يتأهب لدخول معترك التشريعيات القادمة في الجزائر، ممثلا عن المنطقة الرابعة بالمهجر، بطموح كبير وأمل عريض، لعله يكسب أصوات الجالية الجزائرية التي ستوصله لقبة زيغوت يوسف، رافعا راية الأمل وسقف التحدي ليكون صوتا لأبناء بلده بالخارج..
كمال ياكر إبن مدينة تيزي وزو المقيم بإسبانيا، أحد الإطارات خريجي الجامعة الجزائرية في إختصاص الأشغال العمومية، وصاحب شركة مختصة في النشاطات المقاولاتية، سبق وأن أنتخب عضوا بالمجلس الشعبي البلدي بالشراقة ونشط بالحركة الجمعوية والخيرية بإسبانيا قبل أن يعود لتجريب حظه لدخول عالم السياسة مجددا من خلال الترشح للإنتخابات التشريعية المزمع إجراؤها 12 جوان المقبل..
جريدة الجالية الجزائرية حاورت كمال ياكر الذي فتح لها قلبه وتحدث عن كل شيئ يخص ترشحه لهذه الإنتخابات.
حاوره محمد أمين
من يكون كمال ياكر ؟
كمال ياكر هو مواطن جزائري مغترب يعيش في إسبانيا من مواليد 5 جوان 1967 ببلدية واضية بولاية تيزي وزو وهي منطقة جبلية رائعة ومحافظة ومنطقة أعطت شهداء ومجاهدين كثر إبان الثورة التحريرية، و معروفة بالصناعة التقليدية كنسج الزرابي وصناعة الاواني الفخارية ، ولدت بها لكن كنت مقيما في بوزريعة بالعاصمة ثم انتقلنا إلى الغرب الجزائري وبالتحديد بمدينة وهران الباهية لكون والدي كان مسؤول إداري تحصل على ترقية في منصب عالي وتقلد منصب مدير في شركة عمومية وهذا خلال السبعينيات من القرن الماضي وهناك ولجت الدراسة بمنطقة السانيا بوهران ثم بعدها رجعنا للعاصمة من جديد .
أنا الآن متعامل إقتصادي مختص في النشاطات المقاولاتية وقمت بخلق عدة شركات منذ أن أنهيت دراستي وتحصلت على دديبلوم تقني سامي في الأشغال العمومية، حيث مارست التجارة وحاليا لديا شركة أنشأتها في اسبانيا منذ سنة 2010 مختصة في الصناعات الميكانيكية وهي التي سمحت لي بالعمل كثيرا حيث كانت بدايتي في هذا العمل سنة 1990 أين ركزت كثيرا على الميدان “جيو تقني” وهو علم يختص في نوعية البناء بالتنسيق مع مخابر حيث كنت أقوم بهذا العمل إلى جانب صناعة بعض قطع الغيار التي تستعمل في آلات الإنجاز والتي تحتاجها هذه المهنة .
كمال عمل في مجال الاقتصاد واكتسب الخبرة بالخارج ومقيم بإسبانيا ، هل تفكر أن تعود يوما لبلدك الأصلي ؟
أقول لكم بأنني لم أفكر يوما ولم أترك يوما بلدي ودائما في اتصالات مع مصالحي في الجزائر، وبالرغم أنني خلقت شركة في إسبانيا إلا أن هذه الشركة لديها اتصالات دائمة مع بلدان شمال أفريقيا بالمغرب وتونس وحتى ليبيا، وهناك بعض الأصدقاء الأفارقة نقوم بإرسال أو توريد طلبيات من مالي او السنغال وحتى موريطانيا، شركتي التي قمت بخلقها في 1992 بدأت بثلاث عمال فقط ولكن في السنوات الأخيرة وصلت إلى 40 عامل حيث قمت بمضاعفة آلات العمل أيضا، ولدي اتصالات كثيرة في الجزائر مع مخابر وكنت من الأوائل في إختصاصي في “جيو تقني” ولم يكن وقتها من يصلح الآلات المختصة في هذا المجال حيث كان ميدانا جديدا وأخذت بزمام الامور وقمت بإتصالات عديدة في كل مناطق الوطن والحمد لله رغم الصعوبات خلال ذلك الوقت سنة 1992 حيث كانت الأزمة الأمنية التي تعيشها الجزائر حيث كانت لي عزيمة كبيرة لمواصلة عملي وتطويره.
