صنع قرار السماح للمواطنين باستيراد السيارات، الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح الباب للسخرية والتهكم في الموضوع على اعتقاد الكثيرين بإمكانية اقتناء سيارة أوروبية أقل من ثلاث سنوات بـ 80 مليون سنتيم !
منذ اللحظات الأولى لإعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، صدور قرار فتح استيراد السيارات أقل من ثلاث سنوات، والذي انتظره الجزائريون لسنوات طويلة، تحوّل الجميع إلى خبراء ومحللون في مجال الاستيراد والجمركة، وغيرها من الأمور التي لها علاقة بسوق السيارات.
سيارات أقل من 3 سنوات بـ80 مليون سنتيم!
ولم تخلو منشورات الجزائريين ومختلف الصفحات الفايسبوكية، من عنصر التهكم والسخرية في الموضوع، بل أكثرهم تناولوا الموضوع من جانبه الإخباري وتقديم كامل المعلومات حول القرار، وكذا من جانب توقعات الجزائريين عن الأسعار وأهم السيارات التي يرغبون في اقتنائها، ولم تخلو منشوراتهم من التهكم.
وعلق أحد الشباب على قرار فتح الاستيراد لسيارت أقل من 3 سنوات، أنه أخيرا فتح المجال للاستيراد حتى يتمكن من اقتناء سيارة ليذهب بها للبحث عن الحليب والزيت والسميد.
وقال آخر أن الجزائريين كلهم “باتوا يسوقو في سيارات أوروبية في المنام سيركيلاسيون كحلة”.
أما آخر فرفع سقف أحلامه عاليا، وقال أنه ومن خلال المنشورات التي تصب في فرحة الجزائريين بالقرار، حتى ظننت أني سأتمكن من اقتناء سيارة بـ40 أو 60 مليون سنتيم.
وهو ما ذهب إليه آخر بالقول أنه تصور أن قرار الاستيراد سيمكنه من اقتناء سيارة أوروبية بـ80 مليون سنتيم، وإلا فإن القرار بدون معنى في نظره لاقتناء سيارة أقل من ثلاث سنوات باهضة الثمن ضف إليها مصاريف النقل والجمركة.
أرخص سيارة بأوروبا أقل من ثلاث سنوات بـ9 آلاف أورو
وبدا بعض الجزائريين أكثر عقلانية ومنطقية، من خلال تعليقاتهم على القرار، حيث انتقد أحد الشباب الضجة الكبيرة التي أخذها الموضوع، وقال أن أغلب الذين فرحوا بالقرار لا يعلمون أصلا معنى سيارة أقل من ثلاث سنوات.
أما آخر فقال أن قرار استيراد سيارات أقل من ثلاث سنوات فقط، لا يخدم فئة كبيرة من المجتمع من الطبقة الهشة، كون السيارات ستكون بأسعار مرتفعة، وقال أنه كان على المسؤولين على القرار جعل القرار يخص سيارات أقل من 5 أو سنوات.
من جهته اعتبر معلق آخر أن قرار استيراد سيارة أقل من ثلاث سنوات، يخص فئات معينة فقط من الجزائريين، أما الذين يحلمون بامتلاك سيارة أوروبية أقل من ثلاث سنوات بسعر أقل من المتداول في بلادنا، فعليهم مواصلة الحلم، كون أرخص سيارة مثلا في فرنسا أقل من ثلاث سنوات تقريبا 9 آلاف أورو أي ما يعادل 190 مليون سنتيم، ضف إليها مصاريف النقل والجمركة لتقارب حدود 240 مليون سنتيم وأكثر.
توقعات بانهيار سوق السيارات
ولم يكتف الجزائريون بتوقعاتهم عن أسعار سيارة أقل من ثلاث سنوات قادمة من أوروبا، بل راحوا يقدّمون نظرة استشرافية لسوق السيارات في الجزائر، وقال أغلبهم أن أسعار السيارات ستشهد انخفاضا لا مثيل له، بعد القرار، وأن الأسعار ستكون في متناول الجميع، حتى يخيل لك أنك بصدد اقتناء كيلو بطاطا ولو أن هذه الأخيرة هي الأخرى تشهد ارتفاعا كبيرا.
طالع أيضا أرخص سيارة أقل من 3 سنوات
وهو ما ذهب إليه أحد المعلقين الذي قال، لا تحلموا بهبوط الأسعار، “وهاو وجهي إذا هبطت نعطيك سيارتي”.
أما آخر فقال “كيف لكم أن تجزموا أن أسعار السيارات ستنزل لمستوى كبير، هل السيارات القادمة من أوروبا باطل؟”.
من جهته بدا معلق آخر أكثر عقلانية بالقول أن السيارات أقل من ثلاث سنوات مرتفعة الأسعار سواء في الجزائر أو في أوروبا، كونها سيارات جديدة، وقال أنك في حالة ما اشتريت سيارة لسنة 2019 من أوروبا فإن ثمنها بطبيعة الحال سيكون مرتفع جدا، فلا تتوقع أبدا أن تنزل الأسعار.
” 3 ماروتي بمية ومعاها قرعة إيليو”
توقعات الجزائريين بهبوط أسعار السيارات وصل إلى درجة تصور البعض أن يصل سعر سارة ماروتي إلى 35 مليون سنتيم، وقال أحدهم بعد القرار سيمكنك شراء 3 سيارات من نوع ماروتي معهم هدية وهي قارورة زيت إيليو”.
فيما علق الكثيرون على فيديو لأحد الباعة الذي قال أن سيارته التي يعرضها حاليا للبيع قبل أسبوع أعطوه مبلغ 152 مليون ولم يبعها، بعد صدور القرار استقر سعرها في حدود 80 مليون سنتيم.
وهو ما فتح المجال للتهكم حول صاحب السيارة أين قال له أحد المعلقين، عليك بالبيع بثمانين مليون سنتيم وإلا فإنك ستضطر لبيعها الأسبوع المقبل بمبلغ 80 ألف.