يطرح النائب في البرلمان عن الجالية الجزائرية بالمنطقة الرابعة، عبد الحكيم دحمون، ضرورة اعتماد وزارة مستقلة للجالية “للتكفل التام بانشغالات” المواطنين المقيمين في المهجر، إذ يعتبر أن الأمر يحتاج إلى “وزارة قوية لها آليات عصرية من أجل استغلال الكم البشري الهائل من أبناء جاليتنا”، مضيفا أن هذه الوزارة من شأنها أن تسهل “عمل نواب الجالية، وتكون همزة وصل بين النواب والحكومة لنقل انشغالات جاليتنا”. وعن مطلب إسناد وزارة الجالية ببرنامج خاص، يقول النائب دحمون أن الجالية في الخارج تمثل 20 بالمائة من مجموع سكان الجزائر، لهذا وجب “وضع إستراتجية وآليات محكمة لهذه الوزارة”. وأما في حال تقرر التخلي على هذه الوزارة، فيقول النائب دحمون أنه لا يتمنى هذا القرار لأنه سيكون بمثابة “نكسة وانتكاسة للجالية الجزائرية في الخارج”، فيما يرى أن الرئيس تبون “يضع أمل كبير في أبناء الجالية للنهوض بمستقبل الجزائر الجديدة”.
الجزائريون في الخارج تهمهم مسألة وجود وزارة للجالية، ما هي الإضافة التي يمكن لهذه الوزارة أن تقدمها خاصة فيما تعلق بمسعى اهتمام الدولة بالجالية؟
أولا أشكركم على هذه الاستضافة،كما أتمنى لهذا المولود الجديد، الذي يخص الجالية الجزائرية في الخارج، النجاح والتوفيق. أخي الفاضل، فيما يخص أهمية استحداث وزارة تهتم بالجالية الجزائرية بالخارج، كان هذا مطلب ملح من طرف الجالية، وكنت أنا في كل مرة في تدخلاتي، أطالب باستحداث هذه الوزارة، ومع انتخاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي قطع على نفسه وعدا بالاهتمام بالجالية، فقد بدأ يظهر لي نور بعض الوعود، مثلما أكد عليها في حملته الانتخابية، بالتكفل التام بنقل الجثامين، ها هو يفي بوعده ويفك خيوط هذه المشكلة التي أرهقت كاهل الجالية، ويأمر بالتكفل التام وتحمل مصاريف نقل الجثامين.
البعض يرون أن الجالية في حاجة لوزارة مستقلة بذاتها، لماذا فقط مجرد وزارة منتدبة بلا صلاحيات؟
التكفل التام بانشغالات جاليتنا لا يتأتى إلا بوجود وزارة مستقلة بذاتها تبعث الأمل والاطمئنان في نفوس جاليتنا. أعلم أخي الفاضل أن عدد جاليتنا في الخارج قد بلغ 7ملاين، هذا الرقم الكبير من شأنه أن يلعب دورًا قويا في دفع عجلة التنمية والنهوض بالاقتصاد الوطني. أعتقد أنه لا بد من وجود وزارة أكثر استقلالية ذات فعالية للنظر في انشغالات الجالية، وكذلك للتواصل مع الممثليات الدبلوماسية في الخارج دون المرور عبر بوابة وزارة الخارجية، حيث تكون كذلك وزارة مستقلة بذاتها في رسم طريقها ووضع خططها، للبحث والنظر في مشاكل جاليتنا ووضع الحلول الناجعة لها.
وللرجوع لسؤالك السابق ما هي الإضافة التي يمكن أن تقدمها الوزارة، فألخصها في هذه النقاط: أولا استحداث هذه الوزارة يدخل في مساعي رئيس الجمهورية، فمن منطلق مد جسور التواصل بين الجالية والوطن، وكذلك فتح المجال أمام الجالية في الإسهام والدفع بالتنمية، وإدماج الكفاءات لدعم قاطرة الاقتصاد، تأتي أهمية استحداث هذه الوزارة لإعطاء الأهمية القصوى لجاليتنا للمساهمة الفاعلة في النهوض بالاقتصاد وإنعاشه، والنهوض بكل القطاعات الحساسة، سوا ء كانت اقتصادية، اجتماعية، ثقافية ورياضية، وفي هذا الشأن نضرب مثال بالفريق الوطني الجزائري لكرة القدم، المتكون معظمه من أبناء الجالية. هذه النقاط التي ذكرتها كلها تحتاج إلى وزارة قوية لها آليات عصرية تواكب التطور من أجل استغلال هذا الكم البشري الهائل من أبناء جاليتنا، فهذه الوزارة سوف تسهل كذلك عمل نواب الجالية، وسوف تكون همزة وصل بين النواب والحكومة لنقل انشغالات جاليتنا.
أليس من الضروري أن يكون لوزارة الجالية برنامج عمل خاص بها داخل الحكومة؟
طبعا هذا ما نتطلع له، وجود برنامج خاص بهذه الوزارة لما لها من أهمية، مع العلم أن نسبة الجالية تمثل 20 بالمائة من سكان الجزائر، لهذا وجب وضع إستراتجية وآليات محكمة لهذه الوزارة.
في حال تم التخلي عن قرار اعتماد وزارة الجالية، ما الذي سيعني ذلك بالنسبة للجالية في الخارج، هل ذلك معناه أن الدولة تتخلى عن التزاماتها اتجاههم؟
أما في حال التخلي على هذه الوزارة فسوف تكون نكسة وانتكاسة للجالية الجزائرية في الخارج، فأنا لأتمنى ذلك، وأنا على يقين أنا رئيس الجمهورية يضع أمل كبير في أبناء الجالية للقيام والنهوض بمستقبل الجزائر الجديدة.
حاوره من الجزائر: عبد العالي خدروش