لا تزال الحرقة تفعل فعلتها في شبابنا، ولا يزال الكثيرون منهم يلقون حتفهم تباعا…
لهثا وراء الجنة الموعودة في أوروبا…هذه المرة لم ينجو حراق جزائري من هول البحر،
لكنه ترك رسالة أبكت الملايين خطّها بيده وهو يصارع الموت.
رسالة مؤثرة لحراق قلبت مواقع التواصل الاجتماعي
أمام انتشار وسائل التواصل الاجتماعي اليوم بشكل ملفت، بات العالم قرية صغيرة بالفعل،
وما يحدث في نقطة من العالم يتناقلها الجميع في جميع أرجاء المعمورة.
إنه عالم التكنولوجيا الذي بقدر ما بات ينقل لنا ثقافات مختلف الشعوب،
وأحد ما وصل إليه الانسان..بقدر ما بات ينقل لنا جميع المآسي التي كنا في غنى عنها.
ولقيت مؤخرا رسالة خطها حراق جزائري قبل ساعات من مفارقته للحياة في عرض البحر،
تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث تم العثور على القصاصة داخل جيب الحراق وهي مبللة ومطوية كتبها وهو في عرض البحر،
فما الذي كتبه ياترى ليلقى كل ذاك التفاعل؟.
ناشط إسباني يعثر على قصاصة بجيب حراق جزائري فما قصته؟
تداول رواد مواقع التواص الاجتماعي صور القصاصة التي خطها الشاب الجزائري الذي حاول الهجرة غير الشرعية،
لكنه لقي حتفه في عرض البحر.
وحسب وسائل إعلامية تداولت قصة هذا الحراق، فإن المتابع لشُؤون المهاجرين غير القانونيين،
الناشط الإسباني فرانشيسكو خوسيه كليمونت مارتين،
قد عثر على القصاصة الورقية في ثوب أحد “الحراقة” الذين لقوا حتفهم،
ونشر الناشط الإسباني على صفحته بموقع فايسبوك والتي يتابعها ربع مليون شخص،
صورة للقصاصة طالبا من متابعيه ترجمة ما ورد فيها.
وجاء في القصاصة المكتوبة باللغة العربية، الآيتين القرآنيتين 87 و88 من سورة الأنبياء،
حول قصة سيدنا يونس الذي التقمه الحوت في البحر وبقي في بطنه وناجى ربه:
“وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)”.
فيما نشر فرانشيسكو الذي يعمل في مركز استقبال المهاجرين غير الشرعيين،
صور لبعض ثياب الشاب الحراق، بغرض أن يتعرف عليه أهله،
مرجحا أن يكون المتوفى من أحد الدول المغاربية (المغرب، الجزائر أو تونس).
هذا ما تفعله عصابات الحراقة قبل إقلاعهم…تصريحات خطيرة
القصاصة أبكت الملايين…
وتفاعل عديد المتابعين لحساب الناشط الإسباني مع منشوره،
وراح العديد منهم يترجمون ما ورد في القصاصة.
في الوقت الذي تفاعل الكثيرون مع ما خطه المهاجر غير الشرعي الذي على الأغلب أن يكون جزائري.
وتناقلت عديد الصفحات الجزائرية صورة القصاصة ولقيت تفاعلا كبيرا،
حيث عبر الكثيرون عن حزنهم الشديد لمصير الشَّاب الذي ورغم أنه كان يصارع الموت إلا أنه فضل كتابة الرسالة علها تشفع له.
وتأسف المعلقون لما وصل إليه الوضع بشباب يخاطرون بحياتهم بحثا عن الضفة الأخرى.
وقال أحد المعلقين “لحمك يشوك ربي يرحمو…ويجعلو من أهل الجنة”.
فيما قالت أخرى “مساكين ولاد بلادي راحو فيها، ربي يسترهم ويكون معهم”.
أما أخرى فوضعت اللوم على المسؤولين الذين جعلوا شبابنا يركبون قوارب الموت
وقالت “حسبنا الله في كل واحد خلنا نعيشو هكدا في الجزائر…ولادنا كامل راحو حسبنا الله”.
أما آخرون فوضعوا اللوم على الشباب الذين يخاطرون بأنفسهم بركوب أمواج لا ترحم وكثيرا ما تلقي بهم في أعماق البحر.
في الوقت الذي تعرف فيه ظاهرة “الحرقة” ارتفاعا كبيرا في الجزائر خلال الأشهر الأخيرة، فمن من المسؤول؟ .
تابع أيضا