نظمت الفدرالية الوطنية للجالية الجزائرية، ليلة الجمعة، ندوة تحت عنوان “الكفاءات الجزائرية بين حلم خدمة الوطن ومغريات الهجرة”، وأجريت الندوة عبر تقنية “زوم” على صفحة الفدرالية فايسبوك، بمشاركة العديد من الدكاترة والأساتذة الجزائريين من خارج وداخل الوطن.
الندوة الخامسة من نوعها بتقنية “زوم” منذ فترة كورونا، ترأسها رئيس الفدرالية الأستاذ طارق بن بوزة، فيما أثار المتدخلون خلالها أسباب هجرة الكفاءات الوطنية إلى الخارج ومسعى إدماجهم في التنمية الوطنية، حيث أجمعوا على أن مسألة البطالة والتهميش وغياب التحفيز على البحث العلمي هي عوامل رئيسية تساهم في هجرة الكفاءات إلى الخارج، معتبرين بأن الأرقام تشير إلى أن الجزائر تواجه شبح تصحر الكفاءات، خاصة بالنسبة لفئة الدكاترة، بسبب هجرتهم إلى الخارج، وخاصة في مجالات البحث العلمي والطب. واتفق أغلب المشاركين في الندوة على أنه لا يرتقب عودة هذه الكفاءات إلى الجزائر في الوقت الراهن استجابة لدعاوي الحكومة، على اعتبار المغريات التي يجدونها في الخارج في مقابل عدم وجود فرص للعمل والنجاح بالجزائر، إذا لا يعقل انتظار عودتهم بينما يعاني غيرهم في الجزائر التهميش والبطالة.
وعن مسعى إشراك الكفاءات الوطنية في الخارج في التنمية الوطنية، طرح المشاركون في الندوة ضرورة اعتماد إجراءات تحفيزية، ومنها اعتماد شراكة بين الجامعات والشركات الاقتصادية لجذب هذه الكفاءات إلى جانب الكفاءات في الداخل، مع تشجيع إنشاء مؤسسات ناشئة ومصغرة لهم في الجزائر، أو حتى فروع مؤسسات موجودة أصلا في الخارج ، حيث يوجد لدى بعض هذه الكفاءات استثمارات في عديد من الدول، فيما يتطلب ذلك أيضا مراجعة بعض القوانين واعتماد مرونة في المعاملات البنكية.
وفي نفس الإطار، ألح بعض المشاركين في الندوة على ضرورة وضع آليات مؤسساتية وهيكلية للتواصل مع الكفاءات في الخارج، مع تمكين الجالية في الخارج من إقتناء سكنات الترقوي بالجزائر، حيث اُعتمد مؤخرا قانون بهذا الخصوص.
عبد العالي خدروش