وجد أطفال كثر أو ما يمكن تسميتهم بـ أطفال المهن الموسمية في ممارسة تجارة بيع “المحاجب” “ليبينيي”… وغيرها ملاذا لهم في كسب مصروفهم اليومي الذي يصل إلى 3500 دينار.
في الوقت الذي تقضي فيه فئة كبيرة من الأطفال وقتها على شواطئ البحر بداخل الوطن أو حتى خارجه للاستمتاع بعطلة صيفية بعد موسم دراسي شاق، تقضي فئة أخرى من أطفال العائلات المحرومة عطلتها تحت حرارة الشمس الحارقة.
ويستغل عدد كبير من الأطفال موسم الاصطياف للاسترزاق على حساب أجسادهم الهزيلة محرومين من حقهم في التمتع بطفولتهم، فبعد أن وضعوا حقائبهم المدرسية شمّروا على سواعدهم وحملوا قفف “المحاجب” و”ليبينيي” ومختلف المأكولات التي تلقى رواجا على شاطئ البحر.
شواطئ البحر وجهتهم الأولى
هو فصل للاستجمام، الراحة والاستمتاع بزرقة البحر والسباحة بالنسبة للكثيرين، إلا أن آخرين يرون فيه موسما للاسترزاق وكسب المال سيما بالنسبة للعائلات الفقيرة أين يغتنم أطفالها الإقبال الكثيف للعائلات على الشواطئ لممارسة تجارتهم التي اختلفت بين قفف “المحاجب”، و”لبينيي”، البيض المغلي، وحتى كؤوس الشاي.
بيع البيض والخبز مهنة “حسام”
“حسام” بائع متجول للبيض والخبز وجدناه منهك القدمين يتجول وقت الغداء عارضا خدماته على المصطافين بشاطئ بن يونس العائلي ببومرداس، يقول “بيع الخبز والبيض يعرف إقبال الشباب خاصة الذين لا يحضرون معهم غداءهم ولا يتسنى لهم شراء مأكولات غالية الثمن”.
كما أن العديد من العائلات تشتري الخبز إما لأنها لم تحضره أساسا معها أو لاستهلاكه بسرعة خاصة مع تواجد الأطفال الذين لا يكفّون عن الأكل على شاطئ البحر.
يقول “حسام” إن والدته تتكفل بطهي البيض في الصباح الباكر ليتولى هو عملية البيع بالشاطئ المذكور بعد اقتناء كمية من الخبز حيث يحمل سلة بها البيض وأخرى للخبز ويجوب الشاطئ بحثا عن جوعان يشتري سلعته.
عائدات تصل إلى 3500 دينار
يقول حسام إنه يبيع حبة البيض المغلية بسعر 35 دينار مع نصف خبزة ب15 دينار، وغالبا يشتري الزبون 3 بيضات مع نصف خبزة بمبلغ 120 دينار، ليحصّل فائدة تصل إلى 70 دينار للسوندويتش الواحد، ويبيع ما معدله 30 سوندويتشا في اليوم، فإنه يصل إلى مبلغ 3600 دينار في اليوم بفائدة صافية تصل إلى 2000 دينار في اليوم.
بائع “ليبينيي” بشواطئ جيجل يصنع الحدث
من جهته صنع الطفل عبد الرحمان الجيجلي الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعبارته التي كسبت قلوب الكثيرين من خلال حملة تعاطف مع طفل لا يتعدى 15 سنة يتيم الأب يستغل من تجارة بيع “ليبينيي” على شواطئ جيجل مهنة له.
وقال “عبد الرحمان” صاحب 15 عاما، إنه يعمل في بيع “ليبينيي” نهارا ويبيع الشاء و”الكاوكاو” في المساء، من أجل كسب الرزق الحلال وتأمين مصاريف العائلة، وهروبا من رفقاء السوء من أصدقائه المدخنين والذين لا يتوانون في ارتكاب مختلف العادات السيئة.
شاهد فيديو الطفل عبد الرحمان الجيجلي
بيع “المحاجب” يستهوي الكثيرين
من منا لا يعشق تناول “المحاجب” خاصة “سخونين وحارين” هذه العبارة الشهيرة لباعة “المحاجب” عبر شاطئ تيزيرين بشرشال.
“محاجب سخونين وحارين”، عبارة تدغدغ مشاعر الجائع على شاطئ البحر، وما يكون أمامه من خيار غير تجريب تناول قطعة “محاجب” ليطلب المزيد.
تقربنا من أحد الباعة وهو طفل صغير في حدود العاشرة من عمره يحمل قفة ” محاجب” اشترينا منه وحاولنا معرفة المزيد عن هذه المهنة، وما تدرّه عليه من أرباح، قال إنه يبيع الواحدة بـ30 دينار، ويبيع في اليوم ما يصل أحيانا إلى 100 حبة.
وبعملية حسابية بسيطة نجد أنه يحصّل مبلغ 3000 دينار يوميا وإذا ما أنقصنا المادة الأولية المتمثلة في السميد والزيت والبصل والطماطم حوالي 700 دينار، فإننا نحصل على فائدة يومية مقدرة بـ2300 دينار.
2000 دينار حصاد يومي لـ”إسلام” من بيع قارورات الماء المعدني
من جهته “إسلام” من ضمن هؤلاء الباعة الصغار الذين يجوبون الشواطئ بحثا عن عطشان يقتني قارورة ماء باردة، ليحصل على مقابل مادي بربح يتراوح بين 15 إلى 20 دينار للقارورة الواحدة، أين يقول “إسلام” إنه يربح 10 دينار في قارورة ماء معدني صغيرة، في حالة ما اشترى القارورات من محل تجاري للتجزئة أما إذا لجأ إلى تجار الجملة فإنه يقتني القارورة بـ20 دينار ليبيعها بـ40 دينار، ويربح 20 دينار في القارورة الواحدة، مشيرا إنه يحصّل من 1500 إلى 2000 دينار فائدة كل يوم وربما أكثر في بعض المرات، وذلك حسب تنقلاته من مكان لآخر وحسب كمية الماء التي اشتراها ووضعها في المبرّد، مضيفا أنه يدرس في المتوسط ويضطر للعمل في العطل لتأمين مصاريف الدخول المدرسي، كونه من عائلة متوسطة الدخل، مضيفا أنه اهتدى إلى مهنة بيع قارورات الماء صيفا منذ سنتين، فيما يضطر للعمل في الأسواق لمساعدة التجار في حمل البضائع للزبائن في عطلتي الربيع والشتاء.
تابع أيضا انتزاع الأطفال من ذويهم في السويد
يمكنك متابعة مؤسسة المخيم الصيفي العائلي