إعتبرت الخبيرة وصاحبة مؤسسة ناشئة بشيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، متخصصة في التدريب والغذاء الصحي وردة عترون، في هذا الحوار مع موقع الجالية الجزائرية، أن سر نجاح أي مشروع يعود الى قوة الارادة والمثابرة ، التي يتحلى بها صاحبها، فكونها امراة، مغتربة لم يمنعها ذلك من تحقيق طموحها ونجاحها الذي سطرته في عالم الشغل، مشيرة الى أن إتقان اللغات الأجنبية يساهم بشكل كبيرة في فتح أبواب النجاح للشباب في المهجر.
أنت مغتربة بالولايات المتحدة الأمريكية، استطعت ان تخلقي مؤسسة ناشئة متخصصة في التدريب والغذاء الصحي للأطفال بشيكاغو، مشوار حافل وناجح، فكيف كانت البداية؟
البداية كانت من احدى المدارس الامريكية التي كنت اشتعل بها، وهناك لاحظت الفرق في وجبات الاطفال التي يتناولونها وأن معظم الأسر الامريكية تقدم لأطفالهم الوجبات المعلبة لتوفرها و لتكلفتها البسيطة و لسهولة الاقتناء، حينها قررت ان أكتب كتابا في هذا الشان، إنتهيت منه مؤخرا وقمت بنشره بعد تعاملي مع الرسام الكاريكاتوري العراقي حسين زندي الذي قام برسم الشخصيات المتعددة الجنسيات كما خططته لكتابي بحيث ان كل طفل يرى نفسه يأكل ما تقدمه الأرض التي يعيش فيها، والكتاب متخصص في التغذية، وهو متوفر حاليا
على موقع آمازون باللغة الإنجليزية و العربية و الفرنسية و قريبا بلغات اخرى.
ربما من هنا جاءتك الفكرة، لكن كيف إنطلق المشروع؟
بعد الخبرة التي تحصلت عليها في مجال الطفولة وحصولي على رخصة من ولاية ايلينوي للعمل في مجال التغذية بشيكاغو و نيلي لشهادات في التدريب الصحي والغذائي، من المعهد الوطني للرياضة ، ودراسة بالجامعة الامريكية تخصص تغذية الاطفال، انطلقت في انشاء شركتي ” كيتشن از” او غذاءنا، المتخصة حسب تسميتها في التغذية الصحية بصفة عامة خاصة بالنسبة للأطفال كونهم الاكثر عرضة للمضاعفات الصحية.
وطموحي اليوم هو إضافة قيمة تعود بالنفع لعالم الأطفال لأنني أرى الأمل و المستقبل في روحهم الفضولية و البريئة.
بلوغ النجاح في مثل هذه المشاريع خاصة من طرف امراة وفي المهجر يحتاج إلى مساعدة، فمن وقف بجانبك عند إطلاقك لمشروع الشركة؟
أغلب المراحل التي خطوتها في إنشاء شركتي كانت بتحفيز شخصي مني، إعتمدت خلالها على إمكانياتي ولم أستعن بأي دعم من ولاية ايلينوي او مدينة شيكاغو، لكن من جانب آخر صادفت أناسا طيبون وقفوا بجانبي لتسهيل الوصول لهدفي و ساعدوني معنويا و قدموا لي التحفيز الذي كنت بحاجة كبيرة إليه منهم اساتذة و دكاترة في جامعة ايلينوي و مستثمرين في مجال الأجهزة الطبية و غيرهم من الأصدقاء من جنسيات مختلفة.
إنجاز مشروع في المجال الصحي، يحتاج الى الدقة، فكم استغرق مشروعك من الوقت لكي برى النور؟
فعلا المشروع لم يكن سهلا في البداية حيث استغرق ما يقارب السنتين منذ وضعي لخطة العمل الى يومنا هذا مرورا بالدراسات و التدريب و تأليفي للكتاب و ترجمته الى يومنا، مع العلم اننا نسوق لمنتوجنا عبر موقع امازون.
خلال السنتين أكيد واجهتك صعوبات او عقبات ، ففيما تتمثل؟
قبل ان أسس الشركة استشرت خبراء في عالم الإعمال و استفدت من خبرتهم، لكن صادفتني عقبات في جوانب أخرى، بعيدا عن مجال التسيير او الحصول على الرخصة ، او في الخطوات مهمة في انشاء الشركة، لكن حاليا جائحة كورونا أثرت نوعا ما على مشاريعي، لذلك اسعى، لاستبدال كل نشاطات شركتي الكترونيا من تسويق كتب و برامج تغذية و غيره.
علمنا أنك بصدد التحضير لمشاريع أخرى في المستقبل؟
نعم أنا بصدد التحضير لإنشاء مجلة “وورلد كيتشن” للتعريف أكثر بمشروعي، سيتم إطلاقها شهر سبتمبر المقبل بالإضافة الى مشروع فيلم وثائقي يخص التغذية حول العالم و مشاريع أخرى سأطرحها قريبا.
العديد من الجزائريين استطاعو تحقيق طموحهم ونجحوا في مشاريعهم بالمهجر، لكن بالمقابل كيف يمكن للجزائر ان تستفيد من خبرتكم، ما هي النصيحة التي يمكن ان تقدميها للشباب الجزائري؟
أنا من جهتي قررت أن أزور الجزائر في مطلع العام القادم، بعد التخلص من جائحة كورونا، وتعود الحياة لطبيعتها، سانظم خلالها مؤتمرات و انشط دورات تدريبية في مجالات اختصاصي باللغة الانجليزية و كذلك جولة بيع بالاهداء لكل كتبي.
اما نصيحتي للشباب الجزائري الطموح سواء كان بالمهجر او على ارض الوطن، هي التحلي بالصبر و التركيز على المشاريع المفيدة و المتطورة خاصة أننا تعلمنا الكثير في هذا الصدد من ازمة فيروس كورونا ، وان يعتمدوا على إمكانياتهم الخاصة وعدم التكاسل و الاعتماد على الجهات الأخرى، لأن النجاح يأتي لكل من يؤمن بمشروعه و بما سيقدمه للبلاد و البشرية جمعاء.
فيما يتعلق بدعوة الجزائر، كوادرها بالمهجر للتسجيل بالقنصليات لمنحهم تسهيلات للمشاركة في الاستثمار الوطني، هل قمت بالتسجبل؟
بصراحة لم أتلقى أي دعوة من القنصلية في هذا الخصوص ما عدا تهاني بمناسبة الاعياد الوطنية و لم يسبق لي و أن سمعت بهذا البرنامج و أرجوا معرفة المزيد بهذا الشأن.
بما أنه صادف يوم أمس إحياء عيد الاستقلال والشباب هل لنا ان نعرف كيف أحيت صاحبة شركة “تشيكن از” هذا اليوم في المهجر؟
إحتفلت مع إبنتي روزا في الهواء الطلق، ومارسنا رياضة اليوغا و الملاكمة، واستمتعنا بيوم رائع و نحن نرتدي قميص يحمل العلم الجزائري، وعلمت ابنتي معنى حب الوطن، وأهمية تاريخ أجدادها الأبطال، مع العلم أن جدي شهيد يدعى الشريف عترون، كان ملاكم و أردت ان تمارس ابنتي هذه الرياضة أملا ان تتحلى بالشجاعة و الروح الوطنية.
حاورتها من الجزائر فتيحة معزوز