بلغة التشاؤم، لا تبعث على التفاؤل، تحدث إلينا العديد من الجزائريين العالقين في اسبانيا منذ اكثر من 4 أشهر…حالة مزرية يعيشها هؤلاء في ظل الغموض الذي يكتنف مصيرهم، فلا السلطات الاسبانية تكفلت بهم ولا السلطات الجزائرية تدخلت لإجلائهم بعدما أخذت –حسبهم- موقع المتفرج إزاء الوضع الذي يتواجدون فيه بدل أن تكون كطرف مسؤول في تطبيق وعودها .
فالجزائريون العالقون باسبانيا، تختلف حالاتهم من شخص إلى آخر، فهناك من سافر للعلاج والآخر لدواعي تجارية، وهناك من اختار هذا البلد لقضاء العطلة وزيارة الأقارب، بما فيه فئة الطلبة الذين انتهت مهلة تكوينهم لكن جمعتهم الأقدار في الأخير، ليجدوا أنفسهم يواجهون ظروفا جد صعبة خصوصا في الأيام الأولى من إعلان حالة الطوارئ بعد أن تحولت إسبانيا إلى بؤرة لتفشي وباء كورونا.
ويقول محمد الذي اتصل بموقع “الجالية الجزائرية ” المتواجد ضمن العالقين باسبانيا: ” أنه سافر لاسبانيا لإقتناء بعض اللوازم لمدة 15 يوما لكن ساءت الأقدار أن يبقي في إسبانيا لمدة تفوق 4 أشهر كاملة بعد إلغاء الرحلات الجوية بين الجزائر وإسبانيا بسبب تفشي وباء كورونا ، حيث اضطر للمبيت في الشارع هو وبعض الجزائريين من الذين يواجهون نفس المصير معه”
ويضيف محمد “أن الجالية الجزائرية المقيمة باسبانيا التي تكفلت ببعض الجزائريين لبضعة أيام لم تعد قادرة على مد يد العون لهم لمدة طويلة، كونها تضررت هي أيضا من الوضع الصحي والذي تسبب في توقف العديد منهم عن العمل ،ما جعل العديد من إخواننا الجزائريين يواجهون مصيرا مجهولا رغم تدخل بعض المحسنين من جنسيات مختلفة لمساعدتهم، لكنها تبقى غير كافية”.
وضع محمد يختلف عن وضع فاطمة التي تنقلت إلى اسبانيا لفترة علاج تدوم شهر لتجد نفسها في الأخير تواجه المجهول حيث قالت ” أن العالم بأسره يعيش أزمة غير مسبوقة تفرض إجراءات غير مسبوقة، لكن غياب تواصل رسمي معنا زاد من تعقد وضعيتنا ” ولم تخفي فاطمة ” تشاؤمها قائلة: “أعتقد أننا سنظل عالقين خصوصا مع قرار السلطات الاسبانية باستثناء الجزائر من قائمة الدول المعنية بفتح مجالها الجوي لمواطنيها مقابل إعلان الجوية الجزائرية عن تمديد غلق حدودها الجوية إلى غاية 10 جويلية الجاري مع إحتمال كبير لتمديد القرار لأيام أخرى ”
وحتي وإن لم نتمكن من رصد كل الحالات لجزائريين يقبعون في الأراضي الاسبانية مع غياب أدني مؤشر إيجابي للتكفل بهم في أقرب الآجال، إلا أننا إطلعنا على البعض منها من طرف مواطنين اتصلوا بنا، حيث أكدوا لنا أن الجزائريين من مختلف الفئات العمرية، شباب وشيوخ ،أطفال صغار يواجهون مصيرهم لوحدهم في غياب أدني الشروط الضرورية للحياة والتي تحفظ كرامتهم… وأمنيتهم الوحيدة تتمثل في تدخل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لإجلائهم في اقرب الآجال إستنادا إلى الوعود التي قدمها أمام ملايين الجزائريين لأن وضعهم أصبح لا يطاق .
حكيم طماني