فرنسا إلى الجزائر، مما أثار جدلا حول حدود القانون والأفراد.
وقد بدأ كل شيء في جوان 2018، عندما نقل والي هوت جارون كلمات إمام تولوز، خلال إحدى خطبه، في مسجد “النور”.
و في أوت 2022، حكمت محكمة الاستئناف في تولوز على الإمام، بالسجن لمدة أربعة أشهر مع وقف التنفيذ.
وفي ديسمبر 2023، أصبح هذا القرار نهائيا، بعد رفض استئناف الجزائري من قبل محكمة النقض.
المحامي يدين القرار
هذا القرار دفع محاميي الإمام إلى الرد، ولا سيما جان إغليسيس، الذي أدان قرار الطرد العاجل.
وبحسب الأخير، فمن المقرر عقد جلسة استماع يوم الاثنين في المحكمة الإدارية بباريس.
وذلك لدراسة طلب الانتصاف المؤقت المقدم من محامي الامام ضد أمر الطرد هذا.
ويضيف المحامي أنه لم يتم صدور أي شكوى منذ عدة سنوات ضد الإمام ، مما يدعو إلى التساؤل حول ضرورة طرده في هذه اللحظة بالذات.
وقال لوكالة فرانس برس: “لم تكن هناك حالة طارئة، فهو موجود على الأراضي الفرنسية منذ أربعين عاما، ولديه أطفال”.
وقد تقدم محامو الإمام بطلب للحصول على انتصاف مؤقت للطعن في هذا القرار، بحجة أن محمد تاتيات لم يتم إبلاغه بطرده ولم يحصل على المساعدة القانونية أثناء إقامته الجبرية.
ويُنظر إلى هذا الإجراء على أنه اعتداء على الدفاع والسلطة القضائية، مما يسلط الضوء على الثغرات في احترام الحقوق الأساسية.
إقرأ أيضا:
طرد الداعية التونسي محجوب محجوبي من فرنسا لهذه الأسباب
حرمان جزائرية من تصريح الٌإقامة بعد 13 سنة من التواجد في فرنسا