الحصول على تصريح الإقامة في فرنسا يعتبر أحد الانشغالات اليومية التي يتقاسمها الجزائريين المغتربين بهذا البلد، والذي يضمن لهم عدم الوقوع في إجراء مغادرة الأراضي الفرنسية، فهل يمكن لمغترب أن يفقد تصريحه المؤقت في حال ما هو فقد وظيفته؟
تصريح الإقامة في فرنسا من أجل العمل
يتم إصدار تصريح الإقامة المؤقت للعمل في فرنسا إذا أثبت العامل أن لديه عقد عمل محدد المدة، من خلال حصوله على تأشيرة طويلة الأمد، فيما يجدد إقامته في كل مرة، بعد إيداعه لشهادة العمل، لكن العديد من الأجانب المقيمين بشكل قانوني في فرنسا، يخشون أن يجدوا أنفسهم في وضع غير قانوني بين عشية وضحاها، سيما مع التغييرات الجديدة التي يحملها قانون الهجرة الجديد بفرنسا.
ومن المعوقات التي تحول دون حصول أبناء الجالية الجزائرية بفرنسا على تصاريح الإقامة واحتمال تعرضهم لخطر الطرد من التراب الفرنسي بعد ثبوت إقامتهم غير القانونية، هو التأخير الكبير في حصولهم على التصريح حيث يجدون صعوبات كبيرة في إيجاد موعد لتجديده.
جمعيات تستنكر التأخير في منح تصريح الإقامة في فرنسا
وحول التأخير الذي يقع للأجانب بفرنسا فيما يخص تجديد تصريح الإقامة، التقى نحو مائة شخص في بداية شهر فيفري الماضي، أمام محافظات إيل دو فرانس للتنديد بالبطء في الإجراءات والتأخير في الحصول على تصاريح الإقامة في فرنسا.
وتقول إحدى الجمعيات التي تدافع عن حقوق الأجانب أن الأمر بات مقلق جدا، بالنسبة للأجانب الذين يمرون بهذه المحنة لتجديد تصاريح إقامتهم.
واستنكرت ذات الجمعية، البطء في معالجة طلبات الحصول على تصريح الإقامة في فرنسا، بسبب رقمنة الإجراءات الإدارية، مضيفة أن بعض المستندات “تنتهي صلاحيتها” أمام طول الإجراءات، بالإضافة إلى ذلك، يؤدي عدم توفر المواعيد على مستوى المحافظة إلا تفاقم الوضع.
هل فقدان العمل يؤدي عدم تجديد تصريح الإقامة في فرنسا؟
لتجديد تصريح الإقامة ينبغي توفر شروط معينة فإذا حصلت على التصريح عن طريق العمل فبطبيعة الحال يشترط إيداع وثيقة تثبت علاقتك بصاحب العمل، لكن ماذا لو توقف العمل؟
ومن خلال سؤال وجهه أحد المغتربين بفرنسا في مجموعة خاصة بحقوق الأجانب المقيمين في فرنسا، عما إذا كان سيتمكن من تجديد تصريح إقامتها الذي يحمل علامة “عامل مؤقت” إذا فقد وظيفته؟، وقال” أنا مهدد بفقدان وظيفتي بينما تنتهي صلاحية تصريح إقامتي قريبًا”.
“وأضاف أنه لديه تصريح إقامة عامل مؤقت، وقد قام بتجديده مرة واحدة دون مشكلة، لكن المشكل الذي يقلقه الآن هو أن الشركة التي يعمل بها “معرضة للإغلاق” وأنه قد يجد نفسه عاطلاً عن العمل في الوقت الذي لم يتبقى الكثير عن انتهاء صلاحية تصريحه وتخوفه الكبير من ان يجد نفسه مقيما بطريقة غير قانونية على التراب الفرنسي .
المحامي يجيب
تجدر الإشارة إلى أن تصريح إقامة العامل المؤقت يتم إصداره في الخارج عندما يكون الأخير بموجب عقد عمل محدد المدة (CDD)، في حين يتم إصدار تصريح إقامة الموظف في حالة عقد عمل محدد المدة ((CDI.
وبحسب محامي متخصص في قانون الأجانب في فرنسا، يمكن سحب تصريح الإقامة في فرنسا من حامله إذا لم يعد الأخير مستوفيا للشروط اللازمة للحصول عليه، ويضرب على وجه الخصوص مثال صاحب تصريح إقامة الموظف الذي تم إنهاء عقد عمله.
ومع ذلك، وفقًا لهذا المحامي، لا يتم سحب تصريح الإقامة إلا في حالة إبلاغ الإدارة، وهو ما سيحدث عاجلاً أم آجلاً، وفي حالة صاحب السؤال سيتعين عليه الذهاب إلى المحافظة لتجديد تصريح الإقامة الخاص به، وبالتالي لن يتمكن من تقديم دليل على أنه لا يزال يعمل في شركته، إذا أغلقت الأخيرة أبوابها.
بسبب تصريح الإقامة في فرنسا فاطمة تفقد وظيفتها ومنزلها
وفي قصة مماثلة لقصة صاحب السؤال السابق فإن إقامة فاطمة لمدة 10 سنوات كاملة على التراب الفرنسي لم تشفع لها في تجديد تصريح إقامتها بعد فقدانها لوظيفتها.
وحسب ما أورده موقع la Voix du Nord في مقال سابق، فإن فاطمة دخلت فرنسا سنة 2009، وحصلت على تصريح الإقامة في فرنسا لمدة 10 سنوات، كل شيء كان على ما يرام طيلة تلك السنوات، حصلت فيها على وظيفة وتمكنت من الحصول على مسكن.
لكن وبعد انتهاء تصريح إقامتها في عام 2019، لم تتمكن فاطمة من تجديده مجددا رغم كل الجهود المبذولة، فمنذ خمس سنوات كاملة ومعاناة هذه المواطنة الجزائرية تتضاعف يوما بعد يوم في ديار الغربة.
وتقول فاطمة إنها ناشدت محافظة ليل عدة مرات لتجديد الوثيقة التي تسمح لها بالبقاء في فرنسا، لكنها تقول أنها لم تتلقى أي ردّ من المحافظة المعنية، ولا حتى وثيقة تسمح لها بالعودة لوظيفتها وإيجاد سكن جديد.
فبعد 10 سنوات كاملة في فرنسا، تحولت فاطمة إلى مقيمة بطريقة غير قانونية على التراب الفرنسي، ففي البداية فقدت وظيفتها وظيفتها ومن ثم منزلها، ما جعلها معرضة في أي لحظة للطرد من فرنسا. وتأمل فاطمة اليوم الحصول على وثيقة على الأقل يسمح لها بالعثور على تسوية “مؤقتة” في فرنسا.
تابع أيضا
