يُجمع الكثيرون أن أجواء رمضان في ليون لا تختلف كثيرا عن تلك التي يعيشها الجزائريون على أرض الوطن. حيث تحرص جاليتنا على نقل المظاهر الرمضانية إلى أرض الغربة على الرغم من الجدل الكبير الذي يثيره ذلك بين بعض الفرنسيين.
أجواء رمضانية جزائرية بامتياز
على الرغم من حرص عدد كبير من الجالية الجزائرية بفرنسا العودة إلى أرض الوطن لقضاء الشهر الفضيل بين الأهل والأصدقاء.
لا يجد آخرون خاصة منهم الجراقة بديلا عن البقاء في فرنسا وقضاء شهر رمضان بين باقي الجاليات المسلمة.
وهذا بالتأكيد هو الحال هذا العام في باريس وليون ومرسيليا وليل، على سبيل المثال لا الحصر، هذه المدن الكبرى في فرنسا.
وعلى الرغم من إجماع الكثير من المغتربين الجزائريين عبر العالم على صعوبة قضائه في الغربة بعيدا عن الاهل، إلا ان الامر يبدو مختلفا بين المهاجرين الجزاريين في فرنسا.
جزائريون يصنعون الحدث في ليون
تشهد أهم الأحياء الفرنسية التي تضم عددا كبيرا من الجالية المسلمة، أجواء رمضانية يصنعها جزائريون بشكل خاص تجعلك تشعر لأول وهلة أنك في أحد الأحياء الجزائرية.
وتعرف هذه الأحياء حركية تجارية لافتة وإقبالا كبيرا على المنتجات والحلويات الجزائرية التي يكثر استهلاكها ويزداد الطلب عليها في هذا الشهر.
لذا تشعر وأنت تشاهد الفيديوهات التي تنقل أجواء رمضان في ليون أو غيرها من المدن الفرنسية، أن حتى الأزدحام هو نفسها في هذه الأحياء التي تعرف توافد عدد كبير من قبل الجزائريين.
ولا يختلف الأمر في مدينة ليون، التي تعيش مظاهر رمضانية يتفنن فيها جزائريون، حتى يبدو الأمر لأول وهلة وكأنك في حي بالجزائر.
زلابية وقلب اللوز وحمود بوعلام
ككل سنة تنتشر بشكل واسع فيديوهات تنقل الاجواء الرمضانية التي يصنعها الجزائريون دون غيرهم عبر مختلف مدن فرنسا.
وقد أظهر مقطع الفيديو الأول تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، شارعا يعج بالناس، يعكس مناخا خاصا بنكهة رمضانية جزائرية خالصة لا تجدها إلا في المدن الجزائرية.
وتظهر المشاهد أجواء ومزيجا من النكهات التي تجمع الباعة في المحلات أو الذين يعرضون منتوجاتهم على أرصفة الطرقات، منذ أول يوم في شهر رمضان وحتى نهايته.
وكما هو الحال في أحد الأحياء الجزائرية، حتى الطريق كان يحتله التجار الذين يقدمون الحلويات الخاصة بشهر رمضان. من زلابية بأشكالها المختلفة هنا، إلى قلب اللوز والبريوش هناك، حتى كان المواطنون في حيرة من أمرهم عندما يتعلق الأمر بالتسوق في أجواء “وطنهم” البعيد.
كما يأخذنا صاحب الفيديو بعد ذلك إلى أحد متاجر المواد الغذائية أين يمكننا رؤية زجاجات عصير الليمون من ماركة حمود بوعلام الشهير. لذا يتاكد لدينا دون مجال للشك، أن المهاجرين لا يشعرون بأنهم في ليون بل في الجزائر، على الأقل خلال شهر رمضان 2024.
و لا يجذب هذا السوق الزبائن فحسب، بل يجذب أيضا غير المسلمين، الذين لديهم فضول لاكتشاف المأكولات الشهية مثل الكسرة، والبقلاوة.
هل هذه الأجواء فعلا في برباس !
وفي فيديو آخر نقلنا يوتوبر جزائري إلى حي برباس الذي تقطنه غالبية مهاجرة من أصول عربية مسلمة أغلبهم جزائريون.
ومنذ الوهلة الأولى تشعر وكأنك تدخل إحدى أحياء العاصمة أو أي مدينة جزائرية أخرى،
وحالما تدخله تعترضك أصوات الباعة والتجار التي تخترق زحام الناس. البعض يطلب حاجته بلهفة والبعض الآخر يسرع الخطو مغادرا.
وعلى جنبات الطريق تنتصب عربات الباعة وأطباقهم التي تمتلئ بشتى أنواع الحلويات من المقروض والبقلاوة والزلابية وقلب اللوز والمحاجب، وحتى البريك والحريرة والشربة بمختلف طرق تحضيرها.
ويواصل اليوتوبر شق الزحام ويتقدم في كل مرة من أحد الباعة أو أصحاب المحلات، البداية مع سيدة تحضرالكسرة، وبعدها شاب يبيع قلب اللوز.
ومن الجو العام الذي يعكسها الفيديو تتأكد أن الجزائريين نجحوا فعلا في أن يتعايشوامع الغربة ويصنعوا أجواء رمضانية بامتياز ربما لا تختلف في ظاهرها عن الأجواء داخل الوطن ولا ينقصها بذلك إلا لمة العائلة.
“لم نعد نشعر أننا في فرنسا”
وبالنسبة لشهر رمضان، أمر عمدة ليون، في هذه الحالة، غريغوري دوسيه، بتعليق العمل الجاري في La Guillotière، في شارع Paul-Bert، للسماح للتجار في المنطقة بمزاولة نشاطهم خلال الشهر الكريم.
وهو القرار الذي اعترض عليه العديد من أعضاء اليمين المتطرف الفرنسي، بما في ذلك ماريون ماريشال لوبان، التي انتقدت بشدة قرار مجلس المدينة المدافع عن البيئة.
ومع انتشار فيديو يُظهر الاجواء الرمضانية التي تعرفها أحياء ليون، قالت مندوبة التجمع الوطني في الرون، تيفاني جونكور “لم نعد نشعر بأننا في فرنسا”.
بالمقابل استحسن مغتربون جزائريون المظاهر الرمضانية في المدن الفرنسية، وعبر أحدهم عن مدى الحنين الذي يشعر به لاجواء رمضان في الجزائر .
كما استحسن آخر ما جاء في الفيديو .
فيما أكد مغترب آخر في ألمانيا أن الأجواء نفسها في مكان إقامته وقال:
يمكن متابعة الفيديو هنا:
اقرأ أيضا: