عادة ما يسلط الإعلام الضوء على أفراد الجالية الجزائرية في المهجر ممن حققوا نجاحات في عدة مجالات، سواء فنية، رياضية أو علمية، فيما يتجاهل من الجانب الأخر كفاءات أخرى تفضل العمل في الخفاء وتكرس معظم وقتها في العمل الجمعوي والخيري لخدمة أبناء وطنها من المحتاجين ليد العون في المهجر.
من هذا المنطلق، قررنا تسليط الضوء على أحد الجزائريين النشطاء في العمل الجمعوي والخيري بقطر، والذي يُشهد له اليوم بتفانيه دون كلل أو ملل في خدمة أبناء الجالية الجزائرية في هذا البلد… إنه ابن الجزائر يوسف نجماوي، مهندس في البيولوجيا وخبير في التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي، تم تكريمه من طرف سفارة الجزائر بقطر بمناسبة عيد الاستقلال والشباب 5 جويلية، وهذا تقديرا للدور الذي يقوم به في إطار العمل الخيري لخدمة أبناء الجالية الجزائرية.
يوسف نجماوي، كتبت له الأقدار أن يسافر إلى قطر ويستقر فيها، تحصل على عدة شهادات عليا في تخصصات مختلفة، تدرج في مناصب عمل عديدة، لكن مساره المهني الحافل بالإنجازات لم يمنعه من التوجه نحو العمل الجمعوي والخيري، والذي أصبح جزءا مهما من حياته اليومية، حيث بدأ نشاطه الخيري بمؤسسة “راف” للخدمات الإنسانية بقطر، وهي جمعية تنشط على المستوى العالمي، كما اشتغل برابطة الجالية الجزائرية بقطر، والتي تم إعادة تفعيل نشاطها سنة 2017، إذ تقلد منصب رئيس اللجنة الاجتماعية والتضامن في الرابطة، كما أنه يعتبر أحد مسيري مجموعة الجزائريون في قطر AIQ الفايسبوكية، وهو ما فتح له المجال للاحتكاك بالجالية الجزائرية بقطر وإقامة جسر للتواصل وتعزيز الثقة بين الطرفين.
فالعمل الخيري، كما يقول يوسف نجماوي، يولّد “شعور خاص وإحساس فريد من نوعه، خصوصا عندما يتعلق الأمر بخدمة أبناء جلدتك ممن الذين يواجهون مشاكل مختلفة وهم بعيدين عن وطنهم.. العمل الخيري الذي يقوم به يوسف لديه أبعاد متعددة وأهداف مختلفة، فبحسبه هناك “أعمال لديها صلة مباشرة بالوضع الاجتماعي لبعض أفراد الجالية الجزائرية بقطر، والذين هم بأمس الحاجة لتقديم مساعدات مالية لهم للتكفل بهم، كالمرضى مثلا”.
والعمل الخيري، كما يضيف يوسف نجماوي، لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات المادية، بل يندرج أيضا في إطار نشاطات توجيهية وتوعوية، خصوصا لفائدة الجزائريين الذين يسافرون إلى قطر للبحث عن مستقبل أفضل، حيث يتم توجيه المواطنين الذين يبحثون عن فرص عمل، بالتنسيق مع العديد من المؤسسات التي تقوم بالتوظيف وتنظيم تربصات تكوينية في قطر في إطار تلقين فنيات مقابلة التوظيف، لمساعدة الشباب على إيجاد مناصب عمل.
علاوة على ذلك، فالعمل الخيري الذي يقوم به يوسف نجماوي يشمل أيضا تقديم دروس في اللغة الانجليزية، وغيرها من الأعمال الأخرى، تحت مظلة مجموعة الجزائريون في قطر AIQ، لتخفيف العبئ على الجالية التي تتوسع من سنة إلى أخرى.
حكيم طماني