الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةأخبارمنير حسين باي..المغترب الذي نجح في إسبانيا

منير حسين باي..المغترب الذي نجح في إسبانيا

هو شاب جزائري اختار طريق الغربة لتحقيق أحلامه، مطبات وعراقيل عديدة واجهته لكن لم تثنيه على السير بخطى ثابتة للوصول الى القمة من أزقة العاصمة نحو مطاعم لندن نحو اسبانيا في هذا البلد أصبح أشهر مصدري اللحوم والسمك والمنتجات الغذائية نحو شمال إفريقيا.
رجل الأعمال الجزائري منير حسين باي يفتح قلبه لجريدة “الجالية” في هذا الحوار

 اولا عرفنا بنفسك من هو منير حسين باي؟

منير: انا شاب جزائري من مواليد 06 افريل 1978 بعبان رمضان وسط العاصمة الجزائر، ترعرت وسط أزقة وشوارع العاصمة، درست بابتدائية الاستقلال ثم انتقلت إلى متوسطة حريشات ثم ثانوية عروج وبربروس ثم انتقلت إلى ثانوية ابن الناس،حيث درست اختصاص محاسبة لكن لسوء الحظ لم أنجح في شهادة البكالوريا لمرتين متعاقبتين، بعدها توجهت نحو شركة سوناطراك لإجراء تكوين في مجال التسيير لمدة ثلاثة أشهر، بعدها أصبح تفكير الهجرة نحو أوروبا يراودني وبالضبط إلى بريطانيا التي كانت حلمي.

كيف كانت طريق الهجرة؟
منير: سنة 1999 اودعت ملف للحصول على تأشيرة نحو إسبانيا التي وضعتها كطريق نحو انجلترا، وبالفعل وصلت لاسبانيا ثم تنقلت بعدها لفرنسا لمدة 5 اشهر لكنني عدت الى اسبانيا، هناك وجدت صعوبات للتنقل الى لندن حيث اشتريت بطاقة مالية مزورة وبفضلها وصلت الى احد الجزائريين اسمه محمد حيث ساعدني في التنقل بعد ان اشترى لي تذكرة طائرة عن طريق الانترنت وهناك بدأت المغامرات.
كيف:
منير: وصلت الى لندن لكن لم اجد الطريق مفروشا لي هناك، بل كان لزاما عليا الاشتغال لتامين مصاريفي وعملت على تعلم الانجليزية التي كانت مهمة لدخول عالم الشغل، وقد تحصلت على أول عمل ،لكن قبل ذلك كنت أعيش حياة عادية وادرس بين أهلي وكذا أمارس الرياضة حيث كنت أتدرب على رياضة الكاراتي والجيدو ولعبت كرة القدم في اتحاد العاصمة مع كل من حسين اشيو وحمزة ياسف وابراهيم عباشة واخرون، ورغم أنني كنت أتدرب بانتظام لكن لم يتم إقحامي في المباريات وقتها والأكيد أن اي لاعب بحاجة للعب حتى يكون جاهزا من الناحية الفنية.
بعدها سعيت نحو هدفي وتنقلت إلى لندن عبر اسبانيا واجتهدت في تعلم الانجليزية، وتحصلت على أول عمل كمُنظف بمطعم كوفاري سوهو لصاحبه ماركو براوي واشتغلت مع “الشاف” المعروف كورتيس ستون، لا اخفي عنك أنني بدأت من الصفر حتى انه في بداياتي الأولى لم تكن لي ألبسة وكان لي حذاء واحد قديم وكنت دائما اجلس في المؤخرة تفاديا لمظهري  “يذرف دموع” الغربة بالنسبة لي كانت تحدي وكانت شقاء، لكن فرضت وجودي في ذلك المطعم حتى تمت ترقيتي باستمرار من مسؤول عن الطاولات، ثم مسؤول عن قاعة اندي واهوول التي يجلس فيها الأغنياء والمشاهير ، ثم رقيت إلى مساعد مناجير، وقد حصل لي الشرف أن وزعت الأكل لمشاهير مثل المغنية مادونا.

إتقاني لأربع لغات فتح لي فرص العمل.

 

وقد غيرت العمل نحو مطعم كلاري تشيز لكن لأسبوعين فقط بسبب عدم وجود متسع من الوقت لممارسة الرياضة، ما جعلني اتجه نحو مطعم بودن بلان الفرنسي لمدة سنتين، وهناك كنت أوزع الأكل للاعبي الناديين الانجليزيين العريقين تشيلزي وتوتنهام.وقد جاءتني فرصة لتسيير فندق فخم باليونان وبعدها في دبي ن قبل إحدى الزبونات بعد أن تعجبت من إتقاني للحديث بأربع لغات لكن ظروف منعتني من ذلك.
بعدها تنقلت إلى مطعم بونز، وهناك تعرفت على زوجتي الإسبانية التي أدخلتها الإسلام، وتعرفت على عائلتها التي جاءت إلى اسبانيا وخصوصا والدها خوسي سالفادور الذي اعتبر أستاذي في الحياة.

