إذا كانت التعليمات الأخيرة التي فرضت عبر موانئنا قد خففت نوعا ما من حدة نشاط البزناسة وممتهني نقل الأمتعة من فرنسا، فإن تجارة الكابة من إسبانيا انتعشت بشكل كبير مع نهاية الشهر الفضيل، فهل يحظى هذا النوع من التجار غير الشرعيين بتسهيلات خاصة بموانئ الغرب؟
تجارة الكابة من إسبانيا: ماذا حدث برحلة ألميريا وهران؟
شكّلت صور لحقائب وأمتعة كثيرة كانت على متن باخرة الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين في رحلة ألميريا وهران، جدلا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر الكثيرون أن ظاهرة تجارة الكابة تحرم الكثيرين من حقهم في السفر عبر النقل البحري، كون أن هؤلاء البزناسة باتوا يحتكرون سفن الشركة الوطنية بدون حسيب ولا رقيب.
ولقيت صور عشرات الحقائب ( الخاصة بالبزناسة) تفاعلا كبيرا عبر صفحات النقل البحري، وصفحات الجالية الجزائرية بمختلف دول العالم، حيث استنكر الكثيرون مثل هذه التجاوزات التي تحدث عبر سفننا، دعوا إلى محاربة هذا النوع من التجارة غير الشرعية.
وعلقت عديد الصفحات الخاصة بالجالية الجزائرية، بعبارة “بدون تعليق” عن صور عشرات الحقائب والأمتعة المغلفة بإحكام، والتي كانت منتشرة عبر كامل أرجاء السفينة القادمة من ألميريا، حيث تجد عشرات الحقائب يحرصها صاحبها بالقرب منها، فيما فضل آخرون افتراش الأرض والنوم أمام حقائبهم، في منظر يثير اشتمئزاز كل يراها فما بالك بمن يسافر على متن نفس الرحلة.
تجارة الكابة من إسبانيا: هذا ما قاله المعلقون
وعلق أحد المغتربين بالقول أنه يجب على الدولة التدخل بشكل سريع لوضع حد لنشاط هؤلاء التجار غير الشرعيين، الذين باتوا يحتكرون سفن الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، حيث قال أنه يجب تخصيص بواخر خاصة بالبزناسة، وبواخر أخرى لنقل المسافرين، لأن الوضع حقيقة بات لا يطاق.
فيما وصف آخر رحلة ألميريا وهران، برحلة سلع البزناسة، وليست رحلة لنقل المسافرين، في الوقت الذي دعا الكثيرون إلى ضرورة وضع حد لنشاط هؤلاء الين باتوا ينغصون على المسافرين رحلاتهم البحرية.
تجارة الكابة من إسبانيا: ميناء وهران في قفص الاتهام؟
ولم يتردد الكثير من المعلقين على صور الأمتعة والحقائب المنتشرة في كامل أرجاء باخرة رحلة ألميريا وهران، في توجبه أصابع الاتهام إلى مسؤولي ميناء وهران، حيث اعتبروا أن مرور أمتعة بهذا الكم عبر ميناء وهران دليل كبير على وجود تسهيلات لهذا النوع من البزناسة.
حيث قالت إحدى المعلقات أن هذا نتيجة تواطأ من طرف أعوان الجمارك بميناء وهران، وصمت السلطات المعنية على مثل هذه التجاوزات.
تابع أيضا تجارة الكابة…النهاية
تجارة الكابة من إسبانيا: هذه نتيجة منع المركبات النفعية في الرحلات البحرية؟
وفيما اتهم الكثيرون ميناء وهران بتسهيله لهذا النوع من التجارة غير الشرعية، قال آخرون أن هذه الصور نتيجة تعليمة منع المركبات النفعية عبر الرحلات البحرية.
وباشرت الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، منذ 28 ديسمبر الماضي تطبيق قرار حظر صعود بعض المركبات النفعية على متن سفنها.
وأوضحت الشركة، في بيان سابق لها صدر بتاريخ 28 جانفي 2023، أن القرار يخص السيارات النفعية من نوع fourgons، j5، partner.
وجاء هذا الإجراء من أجل الحد من حالة الازدحام وعرقلة السير الحسن لعميلة التسجيل والتفتيش التي تتسبب فيها هذه المركبات عند تسجيل ركوب المسافرين.
حيث يرى الكثيرون أن منع المركبات النفعية في الرحلات البحرية جعل هؤلاء البزناسة يسافرون بدون مركبة، لكن مع الكثير من الأمتعة مستغلين نقص عدد المسافرين ليحولوا الباخرة إلى ملكية خاصة بحمل كل ما يريدون بدون حسيب ولا رقيب (حسب تعليق أحد المغتربين).
تجارة الكابة من إسبانيا: قشّ العيد؟
واعتبر آخرون أن نشاط البزناسة تضاعف مؤخرا أمام صمت من طرف السلطات المعنية، وتواطأ من طرف عمال الموانئ، الذين يرضون بمثل هذه التجاوزات مقابل ما يدفع لهم، حيث قال أحد المعلقين، “شيبة تقدر تمرّر كلش”، وقال آخرون أن البزناسة استغلوا الفرصة لنقل “قش العيد” مستغلين فرصة نقص عدد المسافرين على متن الرحلات البحرية، ليحلوا محلهم بهذه السلعة القادمة من إسبانيا.
في الوقت الذي تلقى هؤلاء وابلا من الانتقادات، راح البعض يداقع على هؤلاء البزناسة، واعتبروا أنهم يدفعون ثمن التذاك، ويشترون البضاعة بمالهم الخاص، فلماذا كل هذا الحقد ضدهم، حيث قال أحد المعلقين ” خلوهم يخدمو على رواحهم”، وهو ما لم يشاطره فيه الرأي الكثيرين الذين اعتبروا أن هذه التجارة غير شرعية وهي عملية تهريب مكتملة الأركان، وعلى الدولة الضرب بيد من حديد.
