دعا مصدرون ومستشارون جزائريون في مجال التجارة الدولية أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة إلى إبرام اتفاق تبادل حر بين الجزائر والمملكة المتحدة بغية تكثيف المبادلات التجارية بين البلدين.
وفي مداخلاتهم خلال يوم إعلامي نظمته مؤسسة “الجكس” Algex حول آفاق التصدير نحو المملكة المتحدة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أكد متعاملون وخبراء جزائريون على الأهمية التي يكتسيها بالنسبة للجزائر إبرام اتفاقية تفضيلية مع المملكة المتحدة للاستفادة من الحد الأدنى من الضرائب على المنتجات.
وفي هذا الإطار، تطرق توفيق حدكحيل، وهو متعامل يصدر الفواكه والخضر نحو فرنسا والشرق الأوسط، إلى الفرص التي تتيحها السوق البريطانية، مشيرا إلى أن “المملكة المتحدة تستورد تقريبا كل ما تستهلكه”.
وعلى سبيل المثال، ذكر المتعامل احتياجات المملكة المتحدة في مجال الغذاء، لاسيما البطاطا التي بإمكان الجزائر إنتاجها وتصديرها نحو هذه السوق طوال العام.
ومن أجل التمركز في هذه السوق، ألح المصدر على ضرورة احترام شروط الجودة والتغليف للمنتجات، بالإضافة إلى استحداث خطوط نقل مباشرة نحو المملكة المتحدة مع حاويات مبردة.
وقال في هذا الصدد: “لابد أن نتوفر على خط مباشر لتقليل تكاليف النقل وتجنب المرور عبر موانئ أوروبية أخرى”.
وفي مداخلته عبر تقنية التحاضر عن بعد من بريطانيا، ذكر عبد الرزاق عصماني، وهو أحد مؤسسي مجلس الأعمال الجزائري-البريطاني (UKABC) بأن المملكة المتحدة استوردت حوالي 600 مليار دولار في عام 2019 من شتى المنتجات.
وقال إن “هناك طلبا كبيرا يمكن تلبيته، ولكن لابد من وجود بنية تحتية في عين المكان ليتسنى التصدير نحو المملكة المتحدة”، داعيا المؤسسات والمتعاملين الاقتصاديين إلى تنظيم أنفسهم في مختلف المجالات لولوج سوق المملكة المتحدة.
وحسب السيد عصماني، فإن “السوق البريطانية تعبر أيضا عن احتياجات جديدة، خاصة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإبرام اتفاقيات تجارية جديدة، لاسيما مع أستراليا”.
من جهته، أشار ممثل مجلس الأعمال الجزائري-البريطاني في الجزائر، منصف زموشي، إلى أن “مجلس الأعمال هذا نظم بعثات اقتصادية مع متعاملين مستعدين للتفاوض على شراكات أو أسواق”.
وقال في هذا الصدد “بمجرد تحسن الظروف الصحية، نعتزم إعادة إطلاق بعثات اقتصادية نحو المملكة المتحدة، بناء على طلب المتعاملين البريطانيين”.
أما المستشار في مجال التجارة الدولية، رياض بلادي، فدعا إلى توقيع اتفاق تبادل حر بين البلدين، مسلطا الضوء على خصوصيات السوق البريطانية.
كما اقترح السيد بلادي تجميع العديد من المتعاملين الجزائريين المهتمين حتى يتمكنوا من تلبية احتياجات السوق البريطانية باستمرار.
