وجه مئات الطلبة الجزائريين العالقين بروسيا نداء استغاثة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث طالبوه باتخاذ إجراءات مستعجلة، بالتنسيق مع القنصلية الجزائرية بروسيا، لاجلائهم من هناك وتمكينهم من العودة إلى وطنهم، وهذا بعدما وجدوا أنفسهم يواجهون المجهول في ظل استمرار تعليق الرحلات الجوية باتجاه الجزائر.
وأوضح بعض الطلبة الجزائريين العلقين بروسيا، في تصريح لجريدة”الجالية الجزائرية” أن ما يقارب 500 طالب يزوالون دراستهم في روسيا “يعيشون ظروفا جد قاسية في ظل رفض السفارة الجزائرية بهذا البلد تحمل مسؤوليتها إزاءهم، في الوقت الذي تكفلت فيه سفارات العديد من الدول برعاياها هناك”، في إشارة منهم إلى بعض دول الجوار كتونس مثلا.
وتحدث هؤلاء الطلبة، عن المعاناة التي حولت حياتهم اليومية إلى جحيم، حيث قال أحدهم أن “غالبية الطلبة ككل سنة يعودون إلى الجزائر بداية من شهر جوان، وهي الفترة التي يتم فيها غلق الاقامات الجامعية التي يقطنون فيها، لكن بالنسبة لهذه السنة التي كانت استثنائية بسبب وباء كرونا، لم يعودوا الى الجزائر بعد نهاية الموسم الجامعي، وقد وجدوا أنفسهم مضطرين للخروج من الاقامات الجماعية والبحث عن أماكن تأويهم، بعدما تم غلق الاقامات الجامعية عقب نهاية الموسم الجامعي”.
وأكدت إحدى الطالبات فيما رفضت ذكر إسمها، أنها تزاول دراساتها في تخصص الطب، وأنه بعد غلق الإقامة الجامعية التي تقطن فيها، اضطرت “للعمل في إحدى شركات تربية الدواجن بروسيا”، حيث تعمل “من الساعة السابعة صباحا إلى الثامنة مساء، وهذا من أجل كسب المال للتكفل بمصاريف الإيواء والإطعام”. لتضيف الطالبة أن “معظم الطلبة يواجهون نفس المصير، خصوصا وأن النظام المصرفي الروسي لا يتوفر على الآليات التي ستسمح مثلا بتحويل المال من الجزائر إلى أرصدتنا في البنوك الروسية، ما يجبرنا على تحمل المسؤولية لوحدنا”.
أكثر من ذلك، فما زاد وضعية الطلبة العالين بروسيا تعقيدا هو أن الجامعات هناك، وبعد انقضاء الموسم الجامعي، تقيدهم ببعض الشروط المتمثلة في “دفع تكاليف التسجيلات الجامعية للموسم المقبل فور انتهاء الموسم الجامعي الحالي”. وحسب هؤلاء الطلبة، فإن هذا الإجراء جعلهم “في وضع صعب”، كون أن مزاولة مشوارهم الدراسي الجديد “مرهون بجمع تكاليف التسجيلات”، في مقابل “صعوبة إيجاد منصب عمل لجمع المال مع تفشي وباء كورونا في روسيا”، والتي اتخذت هي أيضا إجراءات جد صارمة لفرض الحجر الصحي على مواطنيها ووفقا لقوانين يُعاقب كل من يخالفها.
حكيم طماني