لم تكن تتوقع مغتربة جزائرية أنها ستصاب بخيبة أمل كبيرة بعد عودتها إلى ألمانيا واكتشاف أنها تعرضت لسرقة أغراض من حقيبتها، ولم تتوقع أن تكون إجابتها “هديتك يا وليدي سرقوها في المطار تاع البلاد”.
حالات كثيرة لسرقات تتم على مستوى المطار أبطالها لصوص لا يترددون في إفساد فرحة المغترب بزيارة بلده، ورغم متابعة 4 أعوان أمن بمطار هواري بومدين مؤخرا ومثولهم أمام العدالة، إلا أن السرقات لم تتوقف ولكم أن تتصوروا ما استولى عليه لصوص المطارات هذه المرة.
لصوص أمتعة المسافرين بـ المطار يتمادون
استنكرت “ف.ت” عمليات سرقة أمتعة المسافرين بمطار هواري بومدين الدولي، وقالت أن الأمر بات لا يطاق، فكيف لهؤلاء أن يفتحوا حقيبة مسافر ويفتشونها عن آخرها ليأخذوا ما يعجبهم؟
وأضافت المسافرة الغاضبة أنها كانت على متن رحلة الجوية الجزائرية من مطار هواري بومدين، متجهة نحو فرانكفورت بألمانيا، بتاريخ 02 نوفمبر 2022، أشادت بالتنظيم الجيد للرحلات هذه المرة تزامنا وتعليمات الجوية الجزائرية بالقدوم إلى شبابيك التسجيل قبل 4 ساعات من موعد الرحلة، تزامنا وأشغال القمة العربية.
وقالت أن التأخر الحاصل في رحلتها لم يتعدى ساعة من الزمن، على غير المعتاد، وكل شيء مرّ على ما يرام، لكنها وفور وصولها إلى ألمانيا تفاجأت بشيء لم يخطر على بالها.
سرقة قميصان للخضر برسمة الزليج ؟
ولا تقتصر سرقة أمتعة المسافرين بـ المطار على الهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية، بل تعدتها إلى كل الأغراض التي لا تخطر ببال أحد، حيث استولى هذه المرة لصوص الحقائب بـ المطار على قميصين للفريق الوطني برسمة الزليج الجزائري.
وتقول “ف.م” إنها فتشت حقيبتها جيدا وحقيبة يدها، لكنها لم تعثر على القميصين، تواصلت مع قريبتها في محاولة منها لتهدئة نفسها فقط لأنها مدركة تماما أن اول ما وضعته في الحقيبة كانت الهدية، لكن هذه الأخيرة أكدت لها أنها لم تعثر على شيء، لتدرك أنها تعرضت لعملية سرقة على مستوى المطار.
وتضيف المغتربة، أنها لم تكترث بالقيمة المادية للهدية التي كانت ستفرح عائلتها الصغيرة، كون ثمن القميصين الاثنين لا يتعدى 50 أورو، وهو ليس بالمبلغ الكبير لكن ضرره المعنوي أكبر بكثير.
هديتك يا وليدي سرقوها في المطار تاع لبلاد “
وتقول ذات المتحدثة أنها تعرضت لضرر نفسي كبير وخيبة أمل، ولم تعد تثق بتاتا في وضع أغراضها في الحقيبة، حيث حرم هؤلاء اللصوص فرحة كانت سترتسم على محيا طفلها وزوجها اللذان علما بنوع الهدية وفرحا بها مسبقا لكنهما تعرضا لخيبة أمل كبيرة.
وتقول المسافرة، أنها في أحد المرات كانت مسافرة من فرانكفورت إلى الجزائر، وسهوا منها وضعت محفظة النقود في حقائب الأمتعة والتي كانت تحوي مبلغ 3000 أورو.
لكنها تفاجأت عند وصولها إلى الجزائر بأن محفظة النقود في مكانها، رغم أنها كثيرا ما سمعت عن عمليات سرقة، الأمر الذي خلق نوعا من الثقة لديها، لكن لم تتوقع أن يسرق السارق قميص زليج ستأخذه كذكرى من بلدها لزوجها وولدها.
وتقول بمرارة “لقد حز في نفسي أن أقول لابني هديتك سرقوها في المطار تاع لبلاد .. وهو في سن الـ 6 سنوات ويعشق بلاده وهويته”.
الجوية الجزائرية بالمرصاد…
وقالت المسافرة أنها تعرضت لعملية السرقة لأول مرة، برحلة الجوية الجزائرية وقامت بالاتصال بالشركة لترسيم شكواها، وأضافت أنها لمست نوعا من التعاون مع الضحايا، وتشجيع الجوية الجزائرية على إيداع الشكاوي لوضع حد لهذه السلوكيات التي تسيء إلى الشركة.
ولدى اتصال “الجالية DZ” بمصادر من الجوية الجزائرية، أكدت هذه الأخيرة على ضرورة التبليغ عن عمليات السرقة لوضع حدّ لهؤلاء اللصوص الذين باتوا ينغّصون على المسافرين رحلاتهم بسرقة أغراضهم.
وأكدت الجوية الجزائرية أنها ستفتح تحقيق في عمليات السرقة التي حدثت وتحدث بشكل متكرر، والتي تورط فيها مؤخرا أعوان أمن بمطار هواري بومدين وهم محل متابعة بمحكمة الدار البيضاء.
وأوصت الجوية الجزائرية بضرورة الاحتفاظ بتذكرة السفر، لأخذ كامل المعلومات اللازمة عن الرحلة والتوقيت الذي حدثت فيه عملية السرقة بـ المطار.
لصوص المطار يغيرون الخطة
وحسب شهادات لمسافرين، تعرضوا لعملية السرقة بـ المطار، فإن اللصوص هذه المرة قد غيروا خطتهم، فبعد تشديد الإجراءات عليهم في رحلات الذهاب كونهم كانوا يستهدفون حقائب المغتربين القادمين من الغربة إلى أرض الوطن، والتي تحمل عادة هدايا ثمينة خاصة ما تعلق بالأجهزة والهواتف الذكية.
فإنهم هذه المرة غيروا الخطة وبات ضحاياهم من الخارجين من البلاد، رغم أنهم عادة يأخذون أغراضا بسيطة إلا أن السارق لا يتردد في فتح الحقيبة واختيار ما يعجبه عله يصطاد الغنيمة.