تتواصل الانتقادات التي تمس الشركة الوطنية للنقل البحري خاصة ما تعلق بإشكالية تغيير موعد الرحلة ونوعها. وهي الشكاوى التي قابلها مدير المؤسسة بالتعنت والإصرار على نجاعة النظام المعمول به على منصة الحجز.
منصة رقمية للحجز الالكتروني ولكن..
يعد الحجز على رحلات الشركة الوطنية للنقل البحري، من المهام المرهقة التي يضطر المسافرون خاصة من أبناء الجالية الجزائرية بالخارج مواجهتها في كل مرة يفكرون فيها السفر من إلى الجزائر.
هذه العملية مازالت تعرف، في كل مرة الكثير من المشاكل والعراقيل التي يستحيل معها إنهاء العملية بسلاسة دون الحاجة للتنقل إلى الوكالات التجارية للشركة. وإن كانت هي الأخرى تعتبر مشكلا آخرا لا يقل عن سابقه.
لهذا تم الإعلان مؤخرا عن إطلاق منصة إلكترونية جديدة للحجز والدفع الإلكتروني. وهي الخطوة التي قال مسؤولو الشركة إنها جاءت كجزء من التحضيرات المكثفة لموسم اصطياف 2024.
وكان من المفترض أن تساهم هذه المنصة التي تم انشاؤها بأيادي جزائرية. في التخفيف من الضغط على الوكالات التجارية وتسهيل عملية شراء التذاكر للمسافرين عبر مختلف وسائل الاتصال. لكن ما حدث كان عكس ذلك.
نظام حجز متخلف
وفي هذا السياق دائما، تم في الأيام الأخيرة تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، لاستجواب المدير العام لشركة النقل البحري بالمجلس الشعبي الوطني، من قبل عدد من برلمانيي الجالية.
وكشف محتوى الفيديو أن الحوار لم يكن سلسا أبدا. في ظل إصرار المسؤول الاول على الشركة البحرية رفض أي انتقاد منذ البداية.
وقد كان نظام الحجز الخاص بالشركة الوطنية للنقل البحري. سببا في احتدام النقاش بين الطرفين. بعد أن تطرق النائب محمد هاني إلى هذه الاشكالية. حتى أنه لم يجد إلا وصف النظام بـ “المتخلف”. في ظل استمرار الصعوبات التي يواجهها المغتربون في الخارج مع كل عملية حجز أو محاولة تغيير موعد الرحلة.
مافيا تتلاعب بالشركة
وقد سلط النائب الضوء على العقبات التي يواجهها الجزائريون المقيمون في أوروبا. عند اأي محاولة لحجز تذاكرهم عبر المنصة الرقمية.
وعليه كان يضطر هؤلاء حسبه، إلى التنقل أحيانا ولمسافات طويلة إلى وكالات السفر التابعة للشركة على الرغم من توفر اثنتين فقط في مرسيليا وليل على سبيل المثال وهو ما يتسبب عادة في فوضى عارمة.
وفي ظل ما سبق، أكد النائب محمد هاني وجود مافيا حقيقية في الشركة تسعى لضرب المؤسسة الوطنية لصالح أطراف أو شركات أخرى.
المدير العام يدافع ويتعنت
بالمقابل، نجد أن هذا الانتقاد كما يظهر الفيديو لم يمر مرور الكرام مع المدير العام للشركة. الذي تحول الرد بالنسبة إليه إلى تعنت واضح واصرار على نجاعة هذا النظام. وبالتالي تجاهل تام للشكاوى المتكررة للمسافرين.
وقد زاد الأمر سوءا بعد اعتراض النائب على فكرة تولي شركة ناشئة مهمة وضع نظام الحجز الالكتروني . متسائلا في ذلك عن قدرتها على تطوير نظام البرمجة لشركة مثل قطاع النقل البحري.
هنا ظهر أن المدير كان يريد إنهاء النقاش. رافضا الاستمرار في الاستماع إلى انتقادات النائب للنظام. كما دافع باستماتة عن نظامه وعلى الجهة التي قامت بتصميمه، خاصة وأنها حسبه تمت بكفاءات جزائرية. والأكثر من ذلك أنه رفض مجرد الحوار أو الاستماع للنائب.
ومن المهم التأكيد على أنه على الرغم من الانتقادات الكثيرة الموجهة لنظام الحجز. إلا ان المدير على ما يبدو، يرفض حتى مجرد الاستماع للانتقاد وبالتالي محاولة تصحيحه. وهو ما يعني استمرار المعاناة لدى المسافرين إلى إشعار آخر.
اقرأ أيضا: