تعتبر اللغة شرطا أساسيا للاندماج في المجتمع الذي تودّ الهجرة إليه، فـ تعلّم اللغة عند المهاجر تعد من أصعب التحديات، فإذا كنت مهاجرا حديثا إلى بلد أجنبي أو تنوي الهجرة فإن المقال التالي يهمك بشكل كبير، لمعرفة أهم الخطوات لتعلم لغة ما.
يصعب على الكثيرين تعلم لغة جديدة باستخدام التقنيات التقليدية والأساليب الاعتيادية، لذا فيما يأتي بعض الخطوات وأفضل الطرق الهامة والفعالة في تعلم لغة جديدة، لا تغفلها:
أهم 8 نصائح لتعلم لغة جديدة
1/ الالتزام والاستمرارية:
من أهم العوامل المهمة لتعلم لغة جديدة هو الاستمرارية، فلا تفشل من البداية، إن التسجيل في مدرسة متخصصة بتعلم اللغات مهم جداً من حيث أهم مميزات المدرسة وهو الالتزام بالدروس، حيث سيتوجب علينا الذهاب إلى المدرسة بشكل دوري وهذا بالتالي سيدفعنا إلى الاستمرارية بتعلم اللغة، كما أننا سنستفيد من المتابعة التي سنحصل عليها من قِبل المدرسين، وإمكانية الحصول على الإجابات لأسئلتنا أثناء التعلم خصوصاً في البداية عندما نبدأ بتعلم القواعد حيث سيكون لدينا العديد من الأسئلة التي تحتاج لإجابات، بالإضافة للتحدث مع زملائنا والاستفادة من أي فرصة للتحدث باللغة التي نتعلمها.
2/ تحديد الغاية أو الهدف من تعلم اللغة:
لكل واحد منا هدفه الذي يسعى لتحقيقه من خلال تعلم لغة أجنبية جديدة، فسواء كان هدفنا من تعلم اللغة هو المتعة أو أن نكمل دراستنا في جامعة أجنبية أو أيجاد فرصة عمل، علينا أن نضع هدفنا أمام أعيننا وأن نسير باتجاهه مباشرة، هذا سيعطينا الدافع للاستمرار وعدم الاستسلام، فالشخص في البداية يكون متحمساً لتعلم اللغة ولديه رغبة كبيرة ولكن بعد مرور الوقت قد يقل حماسه وتضعف رغبته لذلك يجب دائماً أن نحافظ على حماسنا أثناء تعلم اللغة وذلك من خلال قراءة المواضيع ومشاهدة الفيديوهات التي تعجبنا وتجذبنا باللغة التي نتعلمها.
3/ مشاهدة الفيديوهات التعليمية على اليوتيوب:
يوجد العديد من القنوات المتخصصة بتعليم اللغات الأجنبية على اليوتيوب، إن مشاهدة هذه الفيديوهات مفيد جداً لتعلم اللغة وقواعدها ولتعلم طريقة لفظ الأحرف والكلمات بشكل صحيح، يمكنك التعرف على أهم قنوات اليوتيوب لتعلم اللغة التي تود تعلمها ذاتياً، حيث يوجد العديد من القنوات التي تحتوي فيديوهات لتعلم اللغات، تستطيع اختيار القناة التي تعجبك تبعاً لأسلوب الشخص وطريقته في الشرح.
4/ تسجيل وحفظ ما تتعلمه:
تسجيل كل ما تتعلمه نقطة مهمة جدا، قم بتسجيل كلمات وجمل وأن تقوم بحفظهم بشكل جيد كتابةً ولفظاً إن استخدام الدفتر فكرة جيدة ولكن أحياناً ستنسى الدفتر أو قد يضيع منك ولن تستطيع معرفة الكلمات التي قمت بتسجيلها مسبقاً.
