وجد الكثير من أبناء الجالية مشاكل كبيرة في الحصول على تذاكر العودة، فالتذاكر والمقاعد كلّها محجوزة إلى غاية نهاية سبتمبر، فهل حقيقة كل التذاكر بيعت أم هناك أمر آخر؟
البحث عن تذاكر العودة أصبح عنوان مختلف المنشورات عبر صفحات خاصة بـ الجالية الجزائرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فأمام التوافد الكبير للمغتربين بعد عامين من الغلق بسبب الإجراءات الوقائية التي فرضتها جائحة كوفيد 19، ارتفعت نسبة الطلب.
تذاكر العودة كابوس الكثيرين
طلب كبير تشهده مختلف الخطوط الجوية أو البحرية، بالنظر للأعداد الكبيرة من الجزائريين المغتربين الذين فضلوا قضاء عطلة الصيف في بلادهم، لكن يبدو أن الكثير من هؤلاء لم يخططوا جيدا لمدة مكوثهم في البلاد وراحوا يقتنون تذاكر للذهاب فقط أو تذاكر ذهاب وعودة من دون تحديد تاريخ العودة، فوقعوا في الفخّ.
وفي السياق تقول “ن.ن” أنها حجزت تذكرة سفر بتاريخ 17 سبتمبر مع طاسيلي ستراسبورغ لأنها لم تعثر عن تذكرة لشهر أوت، وقالت أنه لحسن حظها أنها ليس لديها أطفال متمدرسين وإلا لكانت وقعت في مشكل حقيقي مثلما حدث مع الكثيرين.
تذكرة ذهاب بدون عودة مغامرة
أما “ت.أ” فتقول أنها لم تتمكن من الحجز قبل الفاتح سبتمبر، لحسن حظها أنها حصلت على موعد سفر بتاريخ 9 سبتمبر وإلا لكان تأخر التحاق أطفالها بالمدارس الفرنسية أطول، ويعرضها لعقوبات أكبر، كونها لم تخطط جيدا لرحلة العودة وتركت التاريخ مفتوحا.
من جهتها “أ.أ” تقول أن الكثيرين غامروا في عملية الحجز الأولى حيث اقتنوا تذاكر بمواعيد بعد الدخول المدرسي على آمل منهم أن يغيروا التاريخ عند رغبتهم في المغادرة، فيما حجزوا آخرين تذاكر ذهاب فقط، ولم يأخذوا احتياطاتهم فوقعوا في مشكلة عدم وجود أماكن للحجز إلى غاية تواريخ بعيدة.
كل الخطوط محجوزة إلى غاية نهاية سبتمبر
قال النائب البرلماني عن الجالية الجزائرية بفرنسا، سمير شعابنة في منشور له عبر موقع فايسبوك، أن كل شركات الطيران سواء الوطنية أو الأجنبية وحتى البحرية، أعلنت عدم توفر أماكن على متنها عدا الحجوزات القديمة.
ونبه النائب البرلماني الذين يبحثون عن تغيير تواريخ العودة وتقديمها، أنه لا توجد أماكن، “كل الأماكن محجوزة حذاري ثم حذاري ترك تاريخ العودة والبحث عن تاريخ آخر لاسيما للعائلات التي لها أطفال معنيين بـ الدخول المدرسي“.
“المعريفة” للحصول على تذكرة العودة!
وقال سمير شعابنة أنه يستقبل يوميا مكالمات هاتفية ورسائل من المغتربين المتواجدين بالجزائر، والكل يطلب التوسط لتغيير تاريخ العودة، ويضيف “نصيحة مني ابقوا على تاريخ العودة المسطر في بداية الرحلة، وذلك لعدم وجود مقاعد للعودة على شركات السفر هذه الأيام”.
في السياق تقول إحدى المغتربات بفرنسا، أنها أرادت الدخول للجزائر هذه الأيام لأمر مهم لكنها أثناء عملية الحجز لم تعثر على تاريخ للعودة في الفترة الحالية فأجلت رحلتها إلى تاريخ لاحق حتى يخف الضغط على مختلف الشركات الجوية أو البحرية.
تذاكر تباع تحت الطاولة؟
وقال أحد المغتربين المتواجد بالجزائر أن تذاكر العودة كامل سبتمبر غير متوفرة، وأكد أن التذاكر تباع تحت الطاولة على حد تعبيره، أما “ك.ت” فقال أن بيع التذاكر دخل فيه متغير آخر وهو “البزناسية” من أصحاب الرشاوي على حد قوله، الذين يقتنون عشرات التذاكر ويبيعونها لأشخاص مضطرين للسفر يجبرونهم على دفع مبالغ إضافية عن ثمن التذكرة.
من جهته قال “م.ت”، “توجد مقاعد لأسيادهم وأصدقائهم يريدون الرشاوي، لإبدال تاريخ التذاكر، أو الحصول على تذكرة”، ويضيف “المهم في كل هذا أنني تمكنت من زيارة والداي وزيارة بلدي، وأتمنى تلك اللحظة للجميع، ونقول لهؤلاء حسبي الله ونعم الوكيل”.
تذاكر العودة تباع مرتين !
فوجئت “ر.ب” التي اقتنت تذاكر ذهاب وعودة أثناء دخولها للجزائر، هي واثنين من أبنائها، أن تذكرة العودة الخاصة بابنتها ليست بتاريخ تذاكرها هي وابنها، وان تاريخها ليس في شهر أوت بل في شهر سبتمبر، وتقول في منشورها “والله عصابة الجوية الجزائرية كل يوم معها الجديد، اشتريت تذكرة أنا واثنين من أبنائي، ذهاب وإياب، ولما وصل موعد العودة أخذوا مني تذكرة ابنتي وباعوها لشخص آخر، وأخبروني أن ابنتي لها تاريخ آخر للعودة في سبتمبر”، وتضيف “حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، حذاري حذاري التذاكر تباع مرتين”.