بعد مشوار طويل قطعه كمراسل صحفي ومنشط إذاعي في كندا حيث يقيم منذ سنة 2001، أصبح للاعلامي طاهر كحول برنامج إذاعي موجه للجالية الجزائرية في كندا يبثه على المباشر عبر فيسبوك، برنامج زوم مونتريال 213، المشروع الذي يأمل في إمكانية تطويره إلى مؤسسة إذاعية للجالية في كندا. لكن ورغم نجاح المشروع الفتي من حيث المواضيع التي يتناولها ودرجة رواجه في أوساط الجالية، غير أنه يبقى في مواجهة تحدي شح الموارد المالية في ضل أزمة كورونا وعزوف الجالية عن تقديم الدعم و الاستثمار في مثل هذه المشاريع الإذاعية رغم الخدمة الكبيرة التي تقدمها لهم. من هذا المطلق، ارتأت جريدة الجالية الجزائرية تسليط الضوء، في هذا الحوار، على التحديات والظروف الصعبة التي يواجهها طاهر كحول في سبيل الحفاظ على استمرارية برنامجه الإذاعي والابقاء على أماله في إمكانية تطويره إلى مؤسسة إذاعية للجالية الجزائرية في كندا في حال لقي الدعم المطلوب من الجالية.
قطعت مشوارا طويل كمراسل صحفي في الجزائر سابقا ثم كمراسل صحفي ومنشط إذاعي في كندا حيث أنت تقيم منذ 2001؟
البداية كانت سنة 97، حيث عملت كمراسل صحفي لبعض الجرائد الرياضية، وبعدها مراسل ورئيس مكتب بولاية تيارت لإحدى اليوميات الناطقة بالعربية، حيث بقيت مراسلا لنفس الجريدة بعد وصولي لكندا سنة 2001، وبعدها عملت مراسلا ليومية الرأي الجزائرية، ثم انضممت إلى جريدة الشروق اليومي كمراسل لها من كندا لمدة أربعة سنوات ما بين 2007 و2011. في نفس الوقت التحقت بإحدى الجرائد العربية بمونتريال منذ وصولي إلى كندا، حيث عملت فيها مدة 15 سنة، كما قمت بتنشيط حصة تلفزيونية كانت تبث على النات من مقر المركز الثقافي الجزائري، وبعدها قمت بالتنشيط لصالح حصة تلفزيونية لمدة سنة في canal ICI.
حاليا لديك برنامج إذاعي على فيسبوك خاص بالجالية في كندا، حدثنا عن هذا البرنامج؟
هي حصة زوم مونتريال 213، كانت في الأصل عبارة عن حصة إذاعية تبث عبر قناة إذاعية في كندا، حيث كنت أدفع تكاليف وحقوق بث الحصة لمدة ساعة في الأسبوع في إذاعة أمواج الأثير لمدة 4 سنوات، وكان يربطني بهذه الإذاعة عقد سنوي من أجل بث الحصة. الآن ومع أزمة كورونا توقف الإشهار ولم تعد هناك مداخيل لتغطية تكاليف البث، مما اضطرني في أواخر شهر جوان الماضي لعدم تجديد العقد السنوي مع القناة الإذاعية، وقد حولت الحصة كي تبث فقط على الانترنيت، حيث اعتمدت الحصة على فيبسوك، وكانت حصة ناجحة تبث على المباشر ولديها متابعين كثر.
على ماذا تعتمد في بث هذه الحصة الإذاعية على فيسبوك؟
الأمر يحتاج لمعدات البث الإذاعي، وهي وسائل حديثة اشتريتها بمساعدة بعض المحسنين من أفراد الجالية. بعد شهر رمضان الماضي كنت قد أعلنت أنه لا يمكنني مواصلة بث الحصة بسبب الوضع المالي، فاتصلت بي مجموعة أمل الجزائر الفايسبوكية وقدموا لي مساعدة مالية، إضافة لمساعدة تلقيتها من بعض المتابعين، بغرض مواصلتي بث الحصة. من خلال هذه المساعدة المالية قمت بشراء المعدات المطلوبة للبث الإذاعي على فيسبوك، كاميرا وطاولة وكومبيوتر ولوجيسيال، وهي معدات حديثة وخفيفة يسهل نقلها في حقيبة، حيث يمكنني البث من مقر الحصة أو التنقل لأي مكان لتغطية تظاهرة أو حفل أو نشاط للجالية، وهذا من خلال البث المباشر.
الحصة تهتم بقضايا الجالية في كندا؟
الحصة تسعى إلى تقديم خدمات للجالية وتكون همزة وصل بين أصحاب الخير والمحتاجين، وهذا سبب وجود الحصة، فهناك مرضى من أبناء الجالية أو مهاجرين بدون وثائق أو محتاجين يحتاجون لمساعدة مادية أو معنوية، حيث يمكن للحصة استقبالهم أو تتنقل إليهم للقيام ببث معهم وتوجيه نداءات للجمعيات الخيرية لمساعدتهم. هناك قضايا أخرى للجالية تتطرق إليها الحصة، العشرات من خيرة أبناء الجالية في كندا، باحثين ومهندسين ودكاترة وأطباء، مروا على الحصة، تتطرق الحصة أيضا لقضية العالقين وتغطية عمليات ترحيلهم بالمطار، وعموما تغطي الحصة كل قضايا الجالية وتقوم بكل ما تحتاجه الجالية من عمل إشهاري إعلامي تضامني، وهذا هو هدفنا الأساسي.
كيف جاءت فكرة زوم موريال 213؟
كنا ثلاثة جزائريين، نعمل بجهدنا متفرقين كل منا يعمل على حدا، حتى تمكن كل من الأخ الدكتور فيصل فرحي والأخ مصطفى عبد الواحد من تنشيط حصة إذاعية في محطة راديو سينا، لتتبلور بعدها فكرة حصة زوم مونتريال 213 ، وهي الحصة التي جمعتنا ووحدت جهودنا وأفكارنا بعد مخاض عسير من التفكير في إقامة مشروع إعلامي. كانت انطلاقة قوية وناجحة لمدة سنتين، لأجد نفسي مسؤولا على الحصة بعدما أصبح يتعذر على صديقاي الحضور للأستوديو لأسباب خاصة، في وقت التحقت بي صحفية مقيمة في كندا تدعى حنان ملايكة، وهي صحفية كانت تعمل بالإذاعة الوطنية قبل هجرتها إلى كندا، لتلتحق بعدها الأخت نصيرة خبيري والتي كانت تعمل مخرجة إذاعية في محطة إذاعية بمدينة تسمسيلت، كما كان يشرف على الطاولة التقنية فاروق راحم. هؤلاء ساعدوني في استمرار الحصة، لينسحبوا في آخر المطاف لأسباب خاصة بعد مرافقتهم لي في الأستوديو لمدة سنتين تقريبا، وهكذا بقيت وحدي أواجه مشاكل عديدة، أصبحت أنا المذيع والمخرج والتقني، وكل هذا أقوم به لوحدي حتى الآن، فنظرا لشح الموارد المالية لا يمكنني توظيف صحفيين ومساعدين.
ليس للحصة مداخيل وفي المقابل لديك طموحات تفوق قدراتك المادية؟
صحيح، وأنا لا أعتمد على الحصة للعيش منها بل لدي وظيفة أخرى أسترزق منها وأعيل بها عائلتي. لدي مشروع وبرنامج طموح إذا تلقيت مساعدة يمكنني تحقيقه، لكن المشكلة هو أن الجالية هنا في كندا ا لا تستثمر في مجال الإعلام، يبحثون فقط عن جانب تجاري، لماذا لا يستثمرون في محطة إذاعية للجالية ويمكنهم الحصول على مداخيل بالإشهار. لدي حصة صغيرة فيها فائدة كبيرة للجالية، دوري يتوقف على رجال الأعمال والمستمرين كي يساعدونا ونستمر في العمل الإعلامي، الجالية الايطالية في كندا لديها 3 قنوات إذاعية، جاليات الشرق الأوسط لديهم إذاعة، نحن الجزائريين والمغاربة ليس لدينا إذاعة، لدينا فقط حصص فتية ونحتاج للدعم.
حاليا الحصة الإذاعية تحتاج لمساعدة مالية من أبناء الجالية في كندا، هل توجه إليهم نداء؟
أبناء الجالية منهم من يقدمون إعانة، لكن مقارنة بحجم الجالية في كندا وحجم الاحتياجات فإن الإعانة تبقى قليلة. أوجه أيضا نداء للتجار وأصحاب المهن الخاصة ليساعدونا بالإعلانات وبأسعار رمزية حتى يكون لدينا عتاد ومكتب ونطور المشروع إلى مؤسسىة صغيرة تحتاج لإمكانيات. وللعلم فإن الحصة مسجلة عند الجهات الرسمية في كندا على أنها مؤسسة إعلامية برقم تسجيل، والحصة لديها سجل تجاري وتصريح بالضرائب ولديها حساب بنكي، وعملها يعتبر قانوني.
حاوره من الجزائر: عبد العالي خدروش