عادت قضية انتزاع الأطفال من ذويهم بالسويد إلى الواجهة، بعد انتشار واسع لحلقة بسلسلة “ماذا يحدث للأطفال في السويد” المباشر على قناة “شؤون إسلامية” على اليوتيوب.
وتطرق البرنامج في عدده الأخير إلى قصة سمير الجزائري الذي حرم من أبنائه الأربعة بسبب تدخل مؤسسة الخدمات الاجتماعية المعروفة باسم “سوسيال”، والتي وصفها سمير بمدمرة حياته “حابين يدمرونا نفسيا…عامليلي حصار”، “مع أنني املك حضانة أبنائي الأربعة إلا أنهم عملولي قضية اختطاف”.
انتزاع الأطفال من ذويهم بالسويد : سمير 22 سنة بالسويد آخرها مأساة
وتعود قصة سمير مع قضية انتزاع الأطفال من ذويهم بالسويد إلى سنة 2017 أين انقلبت حياته رأسا على عقب بعد بداية المشاكل مع زوجته السويدية المسلمة، هذه الأخيرة التي استعانت بمؤسسة الخدمات الاجتماعية التي باتت تراقب كل صغيرة وكبيرة للزوج سمير إلى أن جاء اليوم المشؤوم الذي تم فيه القبض عليه وحرمانه من أطفاله الثلاثة.
“أنت متهم بضرب زوجتك وتعنيف أطفالك”، هذه التهمة التي لفقت في البداية لسمير الجزائري من طرف “السوسيال” يقول أنه في مرة من المرات قصد بيته وجد أطفاله الثلاثة (قبل ولادة طفله الرابع) وزوجته غير موجودين، اقتيد بعدها إلى مركز الشرطة ومن ثمة إلى السجن الذي قضى فيه مدة ثلاثة أشهر يقول ” خسرت بيتي، الشركة غلقت ضاعت حياتي كلها في رمشة عين”.
انتزاع الأطفال من ذويهم بالسويد: تهمة باختطاف ابنته
ويضيف سمير أنه وبعد خروجه من السجن بالبراءة حرم في وقتها من رؤية أطفاله لمدة قاربت السنة، قبل أن يعود أطفاله إلى حضنه، ساعتها يقول سمير أنه قرر وبدون تردد التنقل لبلد آخر للعيش فيه، ‘لم أتصور أن يحدث معي ما حدث لكنني كنت دائم التفكير بمغادرة هذا البلد”.
انفصاله عن زوجته فيما بعد واحتفاظه بحضانة الأطفال جعله يفكر في نقل زوجته الحاضنة لأطفاله الاثنين إلى منزل آخر، كونه تكفل بحضانة ابنته الكبرى، قبل ازدياد طفله الرابع، تنقل رفقة ابنته إلى فرنسا وهنا لفقت له تهمة اختطاف ابنته.
انتزاع الأطفال من ذويهم بالسويد : الطفلة خديجة محتجزة بفرنسا
الطفلة خديجة ابنة سمير الجزائري الآن لا تزال محتجزة بفرنسا من قبل السلطات الفرنسية بأمر من السوسيال بالسويد، أين داهمت الشرطة مسكن قريبة سمير وانتزعت منها الطفلة التي سلمت إلى “السوسيال” بفرنسا قبل أن تسلم للسويد.
ووجه سمير نداءه عبر مختلف الوسائط الاجتماعية لإنقاذ ابنته خديجة من قبضة السوسيال وإعاذتها إلى حضنه، وصاحب النداء انتشار واسه لهاشتاق أنقذوا خديجة الذي اكتسح مختلف الصفحات على موقع فايسبوك.
سمير اليوم بحاجة لإكمال جمع مبلغ مالي لتأسيس المحامي الذي يرافع في قضيته لإنقاذ ابنته خذيجة.
تهمة إدخال أفكار ضد الديمقراطية في السويد
يضيف سمير عن مأساته مع قضية انتزاع الأطفال من ذويهم بالسويد أنه وبعد تهمة اختطاف ابنته، دخل على إثرها للسجن اتهم كذلك بمحاولة اختطاف باقي أبنائه الثلاثة حيث اتهم مرة أخرى بناءا على تقرير للسوسيال يقول أن سمير ضمن مجموعة من شمال إفريقيا خطرين على الديمقراطية السويدية.
سمير اليوم محروم من أطفاله الأربعة بعد انتزاع طفله الرابع من حضن والدته التي اتهمت هي الأخرى بعدم قدرتها على الدفاع عن أطفالها، حيث سحب منها الطفل وهو في عمر الـ8 أشهر ويعاني من فشل كلوي.
ودعا سمير في الأخير العائلات التي انتزع منها أطفالها في السويد إلى التضامن فيما بينهم لافتكاك حقوقهم وإعادة أطفالهم إلى حضنهم، محمّلا السلطات السويدية أي شيء قد يحدث له كونه بات مستهدفا من طرف السوسيال ومعرض مختلف أنواع الخطر.
شاهد الحلقة كاملة لقصة الشاب سمير من هنا
انتزاع الأطفال من ذويهم بالسويد … القانون في السويد حول رعاية الأطفال
يمنح القانون في السويد المتعلق برعاية الأطفال مؤسسة الخدمات الاجتماعية المعروفة باسم “سوسيال”، الحق في انتزاع الأطفال من ذويهم إذا أثبتت التحقيقات أنهم غير مؤهلين لتربيتهم، ويرتكبون تجاوزات ضدهم، ومن ثم إيداعهم مؤسسة للرعاية الاجتماعية لحين نقلهم إلى عائلة بديلة.
وقد يمنح القانون مؤسسة “سوسيال” انتزاع جميع أطفال العائلة، إذا ما تعرض أحدهم لظروف تعتبرها الخدمة الاجتماعية غير مناسبة ضمن الإطار العائلي، مثل العنف، أو عدم القدرة على إعطاء الطفل ما يحتاج إليه من أساسيات.
وبعد انتزاع الأطفال يتم تسليمهم لشركات مسؤولة عن توزيعهم على دور رعاية أو أسر مستقبلة، تتقاضيان قرابة 40 ألف كرون شهريا (4300 دولار) على الطفل الواحد، وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك إذا لزم الأمر، وذلك وفق حالة الطفل.
انتزاع الأطفال من ذويهم بالسويد: مظاهرات عارمة في ستوكهوم
وكانت جمعيات سويدية قد نظمت شهر فيفري الماضي اعتصامات مفتوحة ومظاهرات في عدة مدن تطالب فيه السلطات بإعادة النظر في قضايا انتزاع الأطفال من ذويهم، احتجاجا على تعامل موظفي “السوسيال” مع القضية وعدم إعادة لم شمل الأهالي بذويهم.
المعتصمون تجمعوا أمام البرلمان، وسط ستوكهولم، حيث تجمع عدد من الأهالي ممن قامت سلطات الخدمات الاجتماعية بانتزاع أطفالهم ووضعهم عند أسر أخرى، مطالبين بإعادة النظر في قضية انتزاع الأطفال من ذويهم والعمل على تأهيل الأهالي بدلا من سحب أطفالهم.
انتزاع الأطفال من ذويهم بالسويد : 30 ألف طفل انتزعوا العام الماضي
تقول تقارير إن 30 ألف طفل قد تم انتزاعهم من عائلاتهم في السويد العام الماضي، أغلبهم من عائلات اللاجئين السوريين واللبنانيين، وجالية مسلمة وأجانب مقيمون بالسويد، وعلى العموم في قضية انتزاع الأطفال من عائلاتهم في السويد، فإن ما معدله 20 ألف طفل يسحب سنويا من عائلاتهم في هذا البلد يوجه للرعاية الاجتماعية الكلية أو الجزئية قبل أن يحول إلى عائلة جديدة أو يبقى في دار لرعاية الأطفال.