حاليا رجل أعمال بإسبانيا،كيف صارت الأمور؟


منير: والد زوجتي ساهم في عودتي إلى اسبانيا، حيث عرض لي العمل معه في شركته للتصدير والاستيراد، وكان اختصاصه السمك، وقد طلب مني العودة للجزائر للبحث عن مستوردين، وبما إنني كنت بدون وثائق فقد ترددت، لكنه وعدي بأنه سيساعدني في العودة لاسبانيا، وبالفعل في 2006 عدت للجزائر واتفقت مع العديد من المستوردين للشراكة معهم ثم رجعت إلى اسبانيا، وبدأنا في العمل وعقدت اتفاقيات أخرى مع دول عربية للتصدير.
والآن أنا اصدر اللحم المجمد أيضا والجلبانة ضمن شركة pescados E.Guillem,S.L
حيث وسعت مجال عملي، ولدي شراكات في عدة دول وتبقى الجزائر أكبر زبون، بحكم أنها بلدي الأم.

معلوم أن دخول عالم المال والاعمال بأوروبا ليس بالأمر السهل، هل وجدت صعوبات؟
منير: بناء رأس المال في أوروبا ليس سهل فأنت في مجتمع غير مجتمعك، لكن لا اخفي عنك أن إصراري على النجاح والمثابرة والابتعاد عن رفقاء السوء والمحرمات سهلا لي المأمورية، لقد تعتب كثيرا ولم أجد الطريق سهلا وقد ساعدني كثيرا تحكمي في اللغات واكتسابي ثقافة البيزنس، والصرامة والجدية في العمل.

 

متى أبرمت أول صفقة تجارية وهل وسعت مجال عملك، وكيف تسير الأمور في اسبانيا؟
منير: بعد عودتي من الجزائر في 2006 أبرمت أول صفقة لبيع حاويتين للسمك المجمد، ومنها واصلت عمليات التصدير، وفي نفس الوقت كنت أتنقل إلى الهند ودبي وازور اغلب معارض التصدير عبر العالم لتوسيع نشاطي، الحمد لله اليوم استثماراتي تسير بوتيرة عالية هنا في اسبانيا، لكنها لم تمنعني من ممارسة رياضة الماراطون التي أصبحت اختصاصي فيها كما أحاول التوفيق بين كل هذا وبين عائلتي الصغيرة.

لو تأتيك فرصة العودة الى الجزائر والاستثمار فيها ماذا سيكون قرارك؟
منير: لا اخفي عنك أن الاستثمار في الجزائر صعب بسبب عدم استقرار النظام التشريعي او القانوني إضافة إلى البيروقراطية الإدارية التي تفشت كثيرا رغم جهود السلطات العليا في محاربتها، فحتى لو أعود انا سيجد شركائي الأجانب صعوبات.
أعطي لك مثلا لدي متعامل أرسلت له مصنعا لإنتاج التونة ، ويمكن لهذا المصنع ان يُصدر التونة من الجزائر للخارج ويُدخل العملة الصعبة للبلاد، لكن هذا المصنع المجهز بالات تكنولوجية يجب ان يتم تركيبه وتشغيله من قبل خبراء إسبان، وقد أودعت ملفاتهم للحصول على التأشيرة لكن لحد الآن لا جواب يذكر، رغم أن الإيداع تم منذ شهر لذا عدم دخول المصنع قيد العمل يعني أن هناك خسائر بالنسبة لنا بسبب إجراءات الفيزا.

تحدث عن عدم استقرار القوانين هل تفسر لنا؟
منير: شركتي تعاني من ذلك، فمثلا :أصدرت الحكومة قرار منع استيراد اللحم المجمد، وهو امر ساهم في ارتفاعها محليا واثر على شركاءنا في الجزائر، حيث تم إصدار قانون المنع بسرعة وتم تطبيقه أيضا بسرعة دون مراعاة النتائج العكسية، واليوم يتم الترخيص لاستيراد اللحوم المجمدة من جديد، لكن الترخيص جاء قبل أيام قليلة من دخول شهر رمضان، وهذا لا يكفي لاتخاذ إجراءات الذبح والشحن والتوصيل وما يصاحب ذلك من إجراءات إدارية.
كما أضيف لك انه لو يتم التسهيل للاستثمار في الصحراء الجزائرية فبإمكاني أن اجعل منها منطقة تصدير للخارج بامتياز ولدي أفكار لذلك.

كشاب جزائري ناجح في المهجر بما يمكن أن تنصح الشباب الجزائري الذي يفكر في الهجرة؟
منير: انصح كل شاب جزائري أن يعمل ويعمل ولا تكون لديه “عقلية” الاتكال على الناس، الشباب الجزائري لديه طاقات هائلة وقدرات خارقة بشهادة الأجانب، يجب على كل واحد أن يضع ثقة في هذه القدرات ويجسدها على أرض الواقع.
ونصيحتي لمن هم بالغربة أن يتجنبوا الطرق السيئة فهي لا تؤدي إلى الخير، وان تكون لهم نوايا العمل النزيه وإتقان العمل، أما من ينوي التنقل لتجريب حظه بالخارج فعليه أولا تعمل اللغات فهي المفتاح ثم تعلم حرفة يجني منها المال.

كلمة أخيرة للمغتربين خاصة ممن لديهم ابناء من الزواج المختلط بما انك نجحت في تربية أبناءك على الدين واللغة والهوية الجزائرية؟
منير: الأبناء مسؤولية كبيرة في أعناقنا وخصوصا إذا ما كانوا في الخارج، لان البيئة هنا لا ترحم، وبما أننا مسلمين فالحرص كل الحرص على تربية الأبناء على الهوية الجزائرية وعلى الدين الإسلامي بتدريسهم القران وتعاليمه ومتابعتهم في كل صغيرة وكبيرة ، اتمنى التوفيق للجميع.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

أخر الاخبار

error: المحتوى محمي !!