كشفت رئيسة حزب تجمع أمل الجزائر” تاج” قاطمة الزهراء زرواطي في حوار خاص جمعها بجريدة ” الجالية الجزائرية” عن طموحاتها السياسية كمسؤولة حزب تنتظره إستحقاقات هامة ألا وهي الإنتخابات التشريعية المزمع إجراءها يوم 12 جوان القادم، ونظرتها الشاملة حول المشاركة النسوية في هذه الإنتخابات ومنح الفرصة للمرأة بالمهجر للمشاركة في العمل السياسي والترشح لمختلف الإستحقاقات ..
الوزيرة السابقة للبيئة تكلمت أيضا في هذا الحوار على بعض النقاط الحساسة المتعلقة برأيها في قضية فتح الحدود أمام الجالية الجزائرية بالمهجر بعد عام من الغلق وضرورة الإستماع لهذه الشريحة وإدماجها في الإستثمار المحلي، كما أكدت على رفضها تفعيل قرار استيراد السيارات أقل من 3 سنوات لما فيه من ضرر للبيئة .
حاورتها فريدة تشامقجي
مرحبا بك سيدتي المحترمة عبر جريدة الجالية الجزائرية :
مرحبا بك وشكرا على هذا التواصل ومنحي الفرصة للتحدث عن بعض المسائل الهامة عبر جريدتكم المحترمة وتقديم التحية للجالية بالخارج خصوصا في هذه الظروف التي يمر بها العالم بسبب جائحة كورنا، والتي غيبت الجو العائلي وحرمت الجالية من التواصل مع أهلها ، فهي محنة نتقاسمها مع بعض والتي نتمنى أن تفرج قريبا وأن تعود اللمة قريبا ان شاء الله .
يعاني أبناء الجالية الجزائرية بالمهجر من إستمرار غلق الحدود لمدة فاقت السنة بسبب جائحة كورونا، فماهي نظرتكم كرئيسة حزب تجمع أمل الجزائر بخصوص هذا الملف ؟
بالنسبة لهذه الجائحة، فهي لم تمس الجزائر فقط بل مست كل دول العالم لذا ففتح الحدود لايتعلق بجانب واحد لدولة أو لحرية الغلق أو الفتح لباقي دول العالم، وإنما تأتي وفق العلاقات التي تربط الدول ووفق خطورة هذا الوباء ، والأكيد أن الهدف من هذا الغلق هو الحفاظ على سلامة صحة المواطنين في كل الدول سواء عند تنقلهم أو تواجدهم في أي بلد، فالبتأكيد الحدود أغلقت وتم إجلاء الكثير من المتواجدين ببعض الدول وكذلك فتحت الحدود للسماح من له ظروف صحية استثنائية للعلاج خارج الوطن وكانت هناك حركية عن طريق التصريح من خلال وزارة الداخلية ، لكن الحدود ليس بغلقها أوبفتحها نقضي على هذا الفيروس، لأن من خلال هذا الفيروس أصبحنا نتعامل مع شيئ جديد لا نعرفه ولا نعرف متى ينتهي وكيف لنا أن نتخلى عن هذه الإجراءات الوقائية، ولحد الآن لا توجد أي لجنة علمية يمكنها أن تعطي الاجابة القاطعة لأن هذا الفيروس في تطور وتحور مستمر، ورغم أنني لست مختصة في عالم الأوبئة لكن درست البيولوجيا وأعرف أن الفيروس بمجرد تواجده في بيئة ما يتمحور ويمكن أن يكون أكثر خطورة، واليوم ظهر الفيروس النيجيري والهندي وفيروسات أخرى خطيرة .
أظن أن صحة المواطن هي أهم شيئ نركز عليه أما بالنسبة للجالية فهذا ألم نتقاسمه جميعا، وما يمكن أن نقدمه لهذه الجالية بالنسبة لفتح الحدود يكون وفق معطيات تحددها اللجنة العلمية التي تعطي المؤشرات لوزارة الداخلية للعمل بها، وأنا شخصيا كنت قد اتصلت بوزارة الداخلية لمعرفة بعض التفاصيل وعرفت بأن الغلق الذي جاء في 1 أفريل 2020 حتى بالنسبة للحدود البرية مثل مع دول الجوار، فتخيلوا أن هناك من لديهم مناقشة الدكتوراه فيتم تأجيل المناقشة لسنة كاملة، لكن نحن نقبل أن نؤجل الدكتوراه ليكون الإنسان بصحة وعافية وحياته في مأن وبعيد عن أي ضرر.
نحن كحزب نريد من إمكانية فتح الحدود أن يكون فيه تعامل عادل مع كل أبناء الجالية والإصغاء لهموم هذه الجالية لأنه في الكثير من الحالات التي يتم فيها الإجلاء تقدم حالات على حساب حالات أخرى إلى غير ذلك ، لأن كل واحد من الجالية يعتبر نفسه حالة استعجالية وهناك من لا يتأثر بالمرض لكن بتأثر بالحالة النفسية التي يتواجد عليها بسبب الحنين للعودة للوطن وتتسبب في إضعاف نفسيته وقدرة تحمله على الإبتعاد على الوطن، وصدقوني بأن هناك مجهودات حثيثة من الدولة لفتح الحدود بقدر من المستطاع لكن هذا كذلك له علاقة بالجهة الأخرى أي البلدان الأخرى.
أظن أنها محنة علينا أن نتقاسمها جميعا ونعيش يوميا على أمل انفراجها في أقرب وقت ممكن أن شاء الله .
ماذا عن برنامج حزبكم أمل الجزائر بالنسبة للجالية الجزائرية ومطالبها يصفة عامة ؟
بالنسبة لبرنامجنا للجالية، أنا أقول إنطلاقا من قناعتي أن الجزائر لابد ان تستفيد من أي جزائري أينما وجد، لأن من له دم جزائري له تعلق وحب كبير لبلده مهما كانت الجنسية التي تجنس بها، وهذا ليس فقط عند الجزائرين بل في كل البلدان الاخرى، ونحن كحزب نعول كثيرا على جاليتنا في الخارج في عملية الترابط الحقيقي، ولكي تجد موقعها يجب عليها أنها تعبر عن طموحاتها وماذا تريد وفي أي مكان وكيف .
لما كنت وزيرة استقبلت من الجالية الجزائرية من أرادوا الاستثمار في الرسكلة وفي الإقتصاد الأخضر ، لكن الجالية تعيش في بلد ربما الإدارة لا وجود لها لأن الامور تمشي في ظروف محكمة إلى غير ذلك ، ونحن في الجزائر في الخطوات الأولى لتذليل كل العقبات والمشاكل وأمور كثيرة ، لأن الاستثمار في الرسكلة ممكن لكن يجب أن يكون هناك إلمام كبير بجوانب المشروع وما نتيجة الإستثمار فيه، إذ يجب أن تتوفر النية في العمل والإرادة والرغبة والمجال مفتوح للجميع وحيازة كل المعطيات التي تمكن من تأسيس هذا المشروع، لذلك الجالية اليوم لا بد لها أن تصنع لنفسها مكانا، وفي بعض الأحيان فيه نوع من التنظيمات والجمعيات واللقاءات للجالية ومعروفة أنها قريبة من بعضها البعض خصوصا الإجتماعية وكافة المجالات وهذا متعلق بالترابط وحب الوطن ونريد من نفس الجمعيات أن يكون فيه تأطير في إقتراح بعض المشاريع القابلة للتجسيد لأنه أحيانا تكون الكثير من الأفكار قبل التجسيد لكن لابد معرفة المناخ الذي ستجسد فيه تلك المشاريع.
تبقى الجالية بحاجة لمد اليد المساعدة من الداخل ، وبحاجة إلى توجيه وارشاد مثل دراسة المشروع واقتراحه واحيانا أن الكثير من أبناء الجالية يرغبون في الإستثمار ويبحثون عن الفكرة في أي مجال يستثمر ما هي نظرتكم في هذا ؟
نحن نصر على أن يكون للجالية تمثيل قوي في البرلمان لأنه هو الكفيل بأن يخلق ذلك الحبل والرباط بين الجالية والموطن الأصلي ، ولأنها ربما لها قاعدة تسمح لها بالدخول في الاستثمار لكن حتى الاستثمار هذا يجب أن يكون بطريقة شاملة وضرورة مراعاة كل النقاط التي فيه ولا يكون للجالية وحدها لأن الجالية موجودة في كل بقاع العالم ، مثلا يمكن الاستفادة من ذلك المقيم في ألمانيا لكن كيف سيمكن التعرف عليه ويمكن له الإتصال بالجهة المسؤولة من أجل تفعيل إستثماره والشروع فيه ؟ وهنا لا بد ان يكون الرابط لنقل تلك الإنشغالات عن طريق ممثلين للجالية ، ولابد لها أن تختار ممثلين لتحميلهم المسؤولية وتحقيق مطالبهم ، وانطلاقا من هذا نبني الاهتمات المستقبلية في العهدات القادمة لأن الجالية في تكاثر مستمر وأجيال أخرى صاعدة.
هناك موضوع يهم الجالية وفي تخصصكم في مجال البيئة ، المتعلق باستيراد سيارات الأقل من 3 سنوات ماذا تقترحين ؟
بإعتباري مناضلة بيئية قبل أن أكون وزيرة وقبل أن أكون رئيسة حزب، فأنا ضد فكرة استيراد هذه السيارات لسبب بسيط ، أولا إذا كان “الديازال” يستعمل في المسافات الطويلة كالتوجه للجنوب مثلا فهذا أمر عادي جدا، لكن ما زال لحد الساعة لم نضبط لأنفسنا سلوك في استعمال السيارة ، ففي الخارج تجد مسؤولون يستعملون القطارات للتنقل ، صحيح أن في بلادنا وسائل النقل المشتركة لا يزال فيها تأخر كبير رغم تخصيص عدة وسائل نقل كالترامواي والميترو لكن هناك تأخر كبير في تطوير وسائل النقل واستدراكه يتطلب سنوات كثيرة، وبالمقابل هناك تطور ديموغرافي وهناك تطور الحظيرة الجامعية وتضاعف عدد الطلبة، وهذا ما يؤكد أن إمكانياتنا لا تكفي، أنا أفضل الحلول المستدامة لابد أن نفكر اليوم في استعمال السيارة الكهربائية داخل المدن والمسافات القصيرة والتي تشهد زحمة كبيرة .
صراحة هناك إستعمال غير أمثل للسيارات في الأماكن العمومية مثل المطارات، فنحن بحاجة لإستخدام الغاز المميع للحفاظ على البيئة ، من سنوات التسعينيات المشروع موجود، لكن هل يعقل أنك تذهب لوضع جهاز استخدام الغاز المميع بسيارتك يطلب منك الإنتظار لمدة تفوق الشهر ! فهل هذا معقول ؟، فلابد أن يكون تفكير دولة لها مشاريع إستدامة ورؤية استشرافية ومستقبلية يضاهي التطور التكنولوجي والصناعي لدى أووبا والدول المتقدمة، لأن الآن أوروبا ستذهب للكهرباء واحترام البيئة يكون بكل الطرق المتاحة.
إذن أنت لا ترحبين بإستعمال سيارات “الديازال “؟
بالطبع الديازال لا يمكن استخدامه داخل المدن لأنه يشكل خطرا كبيرا على البئة والعملية عبارة عن إستيراد سيارة مستهلكة لمدة ثلاث سنوات وهي سيارة سياحية شخصية وليست سيارات نفعية ، إذن البريستيج الذي ليس له وعي كيف يمكن ان يكون متناسق والخطورة التي تعيشها الكرة الارضية ، فما قيمة أن يكون لك سيارة رباعية الدفع تستعملها في العاصمة من منزلك لمكان العمل وأنت لا تعلم مدى تأثيرها على البيئة ، فلابد ان ننتقل من الأنانية الشخصية إلى وعي إيجابي وأن نفكر أكثر في مستقبل أجيالنا الصاعدة ، فإذا كان هناك ناس كفار لا يؤمنون بالله وليس لديهم الوازع الديني والروحي لكن يفكرون في أجيالهم القادمة ونحن كمسلمين لا نفكر في مستقبل أجيالنا فهذا أم غير معقول وخطير جدا.
نعود للسياسة، بالنسبة للمشاركة النسوية في الإستحقاقات، كيف ترين مشاركة الفئة النسوية بعد تثمينه بمبدأ المناصفة وكيف تقيمين هذه الخطوة وماذا تتوقعين منها ؟
لما نتكلم عن المشاركة السياسية للمرأة لابد أن نضعها في سياقها السياسي والإجتماعي والموروث الثقافي ، فالمرأة في بلادنا تختلف عن المرأة في باقي أرجاء العالم بالرغم من إقتحامها لكل الميادين وتقلدها للمناصب ، الجانب النسوي خلال الحزب الواحد كان ينحصر في إتحاد النساء والجانب الطلابي متعلق بإتحاد الطلبة واتحاد الشبيبة وغير ذلك وهي المنظمات التي كانت تعطي النفس الجديد للحزب في كل مرحلة، لكن اليوم المرأة أصبح تواجدها في الحزب شكلي جدا، لماذا؟ لأنها ليست هي التي يجب أن تكون في القيادة أوفي مناصب حساسة في الحزب ، فأصبح صنف آخر من النساء لأن الديمقراطية لما جاءت في الجزائر ولدت بألم شديد وهي لا تزال تعاني في الجزائر ولكن حان الوقت أن نبنيها وأن نراعيها ونداويها من بعض الصدمات حتى نستطيع ان نبيني عليها مجتمع قوي ونبني عليها أسسا صحيحة للممارسة الديموقراطية .
وإلى أن جاءت” الكوطة ” بسبب فرضها من قبل المجتمع الدولي الذي يفرض تواجدها في السياسة وهذا أمر غير معقول لأن المرأة موجودة في المجتمع أصلا وغير متواجدة في هذه المجالات، فهي نصف المجتمع وتربي النصف الآخر، فهل يعقل أن يتم تهميشها لهذا الحد؟
لكن في الواقع غيبت المرأة ووجودها غير فعلي في الممارسة السياسية، ماذا تقولين في هذه النقطة ؟
صحيح لما جاءت الكوطة وفرضت على الأحزاب تم اللجوء لملئ القوائم بالنسوة دون ممارسة سياسية ودون تهيئة الأرضية لها ودون تحضيرها ودون تواجهاد الفعلي في الحياة السياسة ، فرغم تواجد العنصر النسوي في الأحزاب لكنها لم تكن تريد تواجدها على الإطلاق ولم تكن فيه نساء متميزات عندهن شخصية وكاريزما وتقدر أن تدافع عن المجتمع.
إذن هذه الكوطة لم تخدم المرأة بقدر ما أهانتها أكثر وما قدمته لها، اليوم أصبحنا نرحب بالمناصفة حتى ولو أن هذه المناصفة يمكن أن تقضي على تواجد المرأة نهائيا ولن تكون في المجالس ، لأن العمل الكبير لم نقم به والشيئ الجميل الذي ستقدمه المناصفة للمرأة هو وضعها في صورة حقيقة وأمام تحدي حقيقي ووضعت لها مرآة لترى نفسها ومكانتها، فالمناصفة ستكشف حقيقة المرأة وستكشف لها مكانتها ومن تكون، وستضعها على المحك لتعرف وزنها في المجتمع.
ولكن لا بد أن يكون فيه توازن داخل البرلمان لأن المرأة لسنوات كانت غائبة إلى أن جاءت الكوطة حاضرة شكلا وغائبة في الحقيقة .
إذا تكلمنا على المناصفة هل ستعولون على المرأة في هذه الإستحقاقات خصوصا بالجالية الجزائرية وهل ستمنحون الفرصة للمرأة المغتربة بالدوائر الإنتخابية بالخارج ؟
صراحة لا يوجد عندي أي مشكل في هذا الأمر بل بالعكس أشجع كل النساء وأفتح لهن الأبواب على مصراعيها وأرحب بهن في العمل السياسي، اليوم نحن في منعطف خطير، لأن الجزائر تعيش أزمة سياسية كبيرة لابد أن تجد حلول سياسية ناجعة ، ولا بد أن يكون فيه برلمان قوي وفي المستوى ومجالس منتخبة قوية لأن الرئيس له مهام أخرى وإلتزامات يحتاج فيها لطبقة سياسية قوية، ولما نقول أن الشعب هو مصدر للسلطة لابد أن يمارسها بمن يفوضه في تمثيله في المجالس الإنتخابية المختلفة سواء رجال كانوا أو نسوة .
كلمة أخيرة ؟
في الأخير أتقدم لكم بجزيل الشكر على هذا التواصل ومنحي الفرصة للتحدث عن أمور كثيرة، فأتمنى أن أكون قد أجبت على كل أسئلتكم وأعطيتكم كل التفاصيل حول المسائل التي طرحتموها، أتمنى أن يرفع الله عنا هذا الوباء وتعود المياه إلى مجاريها ويزول الهم بالنسبة لجاليتنا لإحتضان وطنهم الحبيب والرقي لوطننا الغالي وإلى فرصة أخرى إن شاء الله .