ينتقل سكان الاتحاد الأوروبي إلى التوقيت الشتوي مع تأخير ساعاتهم 60 دقيقة في يوم الأحد الأخير من أكتوبرالجاري، ويعودون إلى التوقيت الصيفي مع تقديم الساعة 60 دقيقة في آخر يوم الأحد من شهر مارس من كل سنة.
ويعتبر تغيير التوقيت ما بين الشتاء والصيف مسألة لا تحظى بإجماع بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كما يثير تغيير التوقيت الذي اعتُمد في الأصل من أجل توفير الطاقة خلافا بين بعض دول التكتّل.
الأصل في توفير الطاقة
كانت عدة دول أوروبية قد طبقت تغيير التوقيت خلال أزمة النفط في السبعينيات من القرن الماضي في محاولة لتوفير الطاقة. ومنذ 1996، أصبحت كل دول الاتحاد الأوروبي تغير توقيتها بين الشتاء والصيف بشكل متزامن.
في البداية، اختارت كل دولة أوروبية تاريخ انتقالها إلى فترة الصيف، لكن الدول الأعضاء قررت التنسيق في ما بينها خلال الثمانينيات من القرن الماضي، في مسعى لتسهيل الاتصالات بين دول التكتّل فضلا عن اعتبارات اقتصادية مرتبطة بالإجراء في الأساس.
ووحّد الاتحاد الأوروبي في التسعينيات نظاما يلزم الدول الأعضاء بتقديم التوقيت الصيفي ساعة، الأحد الأخير من مارس وتأخيره ساعة في الأحد الأخير من أكتوبر.
مقترح مؤجَّل
اقترحت المفوضية الأوروبية ضمن توجيه تم تقديمه في 12 سبتمبر 2018، خطة ترمي إلى إلغاء تغيير التوقيتين الشتوي والصيفي، منح الدول الأعضاء فرصة حتى 1 جانفي 2020 لاختيار وقت موسمي دائم يناسبها.
من ناحية أخرى، تقود العديد من البلدان في دول التكتّل، مثل فنلندا وألمانيا وإسبانيا ضغطًا في بروكسل لإلغاء تغيير المرور للتوقيت الصيفي. تجادل هذه الدول بأن هذا النظام غير صحي ومقيِّد وغير مجد من الناحية الاقتصادية. على سبيل المثال، طالبت فنلندا الاتحاد الأوروبي بإلغاء تغيير التوقيت في الشتاء والصيف والإبقاء على نظام توقيت موحد. لكن لم يظهر على الذراع التنفيذية للاتحاد في بروكسل أي بادرة على التحرك.
وفي فيفري 2018، قرر البرلمان الأوروبي طرح استشارة مواطني الاتحاد حول موضوع تغييرالتوقيت بين الشتاء والصيف. وشارك في استطلاع للرأي، 4.6 مليون مواطن من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول المسألة. وأعرب 80 بالمئة من المستطلعة آراؤهم عن تأييدهم للتوقف عن تغيير التوقيت في الاتحاد الأوروبي، بموجب الاستبيان الذي تم عبر الإنترنت بين الرابع من جويلية والسادس عشر من أوت 2018.
وفي مارس 2019 صوّت البرلمان الأوروبي لصالح مقترح المفوضية الأوروبية المطالب بإيقاف تغيير التوقيت بين فصلي الشتاء والصيف في دول التكتّل بحلول العام 2021.
من ناحية أخرى، يبدو من المستحيل التوصل إلى اتفاق بين الدول الأعضاء لإيجاد حل للوضع القائم المتعلق بتحديد المرور إلى توقيت فصلي الشتاء والصيف. غير أن موافقة البرلمان الأوروبي ينبغي، أن تحظى بموافقة المجلس الأوروبي.
وفي هذا الصدد، تقول عضو البرلمان الأوروبي من مجموعة الخضر كريمة ديلي التي أعدّت قرار إلغاء تغيير التوقيت الصيفي : “الطريق مسدود” وعزت ذلك إلى أن وباء كوفيد-19 قد عمل على تغيير ترتيب الأولويات لدى القادة الأوروبيين موضحة أن “الأزمة الصحية حفزت تأجيل الاهتمام بالقضية ضمن أطرالأجندة الأوروبية” ذات الأولوية القصوى في الوقت الراهن.
لتلقي آخر الأخبار الحصرية تابعنا