لازالت عائلة هشام سيدير، تنتظر الضوء الأخضر من رئاسة الجمهورية، للحصول على ترخيص عودة ابنهم من تركيا إلى الجزائر.
هشام صحاب 26 سنة أحد ضحايا انتشار فيروس كورونا وغلق الحدود الجزائرية، فهو شاب ينحدر من ولاية سطيف، لم يتمكن من العودة من تركيا الى الجزائر بسبب فقدان قدراته العقلية.
ذهب الى تركيا كسائح يرجى اللحاق بوالده انتهى به المطاف كمتشرد
ذهب في زيارة الى تركيا ليلتحق بعدها بوالده وأبناء عمومه في فرنسا، الا أن القدر شاء أن يخلط كل اوراقه.
وحسب مصادر جريدة “الجالية” كان آخر اتصال بين هشام وعائلته، كان حول طرد صاحب الفندق كل الجزائريين العالقين في تركيا، بسبب نفاذ اموالهم وذخيرتهم ايضا ومن بينهم هشام”
هشام لم يتحمل الوضع بعد ان وجد نفسه متشردا، بلا مأوى ولا مال ولا تذكرة سفر للعودة الى أرض الوطن.
تضيف اخت هشام، “اخي كان معيل العائلة، عمل في الخدمة العسكرية لمدة 4 سنوات، ولكن اراد ان يحسن وضعيته ووضعية عائلته، فقرر ان يلتحق بوالده بفرنسا.”
هشام لم يتقبل فكرة الحصول على اعانة من قبل والدته، التي لطالما كان يعيلها، الأمر الذي سبب له صدمة وضغط اثر على قدراته العقلية.
الجوية الجزائرية ترفض اجلائه لأنه “مختل عقليا”
منتدى الجالية الجزائرية بتركيا قام بارسال طلب تلاخيص للطائرة الخاصة في رسالة تحوز جريدة الجالية على نسخة منها جاء فيها أن هشام بعد أن فقد عقله، حيث قام أعضاء المنتدى بتوصيله الى مطار اسطنبول الدولي، عبر سيارة إسعاف خاصة يوم 13 أوت 2020.
توضح الرسالة أن المنتدى إجتهد في تسهيل عودة هشام لأرض الوطن، عبر رحلة الإجلاء المبرمجة في نفس التاريخ أعلاه، بالتنسيق مع اللجنة الموفدة عن المنتدى التي تواجدت في المطار، للمساعدة في عملية الإجلاء .
بعد ركوبه على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية ، تم إنزاله مجددا ولم يسمح له بالسفر بحجة أنه مريض عقليا ويشكل خطرا على سلامة الركاب حسب مسؤولي الجوية الجزائرية.
وقد وجه المنتدى سابقا نداء، يناشد فيه من جديد السلطات الجزائرية المعنية، بإعادته لأرض الوطن في أسرع وقت ممكن، نظرا لحالته الصحية وحالة والدته التي تنتظره منذ شهور.
وفي اتصال الجالية مع أفراد من عائلة هشام أوضحوا لنا أن هشام تم منعه من رحلة الخطوط الجوية لأنه وفي لأأولى اللحضات لصعوده في الطائرة شعر بالخوف الشديد وتبول في ملابسه.
ومن هنا اتصلت جريدة الجالية الجزائرية بأحد المسؤولين في شركة الطيران لنستفسر عغن القوانين التى تضبط هذه الحالات وتبين أن الشروط القانونية لم تتوفر في حالة هشام والتي تستدعى موافقة مسبقة لشركة الطيران بعد ارسال طلب مرفوق بشهادة طبية تقر الشخص المرافق للمريض هل هو أحد أقاربه أم طبيب مرافق، إضافة الى هذا قائد الطائرة لا يسمح بوجود شخص ملابسه مبللة من جراء تبوله ليسافر مع باقي المسافرين العاديين.
أفراد الجالية الجزائرية يلبون النداء باطلاق حملة “اليد فاليد”
كالعادة أفراد الجالية الجزائرية هبوا لتلبية النداء، وانقاذ ابن بلدهم هشام، حيث تم شرعوا في جميع مبلغ تذكرة الطائرة الخاصة والمقدر ثمنها بـ19 الف يورو في كل من فرنسا وتركيا، أما جمع التبرعات من ألمانيا فتنطلق مباشرة عند الحصول على ترخيص السلطات للطائرة الخاصة.
ومن أجل توفير ثمن علاجه في الجزائر، على أمل أن يعود عقل هشام معيل عائلته الوحيد.
هشام يمكن أن يسافر معه في الطائرة الخاصة شخصين فقط
ولازالت عائلته تنتظر الحصول على ترخيص الدخول، بعد أن تم إرسال الطلب لخلية الأزمة على مستوى وزارة الشؤون الخارجية، في حين سيسافر ابن عمه الى تركيا يوم الأحد من أجل مساعدة هشام على العودة الى أرض الوطن وقال المتحدث أنه لا يرغب في السفر في الطائرة الخاصة وأن فيها مكانين يريد أن يخصصهما لشخصين مضطرين وحالتهم انسانية وخاصة من أبناء الجالية أو من عالقين تركيا.
هشام حالة انسانية جديدة تضاف الى قائمة الحالات الإنسانية التي تضررت جراء انتشار فيروس كورونا، وقرار الحكومة الجزائرية غلق الحدود.