التكنولوجيا وجدت لخدمتنا وتسهيل حياتنا فاستخدمها، يمكنك الاعتماد في ذلك على مواقع متخصصة في تسجيل الكلمات والجمل التي تتعلمها بالإضافة إلى الاستماع إلى لفظهم مباشرة والقيام بعدة اختبارات تستطيع استخدامها لدراسة الكلمات وحفظها.
كما يمكنك استخدامه على جميع الأجهزة الإلكترونية، وفي أي مكان سواء أكنت في الدرس أو في المواصلات العامة، دراسة الكلمات أثناء التنقل بالمواصلات العامة فكرة ممتازة ستتعجب من كم الكلمات التي تدرسها وأنت في المواصلات.
5/ مشاهدة أفلام الكرتون باللغة التي تريد تعلمها:
إن مشاهدة الفيديوهات وخصوصاً أفلام الكرتون مفيد جداً حيث تكون اللغة المستخدمة بسيطة وسهلة الفهم بعد ذلك تستطيع الانتقال لمشاهدة الأفلام العادية، في البداية لن تفهم كل ما يقال ولكن بسبب حركات الممثلين سيتكون لديك فكرة عن الموضوع، بعد شهر تقريباً ستصبح قادراً على فهم 30% من محتوى الفيديو وإذا استمريت ستصبح النسبة من 50% إلى 70%، عندما تسمع كلمة لا تعرف معناها استخدم مترجم غوغل فهو يحوي على ميزة لفظ الكلمة، قل الكلمة وسوف يظهرها لك ويظهر ترجمتها، ثم سجل الكلمات المستخرجة من الفيديوهات فوراً في جداولك الخاصة في موقع متخصص وبعد نهاية الفيديو ادرس الكلمات التي كتبتها وبالتالي ستحصل على الفائدة الكاملة من مشاهدة الفيديوهات، وستعتاد على سماع اللغة وكيفية التحدث ونطق الكلمات بالإضافة لحفظ الكلمات الجديدة ومعرفة أين تستخدم كل كلمة وأي موقف مناسب لها.
6/ تخصيص وقت يومي لتعلم اللغة:
إن تخصيص وقت يومي محدد والاستمرار فيه لتعلم اللغة ودراستها من العادات المهمة الواجب علينا اعتمادها أثناء تعلم لغة جديدة، لا تفكر بالنجاح بل بخلق عادة يومية ناجحة، بحيث تكون هذه العادة سهلة وبسيطة وتستمر معك مدى الحياة.
نحن بحاجة لأربعة عوامل لكي ننجز أمر ما وهذه العوامل الأربعة هي:
1- الاستمرارية وعدم التوقف مهما كانت ظروفك.
2- تحديد ماهية وحجم الهدف الذي نريد تحقيقه.
3- وضع خطة مفصلة لكيفية انجاز هذا الهدف وتقسيمه إلى أجزاء صغيرة ويومية، لأن الهدف بدون خطة هو مجرد أمنية.
4- تسجيل الإنجازات اليومية لكي تستطيع معرفة مستوى تقدمك في تحقيق هدفك.
هذا الموقع مهم لتعليمك اللغة الإنجليزية
7/ عدم الخوف أو الارتباك عند التكلم:
من أهم النصائح التي علينا التركيز على تطبيقها هي عدم الخوف أو الارتباك عند التكلم باللغة التي تريد تعلمها حيث أن الارتباك سيؤثر علينا بشكل سلبي أثناء التحدث، إن القيام بأخطاء أثناء التكلم في البداية شيء طبيعي، وقيام الآخرين بتصحيح الخطأ الذي ارتكبناه أثناء التكلم شيء طبيعي أيضاً، لذلك قم بشكر الأشخاص على اهتمامهم ولا تنس أن تسجل الخطأ وتصححه وتحفظه كي لا تنساه أبداً.
8/ استمتع بتعلم اللغة:
استمتع بتعلم اللغة ولا تشعر بالضيق لأنك لا تتطور بشكل سريع، حيث ستفاجأ في يوم ما بأنك قطعت شوطاً كبيراً بتعلم اللغة وأصبح بإمكانك استخدامها في حياتك اليومية بشكل طبيعي، فاللغة هي كم من المفردات التي تحفظها وتفهمها عند سماعها وتستطيع استخدامها لتركيب الجمل وإنشاء الحوارات عندما تتحدث.
اكتساب اللغة شرط الاندماج في المجتمع الألماني
يحتل موضوع إدماج المهاجرين أهمية خاصة في الأجندة السياسية للحكومة وعدد من الأحزاب الألمانية.
وتعكس الطلبات على دورات اللغة الألمانية سواء في المدارس أو الجامعات الشعبية، الوعي بأهمية اكتساب المهارات اللغوية كشرط للاندماج الناجح.
ويعتبر الخبراء تعلم اللغة بين المهاجرين واللاجئين واحدا من أكبر التحديات الاجتماعية والسياسية التي سترافق ألمانيا خلال السنوات المقبلة.
ولا يزال الافتقار للمهارات اللغوية عائقا أساسيا في المدرسة وسوق العمل.
ولا يزال عدد الذين يتركون المدرسة دون شهادة أعلى بمرتين بين الأطفال من أصول مهاجرة، مقارنة بالأطفال الآخرين.
وهذا له تأثير أيضا على فرص الاندماج في سوق العمل.
العجز عن اكتساب المهارات اللغوية يؤدي إلى تشكيل ما يسمى بـ”المجتمعات الموازية”، ما يهدد بدوره التماسك الاجتماعي.
اللغة ترتبط بشكل وثيق بأبعاد الاندماج الأخرى، بل وتعتبر مقياس الاندماج الأول. وفي الموقع الرسمي للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين يمكن قراءة ما يلي “إذا كنت ترغب في العيش في ألمانيا، يجب أن تتعلم اللغة الألمانية (..).
هذا مهم في الوقت الذي ستبحث فيه عن عمل أو عليك ملء استمارات وطلبات، أو حين تسعى لدعم أطفالك في المدرسة أو ترغب في التعرف على أشخاص جدد.
وفوق ذلك يتعين عليك معرفة بعض الأشياء الأساسية عن تاريخ ألمانيا وثقافتها وقانونها”.
تعلم نطق الكلمات بشكل صحيح
لتعلم لغة بلد الهجرة يجب عليك تعلمها بشكل سليم، ومن أساسياته النطق الصحيح للكلمات، فيما يأتي طرق توضيحية لكيفية نطق الكلمات بشكل صحيح:
1- البدء بنطق الكلمات ببطء، فليس شرطًا التحدث بسرعة.
2- التركيز على الأصوات الصعبة والتمرن عليها يوميًا.
3- الوقوف أمام المرآة ومراقبة موضع اللسان والشفتين والفم عند إصدار الأصوات.
4- الاستماع للمحترفين ومحاولة تقليدهم.
5- إجراء حوار مع النفس لتعلم كيفية نطق الأحرف جيدًا.
6- التعلم مع صديق يتعلم اللغة أيضًا ومشاركة كيفية نطق الأحرف.
7- الانتباه لتنغيم الأحرف والكلمات، أي صعود الصوت وهبوطه، وتوتر الكلمات، أي عندما تكون الأصوات في بعض الكلمات والجمل أعلى من غيرها.
8- تعلّم كلمات شعبية من اللغة المراد تعلمها، مما يساعد على نطقها بسرعة دون الحاجة للتركيز.
9- تسجيل الكلمات المنطوقة عبر الهاتف الذكي لمعرفة الأخطاء وتصحيحها.
10- إغماض العينين وتخيل كيفية نطق الكلمات قبل التفوه بها.
نقاط مهمة لا تغفلها لتعلّم اللغة
مهما كانت اللغة التي تود تعلمها فإن تطبيقك لهذه النصائح سيضمن لك إتقانها بأسرع وقت.
ادرس كل يوم
حاول أن تترك في كل يوم وقتاً محدداً لدراستك لهذه اللغة، واجعل ذلك بشكل رئيسي في الوقت الذي يكون دماغك قادراً فيه على الاستيعاب.
عليك أن تتذكر دائماً أنه من الأفضل الدراسة لثلاثين دقيقة في كل يوم بدلاً من الدراسة ثلاثة ساعات لمرة واحدة في الأسبوع، فحتى لو كان لديك ساعة من وقت الفراغ في اليوم حاول تقسميها إلى جزئين أو ثلاثة لتفادي الحمل الزائد.
راجع بشكل منتظم
عد إلى كل درس مرات عدة، لربما مرة في الصباح ومرة في المساء وفي أيام متعددة، وأعط لدماغك الوقت ليهضم هذه المعلومات، ولكن عليك أن تحرص على ألا تكون هذه المراجعات متباعدة بشكل كبير كعدة أسابيع مثلاً، فعند ذلك سوف تنسى معظم ما تحاول تعلمه.
ابنِ أساساتك اللغوية بشكل جيد
احرص على أن تكون مرتاحاً فيما يتعلق بأساسيات اللغة التي تتعلمها قبل أن تحاول التقدم فيها شيئاً فشيئاً. فسيلزم الأمر بعض الوقت حتى تعتاد على الللفظ أو الكتابة في اللغة الجديدة، ولكن دون هذا الأساس الصلب ستجد تعلم المزيد من الصعوبة كلما تقدمت في اللغة، لذا حاول أن تركز جهودك في البداية على هذا المجال قبل أن تنطلق في مجالات أكثر تقدماً.
ركز على اهتماماتك
حالما تتقن أساسيات اللغة ومبادئها حاول أن تتعلم كيف تتحدث وتكتب وتقرأ عن الأشياء التي تهمك.
ففي هذه الحالة سيكون الأمر أكثر سهولة لتذكر الكلمات والتعابير والبنى القواعدية التي تدرسها.
لا تدع ضعف التقدم في البداية يثبط معنوياتك
ستجد بين الوقت والوقت الآخر أوقاتاً يكون تقدمك فيها بطيئاً، أو أنك لا زلت في مكانك نفسه، لا تقلق، فهذا أمر طبيعي عند تعلم اللغات.
ليس عليك أن تجعل ذلك يزعجك على الإطلاق، فإذا ما أحسست بذلك قم بمراجعة الدروس والتمارين السابقة لترى إن كانت أسهل الآن مما اعتدت عليه سابقاً وسترى أنك تحقق تقدماً شيئاً فشيئاً.
لا تقلق من الأخطاء التي ترتكبها
إن الشخص قد يرتكب أخطاء حتى عندما يتحدث لغته الأصلية، ولذلك فإن ارتكاب بعض الأخطاء في البداية عند تعلم لغة أجنبية ليس أمراً مثيراً للقلق، فإن هذه الأخطاء ستمكنك في المستقبل من تذكر الكلمات والتعابير التي أخطأت بها بشكل أكبر. من المؤكد أنك سترتكب الكثير من الأخطاء المضحكة في البداية ولكن عليك أن تتأقلم مع ذلك.
تدرب مع الأصدقاء
إن الهدف الأساسي من اللغة هو التواصل مع الآخرين، ولذلك فإن إيجاد شريك حقيقي لتتحدث معه وتدردش في اللغة التي تتعلمها سيساعدك بشكل كبير على بناء ثقتك بنفسك عند التحدث بهذه اللغة ويقوي مهاراتك ويكشف أخطاءك وثغراتك، وليس على هذا الصديق أن يكون جالساً إلى جانبك، يمكنك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها للتواصل مع أناس يتحدثون اللغة التي تتعلمها.