وعملت بجدية دون توقف رغم المشكل الأمني الذي كانت تعيشه البلاد، إضافة إلى ذلك فبعد زلزال بومرداس أين غيرت الدولة كل القوانين وفرضت على كل المقاولات النشطة في مجال البناء أن تخضع بناياتها لللمخابر المختصة في جيو تقني حيث أن كل المخابر كانت تحوز على آلات قديمة تشتغل بها مصنوعة سنوات الثمانينيات ، ما منحني فرصة كبيرة لإستيراد آلات وعتاد جديد سنة 2005 ، حيث دخلت في اتصالات مع شركات مختصة بالخارج تعمل في هذا المجال لإستيرادها ووقتها تحصلت على خدمة حصرية مع شركة ألمانية ببيع وتوزيع آلاتها وقطع الغيار في الجزائر ومنها بدأت اكتشاف أورروبا بعد أن تحصلت على فيزا لدخول ألمانيا أين تعاقدت مع تلك الشركة ، حيث عملت معها ما يفوق 3 سنوات و كان مفروض عليا الإقامة بألمانيا لكن صعوبة الطقس واللغة حتمت عليا عدم الإستقرار بها وإخترت الإقامة بإسبانيا، وبما أن القانون الجزائري كان وقتها لا يحمي أي متعامل يعمل مع متعامل أجنبي ما جعلني أقوم بإنشاء شركة بإسبانيا حتى أحمي نفسي أكثر حسب القوانين الأوروبية وأفرض شروطي لأن القوانين في أوروبا واضحة والعقود بها تحترم لأن هناك محاميين مختصين في هذا المجال وهو ما جعلني أفكر لخلق هذه الشركة وقدمت مشروعي بالقنصلية الجزائرية باسبانيا وتحصلت على الموافقة واستفددت من فيزا طويلة المدى ووثائق الإقامة وإستقرت هنا بإسبانيا .
ستدخل المعترك السياسي من خلال ترشحك للتشريعيات القادمة عن المنطقة الرابعة كيف جاءتك الفكرة، وهل هي وليدة احتاكك بالجالية من خلال نشاطات معينة أم هي ميولات سياسية؟
في السنوات التسعينات لما أنهيت دراساتي كتقني سامي في الأشغال العمومية إنضممت في عدة جمعيات، وكان ذلك في بداية التعديدية الحزبية في الجزائر، حيث تم تنظيم الصالون الأول الشباب المقاول خلال فترة تواجد مولود حمروش على رأس الحكومة وهي الاولى من نوعها، ونظرا لتعلقي بهذا الميدان إهتممت به كثيرا حيث تم خلق مشاريع تشغيل الشباب في عهد رئيس الحكومة حمروش ما دفعني أنضم لجمعية نجوم الغد المختصة في المسرح ، والتي كانت بالنسبة لي مدرسة حقيقية إلتقيت خلالها بعدة أشخاص علموني أبجديات المسرح وسافرنا إلى كل المناطق في الجزائر وشاركنا في عدة مهرجانات بقسنطية وسطيف وبرج بوعريرج وأيضا إلى مدينة مستغانم حيث شاركنا في مسرح الهواة، وقمنا أيضا بمشاركات عديدة في تظاهرات مسرحية في الخارج بفرنسا خصوصا ، حيث كانت هذه الجمعية بالنسبة لي الإنطلاقة الفعلية من خلالها إكتشفت عدة جمعيات أخرى منها جمعية رعاية الشباب والتي انتقلت بفضلها من الطابع الثقافي الى الطابع الاجتماعي حيث قمنا بنشاطات كثيرة في محاربة المخذرات والتسرب الإجتماعي، وبعدها إنضممت لجمعيات اخرى، وهناك جمعية ترقية وادماج الشباب مكلف بالعلاقات والإتصال حيث قمنا بالعمل مع الكثير من مندوبيات تشغيل الشباب وكنا حلقة وصل بين الشباب وقدمنا لهم توجيهات للحصول على مناصب عمل حسب اختصاصاتهم، حيث كنت أمارس عملي الجمعوي ولم يمنعني ذلك بممارسة عملي بصفة عادية ووقتها كانت الدولة تدعمها وترافق الشباب .
وهي النشاطات التي ساهمت كثيرا في تكوين شخصيتي خلال سنوات التسعينيات وبعدها تأزمت الأمور الأمنية ما حتم عليا أن أتفادى العمل الجمعوي نظرا لخطورة الظرف الأمني الذي مرت به البلاد وقتها، حيث إنقطعت عن العمل الجمعوي إلى غاية سنة 2012 أين كنت في اتصال دائم بالجزائر رغم اقامتي باسبانيا حيث بفضل نشاطاتي المهنية كنت أدخل الجزائر باستمرار خصوصا وأن نشاطاتي الإقتصادية بدأت تكبر شيئا فشيئا .
كيف كانت بدايتك مع عالم السياسة ؟
مهنتي هذه منحتني الثقة ومعرفة كبيرة مع الناس حيث بدأت العمل السياسي سنة 2012 لما شاركت في الإنتخابات البلدية بالشراقة خلال العهدة الإنتخابية 2012/2017 تقربت من خلالها بالمواطنين و تعلمت خلالها طريقة تسيير الشؤون البلدية، واكتسبت خبرة كبيرة مع حزب سياسي وبعد دخولي للمعترك السياسي رفضت جملة وتفصيلا أن أرتبط بمسؤولية بداعي إقامتي بإسبانيا وارتباطات عائلية ومهنية، حيث كان عالما مختلفا عن العالم الذي كنت فيه ففضلت أن أبقى بعيدا عن الإرتباط بالمسؤولية، وكنت متطوعا أرفض كل امتياز حتى أبقى بعيدا عن أي محاسبة .
هل كنت داعما للحراك الشعبي؟ وهل لمست تحسنا في الوضع السياسي بعد رحيل بوتفليقة عن الحكم؟
عندما نتكلم عن الحراك الشعبي، فأنا كنت من الأوائل الرافض لبقاء بوتفليقة في سدة الحكم منذ نهاية العهدة الثالثة وكنت رافضا تماما للعهدة الرابعة، وقدمت إستقالتي من الحزب السياسي الذي كنت أنتمي إليه لأنه طلب مني أن أعمل على الترويج للعهة الرابعة ورفضت رفضا مطلقا، وهنا يجب أن أشير إلى أنني أستغرب كثيرا تصرفات بعض الناس ممن كانوا يطبلون لبوتفليقة ثم ركبوا موجة الحراك، فبالنسبة لي الحراك هو حركة جماعية لرفض العهدة الخامسة وقبولها كان بمثابة انتحار جماعي للشعب الجزائري، ولأن الحراك يشمل تيارات كثيرة وتوجهات مختلفة، أعترف أن هناك نقائص كثيرة ومطالب لم تتحقق لكن هناك امور إيجابية ، وما نلاحظه أن بعض الوجوه القديمة المحسوبة على النظام السابق تم اقصاؤها من الانتخابات وحتى القوانين تغيرت في الاستحقاقات حيث لم يعد للمرتبة الاولى في القوائم أي معنى وكل شخص مترشح له نفس الحظوظ حسب علاقاته مع الناس ومصداقيته وهي فرصة سانحة لأي شخص يريد دخول البرلمان.
كيف جاءتك فكرة الترشح للتشريعيات وهل تلقى الدعم من المغتربين والجمعيات النشطة بالخارج ؟
صراحة قبل أن أترشح قمت بمشاورات عديدة مع بعض الأصددقاء ممن شجعوني للترشح بفضل خبرتي السياسية ونشاطاتي الاجتماعية والخيرية ومجال عملي الاقتصادي وهو ما جعلني ادخل معترك التشريعيات من أجل الظفر بمقعد بالبرلمان خاصة وأن التشجيع جاء من بعض المواطنين المقيمين هنا ووضعوا ثقتهم في ويدركون جيدا من أكون، وأنا من خلال هذا الحوار اوجه نداء لكل الجزائرين بالمقاطعة الرابعة باسبانيا وأوروبا وكندا والولايات المتحددة أنهم يضعون في الثقة أن أمثلهم في المجلس الشعبي الوطني حتى أكون بمثابة المحامي الذي يحمل كل إنشغالاتهم .
إلى ما يصبوا كمال بترشحه ؟ وهل ترى نفسك تصلح للسياسة وهل لك طموح اكبر لنيل مسؤولية عليا بالبلاد؟
بالطبع أعرف نفسي جيدا ولو لم أكن على ثقة بأنني أصلح للسياسة ما ترشحت وتقدمت بملف ترشحي لهذه الإستحقاقات مادام أن كل المواصفات تتوفر في شخصي ولي الخبرة الواسعة في المجال الجمعوي الذي بفضله تكونت كثيرا ..
ماهي نشاطاتك مع الجالية ؟
أنا كجزائري بالخارج لدي عديد الإتصالات مع الجمعيات من خلال الفايسبوك ووسائل التواصل الاخرى خاصة في هذه المرحلة المتعلقة بجائحة كورونا والتي أعطتنا فرصة للتفكير في حالنا بعد أن كنا منعزلين عن بعضنا لكن عن طريق هذه الوسائط الاجتماعية تمكنا من تكثيف الاتصالات بيننا حيث قمنا بخلق جمعيات عبر كامل التراب الأوروبي و فكرنا أيضا بخلق تنسيقية ما بين الجمعيات هنا بإسبانيا وهي تنسيقية تجعلنا على اتصال ببعضنا البعض ونتبادل من خلالها المعلومات وتقديم المساعدات لكل المعتربين وشاركنا في العديد من الأعمال الخيرية باسبانيا وهو المشروع الذي جعلنا نفكر في توسيعه عبر كل تراب أوروبا.
تريد دخول معترك التشريعيات وفي فترة غلق الحدود، هل أنت ممن يطالبون بفتح الحدود ؟
بطبيعة الحال الكل هنا بالخارج يطالب بفتح الحدود التي لا تزال مغلقة منذ ما يفوق السنة وهو ما حرمنا من الدخول للجزائر والإطمئنان على اهالينا وعائلاتنا ومصالحنا ولذا ضميت صوتي إلى صوت الكفاءات من الجالية في حملة صوت عليها أبناء الجالية ب “25 ألف نعم” لفتح اللحدود مقابل “200 لا” المطالبة من أجل فتح وفي أقرب وقت ممكن وهذا ما نشكر الرئيس عبد المجيد تبون عليه الذي أخذ رسالتنا إليه بمحمل العناية والإهتمام واتخذ القرار الصائب.
هل يمكنك ان تقدم شيئا ملموسا لمنطقتك ووطنك بترشحك هذا؟ وهل ستقدم الإضافة اللازمة لأبناء بلدك وشباب منطقتك الرابعة بالخارج؟
بالطبع لماذا ترشحت، فأنا أحمل مشروعا هاما لأبناء الجالية الجزائرية بالمهجر ولديا طموح كبير لدخول المجلس الشعبي الوطني لأحقق الكثير من المطالب الهامة التي لا طالما راودتني وتراود كل مغترب بالخارج ومن الملفات التي أريد ان أرفعها ما يتعلق بملف فتح الحدود وعودة نشاط المطارات لتمكين أبناء الجالية من دخول الجزائر لرؤية عائلاتهم، وأيضا هنا ملف هام جدا يتعلق بنقل الموتى من الخارج للجزائر حيث أحاول أن ان أكون صوت للمواطن والتوسط له مع الادارة هنا باوروبا، ودخولي للمجلس الشعبي الوطني سيسمح لي أن أكثف الإتصالات والدخول في حوار مباشر مع المسؤولين والحكومة وهو ما يسمح لي بالإسراع في إيجاد حلول بصفة مستعجلة حيث لا بد أن أعمل كل ما في وسعي لكي أجلب قوانين جديدة تخدم الجالية من خلال التصويت على القوانين بالتنسيق مع نواب آخرين .
كلمة أخيرة
أشكركم على هذا التواصل وفتح المجال لي لكي أتواصل مع قراء الجالية الجزائرية واتمنى التوفيق من الله في هذه الانتخابات حتى أستطيع ان أنفع أبناء بلدي وأوصل إنشغالاتهم للسلطات العليا وشكرا لكم مرة أخرى.