يسعى الكثير من الطلبة الجزائريين للحصول على فيزا الدراسة بكندا، بغية الالتحاق بإحدى جامعات هذا البلد الذي يملك عديد المزايا لاستقبال المهاجرين، لكن ما يحدث مع طلبة جزائريين وأفارقة بكيبيك شيء لا يصدق.
فيزا الدراسة بكندا: 100 ألف جزائري هاجر إلى كندا في 2021
تعتبر كندا البلد رقم واحد في استقطاب المهاجرين من مختلف دول العالم، والجزائر واحدة من الدول التي تمتلك عدد كبير من أفراد الجالية الجزائرية هناك، فيما يبقى عدد أكبر يرغب في الحصول على الفيزا إلى كندا للجزائريين.
وتريد الحكومة الكندية الاحتفاظ بلقب بلد الهجرة، من خلال إطلاقها لبرامج عديدة لاستقطاب العمال الأجانب، حيث ترغب كندا في منح المزيد من التسهيلات، لا سيما في سياق الحصول على تأشيرات مؤقتة.
تابع أيضا هذا ما حدث مع أبناء الجالية الجزائرية بكيبيك … أمر لا يصدق
وتقول الإحصائيات أن الذين حصلوا على الفيزا إلى كندا للجزائريين بلغ 100 ألف شخص، العام الماضي.
فيما أكدت سفيرة كندا بالجزائر سابقا، أن بلدها يسعى إلى استقطاب أكبر عدد من المواطنين الجزائريين ضمن سياسة كندا المتعلقة بالهجرة.
وقالت السفيرة أن عدد المهاجرين من دولة الجزائر وحدها يصل إلى 100 ألف، وهذا الرقم رغم ضخامته، فإن السلطات الكندية لا زالت تريد استقطاب مهاجرين جزائريين آخرين بسبب سهولة اندماج المواطن الجزائري بسرعة في المجتمع الكندي وبسبب اللغة الفرنسية التي يتقنها الجزائريون بشكل جيد سيما الذين يفضلون الاستقرار بمقاطعة كيبيك.
فيزا الدراسة بكندا:تسهيلات جديدة ولكن؟
أعرب رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، مؤخرا خلال اجتماع مع طلاب التمريض من كلية ألجونكوين في أوتاوا، عن رغبة حكومته في تسهيل منح ما يسمى بتأشيرات الزيارة المؤقتة.
ويذكر ذات المسؤول بالجهود التي بذلتها وزارة الهجرة لجذب الوافدين الجدد إلى كندا، وأقر رئيس الوزراء الكندي بأن بعض الأجانب يجدون صعوبة في الحصول على تأشيرة مؤقتة لكندا، وهذا على وجه الخصوص بسبب بطء إجراءات معالجة هذه الطلبات.
بالإضافة إلى ذلك ، قال جاستن ترودو إن إدارة الهجرة تعمل مع السلطات المختصة لتسهيل منح التأشيرات المؤقتة لمن يطلبونها، في الوقت الذي خصصت الحكومة الكندية ميزانية قدرها 85 مليون دولار لتحديث نظام الهجرة الكندي، بهدف تقليل أوقات المعالجة لطلبات الحصول على التأشيرات المؤقتة والإقامة غير الدائمة وتصاريح العمل والدراسة.
فيزا الدراسة بكندا: أوتاوا تخطط لاستقبال نصف مليون مهاجر في 2025
وحسب إحصائيات رسمية فإن كندا استقبلت أكثر من 405 آلاف مهاجر سنة 2021، وهو أكبر عدد على الإطلاق في عام واحد.
وتخطط كندا في إطار الهجرة، إلى استقبال باستقبال ما يصل إلى 500 ألف مهاجر بحلول العام 2025.
وأعلن وزير الهجرة الكندي، شون فريزر، نوفمبر الماضي أن كندا ستعزز أهدافها المتعلقة بالهجرة.
