تحت شعار ” بالتلقيح تستمر الحياة” انطلقت هذا السبت عبر جميع ولايات الوطن الحملة الوطنية الكبرى للتلقيح ضد كوفيد-19 ، المقررة على مدار أسبوع كامل، مما سيسمح باستفادة أكبر عدد من المواطنين من جرعات التطعيم ضد الفيروس لضمان دخول اجتماعي ومدرسي هادئ و آمن.
فبعد تسجيل تراجع الاقبال على المراكز والفضاءات المخصصة لتلقي جرعات التلقيح خلال أوت المنصرم لكونه شهر راحة لمعظم الموظفين وكذا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ارتأت وزارة الصحة اطلاق أكبر حملة وطنية للتلقيح لضمان استفادة أكبر عدد من المواطنين سيما الموظفين منهم من التلقيح لحمايتهم والتخفيف من اثار تنقل العدوى مع بداية الدخول الاجتماعي سيما المدرسي، هذا الاخير الذي تقرر تـأجيله الى غاية 21 سبتمبر من أجل تلقيح أكبر نسبة من منتسبي القطاع.
قرار تأجيل الدخول المدرسي جاء بطلب من الشركاء الاجتماعيين وأولياء التلاميذ وكذا بعد التعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء، في الثامن أغسطس المنصرم بهذا الخصوص حيث رهن الدخول الاجتماعي القادم لأسلاك التربية و التعليم العالي والتكوين المهني ب”تلقيح الجميع”.
وتنفيذا لهذه التعليمات، أوضح وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، يوم الاثنين ، خلال الاعلان على هذه المبادرة، أن هذه الحملة ستمتد الى غاية نهاية السنة الجارية وسيتم تخصيص يوم 11 سبتمبر “كأكبر يوم للتلقيح” (Big Day ) يتم خلاله مضاعفة المجهودات والإمكانيات طيلة اليوم لتلقيح أكبر عدد من السكان.
وسيتم تخصيص لحملة التلقيح هذه حافلات مزودة بكل الوسائل اللازمة عبر كل الولايات لضمان التلقيح للجميع مع تجنيد فرق طبية تعمل بالتناوب بما في ذلك ايام العطلة الأسبوعية وهذا بالموازاة مع المجهودات التي تقوم بها المصالح الصحية والمستشفيات ومختلف الجهات القائمة على عملية التلقيح والتي سيتم تدعيمها بحافلات وسيارات اسعاف للتوجه إلى المواطنين في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية كالمداشر، القرى و الاحياء الجديدة التابعة لوكالة عدل.
وفي هذا الشأن تم تسطير خارطة صحية بالتنسيق مع الولاة والولاة المنتدبين لتحديد المناطق التي ستتوجه إليها حافلات التلقيح. كما ستساهم وسائل الاعلام سيما الاذاعات المحلية والمجتمع المدني في عمليات تحسيس الساكنة بأهمية هذه المبادرة التي سيتم لإنجاحها استلام خلال هذا الشهر ما لا يقل عن 5 ملايين جرعة تلقيح اضافية.
وللتذكير اقتنت الجزائر الى غاية نهاية شهر أوت الماضي أكثر من 9 ملايين جرعة وهو ما سمح من تلقي قرابة 3ي5 مليون جزائري التلقيح الخاص بكوفيد-19 منذ انطلاق الحملة الوطنية للتطعيم ضد هذا الفيروس.
في السياق ذاته، وبعد قرار اشراك الصيادلة الخواص في حملة التلقيح، استقبل الوزير بن بوزيد، يوم الاربعاء، وفدا عن المكتب الوطني للنقابة الوطنية للأطباء الخواص وهذا استكمالا لأخر الاجراءات المتعلقة بإشراك العيادات الخاصة في هذه الحملة الوطنية للتلقيح. علما أنه سيتم اطلاق دليل لفائدة هذا السلك يتضمن عددا من التوجيهات الإدارية و التقنية الكفيلة بضمان نجاح العملية حيث حدد جملة من الشروط و العناصر اللازمة للطبيب الخاص لإجراء عملية التطعيم على مستوى عيادته.
ومن ضمن هذه الشروط، “تحديد صفة الأطباء المسموح لهم بإجراء عملية التلقيح و يتعلق الأمر بالطبيب العام و الطبيب الاخصائي المعتمدين و الذين يتوفرون على تأمين مهني و ذلك بعد خضوعهم إلى تكوين متخصص”.
كما يشير الدليل إلى “وجوب توفر مقر على مساحة خاصة بالتلقيح مع ضرورة توفر كل الامكانيات المادية اللازمة للقيام بهذه العملية التي تجرى من قبل الأطباء أصحاب العيادات بناء على موعد مسبق يتم أخذه من قبل المواطنين الذين يحدد عددهم حسب الجرعات المتوفرة على مستوى العيادة و التي يتم استقدامها من مختلف المؤسسات العمومية للصحة الجوارية القريبة.
وكانت الجزائر قد استلمت الدفعة الاولى للقاح المضاد لفيروس كورونا وهو الروسي سبوتنيك V نهاية يناير المنصرم، كما كان منتظرا، لتنطلق عملية التلقيح من ولاية البليدة التي كانت من أكثر الولايات تضررا من الوباء في بدايته حيث مست المرحلة الاولى من الحملة الأشخاص والفئات الأكثر عرضة للإصابة أو لنقل العدوى وهم عمال الصحة والمواطنين المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة.