ونحن في عز فصل الشتاء، وبعد أجواء صحوة لأسابيع كثيرة، ها هي السماء تجود علينا بخيراتها، ثلوج في مختلف المرتفعات الشمالية، لكن وفي ظاهرة طبيعية نادرة تتزاوج رمال بشار ببياض الثلج الناصع، فصنعت لوحات فنية جابت صورها مختلف الصفحات.
تزاوج رمال بشار ببياض الثلج الناصع، تعيش الجزائر هذه الأيام موجة برد قارصة، بلغت درجات الحرارة بمختلف المرتفعات مادون الـ10، معلنة عن الدخول الفعلي في فصل الشتاء بعد أسابيع طويلة من شحّ السماء.
الثلوج في الموعد بمختلف المرتفعات الشمالية
ولطالما انتظر الجزائريون في مختلف ربوع الوطن موعد تساقط الأمطار، سيما الفلاحون الذين استبشروا خيرا بأولى القطرات من الأمطار التي بدأت في الهطول منذ نحو أسبوع، قبل أن تكتمل بشراهم بثلوج اكتست مختلف المرتفعات الشمالية.
تابع أيضا السياح الليبيون منبهرون بالثلوج في الجزائر
ثلوج تعني الكثير للفلاح، الذي يستبشر بعام فيه الكثير من الخير، تمتلئ من خلاله السدود، وتضمن له حصاد وفير آخر العام، لكنها ترسم بالمقابل الفرح والبشرى على الجزائريين البسطاء الذين احتفلوا بطريقتهم الخاصة بقدوم الضيف العزيز.
كان تساقط الثلوج حاضرا بكثافة وصل سمكها ببعض مناطق الوطن ما بين 10 إلى 20 سم، سيما ما تعلق بمرتفعات سطيف، جيجل، قسنطينة باتنة…خلقت أجواء من الفرح للكبير قبل الصغير، بعد تأخر تساقط الأمطار لهذا الموسم.
ولم يتخلّف الجزائريون عن الاستمتاع بلوحات فنية ساحرة من صنع الخالق، فراحوا يلتقطون صورهم مع الثلوج ويصنعون رجل الثلج الذي كان حاضرا بقوة في مختلف ربوع الوطن.
تابع أيضا تذبذب في الرحلات الجوية في البرنامج الشتوي
عشاق الطبيعة على موعد مع مرتفعات الشريعة، تيكجدة، بابور
وكان عشاق الطبيعة الساحرة على موعد مع هذا الضيف العزيز، الذي طال انتظاره، فمنظر الثلوج في مرتفعات الشريعة جعل عديد المواطنين من كل من البليدة العاصمة، تيبازة، بومرداس…وغيرها من الولايات يحجّون إلى الشريعة للتمتع ببياض الثلج الناصع، والطبيعة الساحرة هناك.
كما لم يتخلف عشاق الثلج في شرق البلاد، من التنقل إلى جبال الوحش بقسنطينة، وتيكجدة بالبويرة، أما سكان المناطق المجاورة لسطيف فكانوا على موعد مع مرتفعات جبال بابور التي اكتست هي الأخرى بثلوج كثيفة رغم صعوبة المنطقة وسوء الأحوال الجوية إلا أن الزوار كانوا في الموعد وصنعوا لحظات مليئة بالفرح.
ظاهرة نادرة…تزاوج رمال بشار ببياض الثلج الناصع
ولأن تساقط الثلوج بالمناطق المذكورة سابقا كان شيئا عاديا بالنسبة للجميع بالنظر لانخفاض درجات الحرارة إلى مستويات دنيا واعتياد سكان تلك المناطق على تهاطل الثلوج كل موسم شتاء على اختلاف كمية التساقط.
لكن غير العادي هو تساقط ثلوج بالصحراء، هذا ما لم يتصوره الكثير من الجزائريين، الذين اندهشوا من انتشار صور تزاوج رمال بشار ببياض الثلج الناصع، بالضبط في منطقة بني ونيف 110 كلم شمال الولاية، ما قد يجعل السياحة الصحراوية تنتعش موسم البرد ليس لأي سبب سوى لرؤية الرمال الذهبية تعانق بياض الثلج.
وزادت دهشة رواد مواقع التواصل الاجتماعي برؤية رمال بشار الذهبية تعانق بياض الثلج الناصع، وصور جمل الصحراء وهو واقف على بساط أبيض مندهش هو الآخر.
صور جمل الصحراء على بساط أبيض تكتسح مواقع التواصل الاجتماعي
وصنعت صور جمل الصحراء الذي اعتاد على رمال ذهبية، وهو في وسط الثلوج، الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت على مختلف الصفحات، لتتحوّل الأنظار من صوّر المستمتعين برجل الثلج في الشمال إلى المندهشين من صورة الجمل على بساط الثلج في الصحراء.
وكانت النكتة حاضرة في مختلف منشورات رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين لا يتخلّفون في مثل هذه المواعيد، ليخلقون جوا من الطرفة والفرح، وراح يتساءل أحد المعلقين عن السرّ الذي جعل الثلوج تتساقط على بني ونيف ببشار وتعانق الرمال، ولا تسقط بمنطقته الجبلية بولاية باتنة؟.
فيما جاءه الرد سريعا من طرف أحدهم بالقول أن سكان تلك المناطق قلوبهم بيضاء ناصعة لهذا أكرمهم الله بهذا السخاء.
كما تساءل أحدهم مازحا، عن ماذا فعل سكان ولاية معسكر حتى لا تسقط الثلوج عندهم، وتسقط في صحراء بشار؟.
من جهة أخرى حسد البعض الجمل على رؤيته للثلج، حيث قال أحد المعلقين “الجمل شاف الثلج وتمشّى فوقو وحنا والو”، أما آخر فقال “الجمل كان يطلب في الصيف كريبوني، والآن يطلب تيزانة سخونة، ما شاء الله تبارك الرحمان…”.
أما آخرون فلم تدهشهم قدرة المولى سبحانه وتعالى، واستبشروا بعام فيه الكثير من الخير، آملين في تساقط مزيد من الثلوج والأمطار بمختلف ربوع الوطن، الذي يعتبر حقيقة قارة على حدّ تعبير أحد المعلقين، الذي قال نحييكم من قارة الجزائر.