وأشار فريزر إلى أن الحكومة تأمل أن يصل العدد هذا العام إلى 431 ألف مهاجر، كما قامت الحكومة الكندية بتعديل أهدافها لعام 2023 برفع الزيادة المتوقعة من الوافدين إلى 465 ألف مهاجر، و485 ألف مهاجر عام 2024، و500 ألف عام 2025.
لكن كل هذه التسهيلات المقدمة بغية استقبال المهاجرين، وخطط استقطاب نصف مليون مهاجر بحلول 2025، مفارقة عجيبة أمام ما يحدث للطلبة الجزائريين والأفارقة بكيبيك، فما الذي يحدث؟
فيزا الدراسة بكندا:أوتاوا ترفض منح التأشيرات للطلبة الجزائريين !
شكل موضوع حرمان الطلبة الجزائريين من التأشيرة الكندية مؤخرا جدلا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لما يحمله من تناقض واضح في بلد يشجع على الهجرة ويمنح التسهيلات، في الوقت الذي يحرم الطلبة من الحصول على التأشيرة؟
حيث ووفقًا لدراسة حديثة أجراها معهد كيبيك، يُحرم ما يقرب من 50 بالمائة من الطلبة الناطقين بالفرنسية الذين تم قبولهم في جامعات كيبيك من تأشيراتهم للإقامة ودخول كندا. وبلغ معدل الرفض 72 بالمائة عندما يتعلق الأمر بالطلبة الجزائريين والأفارقة، الأمر الذي صعب عليهم الوصول إلى جامعات كيبيك.
وتشمل البلدان الأكثر تضررا الجزائر والسنغال وغينيا وكذلك جمهورية الكونغو، هذا الوضع ، الذي وصفه وزير الهجرة في كيبيك والعديد من المسؤولين المنتخبين للمعارضة بأنه سخيف، ويثير الكثير من علامات الاستفهام.
فعلى الرغم من بحث كندا على سبل جذب الطلبة الأفارقة إلى جامعاتها، يحصل ربعهم الضئيل على حق الإقامة في المقاطعة الناطقة بالفرنسية، ويبرر البعض هذا الرفض بتخوف الحكومة الكندية من أن يختار هؤلاء الطلبة الاستقرار بشكل دائم في البلاد بعد دراستهم.
فيزا الدراسة بكندا:إجراءات معقدة جدا للطلبة
وحسب نفس الدراسة تتحدث إيما براهام من معهد كيبيك عن تعقيد إجراءات الهجرة للطلبة من القارة الأفريقية، وتضرب المثال بطالب من كوت ديفوار: “سيتعين على هذا الطالب تقديم الكثير من الوثائق لإثبات قدرته على دفع الرسوم الدراسية وتلبية احتياجاته في الموقع، هذه العملية أكثر تطلبًا من تلك التي يجب أن يخضع لها الطالب الأمريكي، على سبيل المثال”.
ويدافع ألكسيس برونيل دوسيب، النائب عن كتلة كيبيكوا، عن الأهمية الحاسمة لهؤلاء الطلبة الأفارقة الناطقين بالفرنسية بالنسبة لمستقبل الإقليم: “يكمن مستقبل الفرانكوفونية في إفريقيا، ومستقبل كيبيك باللغة الفرنسية، نحن بحاجة إلى هؤلاء الأفراد لتقوية مجتمعنا الفرانكفوني، ونريد أن يأتي هؤلاء الطلاب إلى كيبيك ، لإثراء مجتمعنا أو ليصبحوا سفراء كيبيك في بلدانهم”.
ويبدو أن زيادة رفض تأشيرات الطلبة وتعقيد إجراءات الهجرة تشكل مفارقة غريبة، بينما تبحث كيبيك عن وافدين جدد لدعم التركيبة السكانية المتدهورة، فما الذي ستحمله الأيام القادمة لهؤلاء الطلبة الجزائريين والأفراقة؟.