في صورة مشرفة لبلده، يحاول الجزائري رابح كرتوت المقيم في أمريكا منذ أكثر من 10 سنوات، رفقة عدد من المتطوعين من مختلف الجنسيات، أن يجعلوا من الجمعية الخيرية ” Muslims Giving Back” أو “مسلمون يردون الجميل” وسيلة للتعريف بصورة الإسلام الحقيقية. حيث يعمل هو وباقي المتطوعين على مدار العام على إطعام آلاف المشردين والمحتاجين، ومحاولة توفير كل متطلباتهم خاصة في الشهر الفضيل.. هذه التفاصيل وغيرها عن الجمعية وظروف الجالية الجزائرية بأمريكا في هذا الحوار مع “جريدة الجالية”..
– بداية هل يمكن أن تقدم لنا نبذة عن الجمعية وكيف بدأ نشاطها في بروكلين بأمريكا ؟
في البداية الجمعية تحمل اسم ” Muslims Giving Back” أو ” المسلمون يردون الجميل” بعد أن كان اسمها في البداية ” في سبيل الله”.
وقد كانت انطلاقة هذا العمل التطوعي في إحدى المساجد بأمريكا وهو المركز الاسلامي ببروكلين.
وتأسست الفكرة على يد شباب يمثلون مختلف الجنسيات منهم جزائريين، مصريين ، فلسطينيين، يمنيين
باكستان، أفغانستان وأوزبكستان وكان الاتفاق الذي جمع بيننا هو التضامن على فعل الخير.
واقتصر العمل في البداية على التنقل يومي السبت والأحد إلى المناطق الفقيرة وتوزيع بعض
الأكل على المحتاجين والأشخاص بدون مأوى قبل أن يتوسع مجال عملنا التطوعي.
– إذن طبيعة نشاط الجمعية خيري، لمن هي موجهة بشكل خاص؟
فعلا نشاط الجمعية خيري، وهي موجهة لكل الأشخاص الذين يحتاجون إعانات مستعجلة خاصة اللاجئين القادمين من مختلف بلدان العالم.
لذا كنا نحرص على أن نقدم لهم مساعدات على غرار توفير الأكل، تأمين المأوى أو المساعدة في تغييره في بعض الحالات.
إلى جانب حماية النساء من العنف الأسري والتكفل بهن، من حيث المأوى وتأمين عمل لهن، وكذا تقديم الوجبات الساخنة في مختلف المناطق
بنيويورك منها بروكلين مانهاتن وبروكس من خلال ” Hunger truck ” أو ” شاحنة الجوع”.
واريد أن اوضح هنا فكرة أن النشاط الجمعوي الخيري الذي نقوم به هو دعوة للإسلام والسلام وأيضا رغبتنا الكبيرة في أن نظهر الصورة
الحقيقية عن ديننا الحنيف. خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر وما تعرض له المسلمون حينها من إساءة وهجوم.
لذا كنا نريد من خلال هذا النشاطات إيصال رسالة أننا منهم وهم منا وبالتالي نسهل على باقي المسلمين الإندماج أكث في المجتمع الأمريكي.
– مع اقتراب شهر رمضان، ما هي الخدمات التي تقدمها الجمعية، وبشكل خاص للجالية الجزائرية بأمريكا ؟
في رمضان نقدم وجبات الإفطار والسحور في بروكلين بشكل خاص وكذا مانهاتن. كما نحرص في هذا الشهر على تقديم أكلات جزائرية للتعريف بالمطبخ الجزائري، وكذا التمر الجزائري المعروف عالميا بجودته.
ولدينا متطوعين وحتى متبرعين يقدمون الإضافة للجمعية والآن نتعامل بشكل أكبر مع الجالية الجزائرية بأمريكا ممن يواجهون ضروفا صعبة، حيث نقدم لهم إلى جانب ما سبق المواد الغذائية، الخضر والفواكه وغيرها من الحاجيات.
– حدثنا عن طقوس رمضان بين أفراد الجالية الجزائرية بأمريكا؟
الطقوس في رمضان تعتبر نفسها في العموم بالتقرب إلى الله. وهناك مسجد لإقامة الصلاة مع باقي المسلمين. وهو نفس المكان الذي يعتبر
مكانا لتقديم الدروس الدينية وتعليم أبسط أمور الدين للأطفال مع تحفيظ القرآن.
أما بالنسبة للعادات والتقاليد فلا شك أن الأجواء في الجزائر أفضل بكثير.. فنحن كجالية جزائرية بأمريكا نفتقد هنا أبسط التفاصيل.. الاجتماع على طاولة الإفطار مع
كل أفراد العائلة.. نفتقد لمسة الأم أو الجدة في كل أكلة يتم تحضيرها للإفطار.. التجول في الشوارع وحتى في الأسواق التي تحمل عبق
الشهر الفضيل مع كل المنتجات التي لا تكون إلا في رمضان.
– كيف يتم تحديد أول يوم في رمضان في أمريكا؟
بالنسبة لتحديد أول يوم في رمضان هناك المجلس الأعلى للفتوى الذي يتولى مهمة رصد هلال رمضان في كل سنة.
– وبالنسبة لزكاة الفطر كم مقدارها؟
قيمة زكاة الفطر كانت 10 دولارفي وقت سابق، أصبحت في العام الماضي 12 دولار وممكن هذا السنة أن ترتفع لتكون بين 15 و17 دولار.
ماذا عن زكاة المال ؟
أما زكاة المال فيتم إخراجها بمقدارها الشرعي وهو 2.5 بالمائة. وهناك الكثير من الناس يقدمونها لجمعيتنا.
ماهي النقائص التي تعانون منها كجالية جزائرية في أمريكا؟
النقائص هناك كثير منها على غرار غياب جمعيات تمثل الجالية الجزائرية بأمريكا.. ونقص كبير في ايصال المعلومات الرسمية التي تهمنا كجالية جزائرية في أمريكا، كما لا يوجد تضامن او تقارب بين الجزائريين هنا.
لكن على الرغم مما سبق مازلنا نحاول الاستمرار وايجاد حلول ايجابية للتغلب على مختلف العراقيل والمشاكل التي يمكن أن تواجهنا.
اقرأ أيضا: